البشير: نحتفظ بحق الرد على دولة الجنوب «كيفما نشاء»..البشير: جوبا قابلت الإحسان بالعدوان..الحكومة: تخريب منشآت النفط بهجليج يفتح الباب أمام حرب شاملة الخرطوم هجليج: هيثم عثمان حذَّرت الحكومة دولة جنوب السودان من المساس بالبنيات التحتية للنفط بهجليج، وقالت إن أي تخريب فيها يفتح الباب أم حرب شاملة، فيما دمغ الرئيس عمر البشير الهجوم على منطقة هجليج بالعدوان السافر من قبل دولة الجنوب التي قال إنها قابلت «الإحسان» بالعدوان تحت مرأى وسمع العالم باحتلال أراضٍ سودانية ليست موضوع خلاف، مؤكداً في الوقت نفسه أن السودان يحتفظ بحق الرد كيفما نشاء، وبالطرق التي تعيد له أراضيه وتحافظ على سيادته وأمنه واستقراره. في وقت قضت القوات المسلحة على كل الآليات العسكرية من دبابات وراجمات وأسلحة ثقيلة لقوات دولة الجنوب بمنطقة هجليج وتمكنت من بسط سيطرتها على المنطقة بصفة كاملة، وأحبطت في ذات الوقت محاولة إمداد قام بها طيران مشترك للجيش الشعبي ودولة مجاورة لجوبا لدعم القوات المنسحبة إلى داخل دولة الجنوب. وفي سياق متصل نقلت مصادر بهجليج ل«الإنتباهة» نجاح القوات المسلحة في قطع عملية إمداد بري آخر عن طريق منطقة الأَبْيَض، وكشفت المصادر عن تدمير كل الآليات العسكرية التي دخلت بها قوة الجيش الشعبي لهجليج وشملت دبابات «تي 72»، وراجمات أمريكية الصنع وأسلحة إسرائيلية متطورة، وجزمت بأن الأجهزة الأمنية تجري منذ أمس عملية «نظافة شاملة»، واعتبرت أن العمليات التي دارت أمس بمثابة نهاية غزو هجليج. وفي غضون ذلك قادت القوات المسلحة عملية عسكرية واسعة النطاق أمس لطرد كل القوات التابعة لدولة الجنوب والمتمركزة في عدد من المناطق منها الميرم وحول أبيي. من ناحيتها وضعت الحكومة المصرية كل إمكاناتها تحت تصرُّف الخرطوم وأكدت دعمها ومساندتها للسودان جراء العدوان على منطقة هجليج، ولفتت لمتابعتها اللصيقة لتطورات العدوان الأخير، وأعلنت عن إدانتها الكاملة لهجوم الجيش الشعبي على المنطقة، ودعت جوبا للانسحاب الفوري وغير المشروط من هجليج، وأوضح وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الذي وصل للخرطوم عقب لقائه البشير أمس أنه لا يحمل مقترحات محددة بشأن الأزمة. وأضاف «لم آتِ بمقترحات محددة، وأعرض فقط الاستعداد للوساطة» وقال من المبكر أن نقول هناك مبادرة، وإنما أتينا إلى الاستماع ومعرفة الآراء، وبعد ذلك سنحاول بلورة بعض المقترحات التي تساعد في الحل ونضعها موضع التطبيق، منوها إلى أنه استمع لوجهة نظر الرئيس البشير، ولفت وزير الخارجية المناوب صلاح ونسي أن عمرو حمل رسالة شفهية من المشير طنطاوي للبشير، وذكر أن البشير أوضح وجهة نظره بشأن العدوان على هجليج.وقال وزير الخارجية المصري إن القاهرة أجرت اتصالات مع وزراء الخارجية بالمنطقة لمناقشة السبل الكفيلة بالتهدئة وإنهاء احتلال هجليج، لافتاً عند لقائه بوزير الخارجية المناوب صلاح ونسي بوزارة الخارجية أمس إلى أن وزراء الخارجية بالمنطقة أعربوا عن بالغ قلقهم من تصاعد الأوضاع، في وقت كال فيه ونسي انتقادات لوفد جوبا المفاوض ودمغه بافتقار الشفافية والوضوح إبان أعمال اللجنة السياسية الأمنية واطلع في الأثناء وزير الخارجية المصري على تطورات الأحداث بالمنطقة بجانب شرح أبعاد المخطط والتحركات التي قامت بها الحكومة على المستوى الإقليمي والدولي. الى ذلك حذَّرت الحكومة دولة جنوب السودان من المساس بالبنيات التحتية للنفط بهجليج، وقالت إن أي تخريب فيها يفتح الباب أم حرب شاملة. وقالت سناء حمد العوض وزير الدولة بوزارة الإعلام للمركز السوداني للخدمات الصحفية، إن الاعتداء على هذه البنيات سيكون نقلة نوعية في مجريات الهجوم العدائي الذي شنته دولة الجنوب على الأراضي السودانية، وحذَّرت من المساس بحقول النفط. وفي اتجاه موازٍ قدّم مندوب السودان الدائم بالاتحاد الإفريقي السفير عبد الرحمن سر الختم شرحاً لتطورات الأوضاع بمنطقة هجليج، وأبان في خطاب أمام المجلس أمس إجهاض دولة الجنوب لكل المبادرات السلمية والاعتداء على المنطقة، فيما لاذ مندوب دولة الجنوب بالصمت خلال الاجتماع ولم يدلِ بكلمة أو تعقيب أو بيان على خطاب السودان كما هو متعارف عليه في مثل هذه الحالات.