كتبت هذه القصيدة في أثناء احتلال الكرمك وقيسان في فترة ما قبل الإنقاذ وسمّيتها «وثبة الأسود».. وكانت روح الغدر والخيانة والجبن هي السمة الملازمة لأفعال التمرد الذي كان يقوده الهالك جون قرنق.. واليوم يكرر التمرد ذات المنهج في الكيد والدس.. وقد فوجئنا ذات صباح بأن قوات التمرد المسمى زورًا وكذبًا وبهتانًا بالجيش الشعبي لتحرير السودان.. فوجئنا بها تحتل منطقة هجليج التي تبعد ما لا يقل عن ثمانين كيلو مترًا شمالاً من الحدود المتفق عليها منذ عام 1956م. وهجليج ليست منطقة نزاع ولا دار حوار حولها ولا تفاوض.. وعندما كان بعض أركان التمرد يفاوضون الحكومة السودانية حول بعض القضايا العالقة وجلها مفتعلة بواسطة سفلة التمرد من أمثال باقان والحلو وعقار وعرمان وإن كان التمرد يعج بالسفلة والأبالسة.. وكان هناك من بين أركان الحكم في السودان أو على الأقل بعض المفاوضين أمثال إدريس عبد القادر وسيد الخطيب يوادون هؤلاء المتمردين ويدعمون مطالباتهم بما يسمى بالحريات الأربع والتي أظن ظنًا راجحاً أنها من ابتكار سيد الخطيب وإدريس عبد القادر ولم تخطر أبداً على بال باقان ولا عقار ولا سلفا ولا رياك مشار.. ولأن سيناريو التمرد يتكرر.. فإن سيناريو البسالة والشهامة والشهادة سوف يتكرر.. إلا أننا لن نُلدغ هذه المرة من جحر نيفاشا ولا من جحر الإيقاد.. ولا من جحر أولاد قرنق ولا من جحر أولاد الترابي.. نظرت إلى«وثبة الأسود» التي وثقت بها معركة الكرمك وقيسان مع أختها «غضبة الحليم» فوجدت الشبه يكاد يصل إلى حد التطابق لولا اختلاف بعض الأسماء واختلاف الزمان والمكان.. وغياب أسد الرافدين!!.. فنشرتها كما هي إلا أنني استبدلت أسود الحق باسود الغاب في مطلع القصيدة فإلى القصيدة: وثبت أسود الحق وهي كتائب.. فارتجّ ركنٌ في الفضاء وجانب وطئت عرين الليث بضع ثعالب.. أيهون أن تطأ العرين ثعالب؟ أكرِم بوجه الليث يوما أن يرى.. استاه فسق في الحمى تتواثب إن كان ظنك يا ثعالة أن نرى.. لك متقين فإن ظنك خائب أو كنت تحسب أننا في قلة.. أو ذلة فاخسأ فبئس الخائب نحن الليوث بكل أرض خادر.. منا حماه منافح ومناكب ليث بأرض النيل زمجر.. فانبرى ليث بأرض المشرقين يجاوب وتزاءرا فإذا البسيطة كلها.. ناب يكشر بالردى ومخالب إن كان غرك غفلة من حيدر.. فلقد تنبه وهو جهم غاضبٌ ما فصل ما بين افتضاحك وانتباه.. الليث إلا قدر ما يتثاءب يا أيها النزق اللئيم المفتري.. قد جاءك الشؤم الكريه الناعب إني مخبرك اليقين.. فمنجح.. علم الجميع بأن قولي صائب لو كنت تتّبع الرشاد وترعوي.. لكن حلمك عن فؤادك عازب سيسيل من عضب السيوف لعابها.. فلعاب أقلامي بفضلك ناضب أطلقت كل حمائمي أنفذت كل .. رسائلي لم يبق عندي كاتب لم يبق لي إلا المثقفة القنا.. يعسى بها خرس إليك أخاشب كم جاء يحمل موثقي ومودتي.. خدن بلا نجح لديك وصاحب ولقد سعى في رتق فتقك ذو هوى.. يدعو دعاواك الرقاع وحادب عجز المنمق والمزوق وانتهى.. أهل المجانة والخليع الخاضب أبناء علات الخيانة أحجموا.. وانماز عنك من الأداني عاصب قد غرك العلج المشير سفاهة.. كذباً به بئس المشير الكاذب ان كان يجهل شأننا فمفرط.. او كان يعلم فالتآمر لازب اشعبت حربًا ليس يُرأب صدعها.. إن الحروب صوادع وشواعب حالفت ابغض من مشى واخسّه.. فالشر مستخفٍ لديك وسارب يا من يمنّي نفسه بقتالنا.. اقرأ كتابك فالحياة تجارب واسأل رؤوس الكفر عن غزواتنا.. من ذا السليب ومن يكون السالب عنت الرؤوس وطأطأت لسيوفنا.. وانجاب عنها ظلمة وغياهب تجلو صوارمنا البصائر مثلما.. يجلو الدياجي والحوالك ثاقب كنا إذا انثالت كتائب فتحنا.. سبقت بأنوار الهداة كتائب فسيوفنا تحت القتام كواكب.. وفعالنا بعد القتام كواكب في الحرب نستلب القوي ونعتلي .. والسلم يسلبنا الضعيف النادب هذه حقيقتنا وتلك فعالنا.. ومقالنا حكم وحتم لازب هجليج قبرك لا ترم إن الشباب.. تدافعوا نحو الردى وتواثبوا جاءوا غضابا إذ أضر بهم غيابك.. عنهم فمفند ومعاتب لله يوم يودعونك حفرة.. فيها اللظى جمر تضرم لاهب فالآن اشرعت الجنان وفتحت.. ابوابها فأرائك ومراتب وتتوق في العرصات نحو لقائهم.. حور أوانس في المروط كواعب وملائك الرحمن ترنو جذلة.. فمسلم ومرحب ومصاحب والرب راضٍ والنفوس قريرةٌ.. والعمر محوٌ والحياة رغائبُ { سناء حمد في الخطوط الأمامية قامت الوزيرة الشابة سناء حمد مشكورة بتفقد الخطوط الأمامية وشوهدت وهي تهبط من الطائرة ويقف صف من العسكريين والسياسيين في جنوب كردفان وصافحتهم فرداً فرد. يبدو أن ذلك كان بسبب قلة الرجال في المليون ميل مربع حتى اضطرت الانقاذ إلى إيفاد حرمة تقوم مقام الرجال تماماً مثلما خاطبت الشابة مشاعر الدولب جموع الأئمة والدعاة والمشايخ في قاعة الشارقة بحضور الوالي وإدريس عبد القادر وسناء حمد. أين ذهب الرجال؟! الله اعلم!!