زاهر خوجلي دفع الله عكود من مواليد أوسلي بالولاية الشمالية محافظة مروي نشأ وترعرع بها ودرس مراحله التعليمية الأولى بها ثم الثانوي بمدرسة كورتي الثانوية وأكمل تلك المرحلة بمدرسة الشهيد مصطفى الطيب بمدني، درس الصيدلة بجامعة أم درمان الإسلامية ويعمل حاليًا بالشركة العامة للأدوية السودانية.. نظم الدكتور زاهر عددًا من القصائد وتغنى له عدد من الفنانين منهم على سبيل المثال محمد النصري ومعاوية المقل وعبد القيوم الشريف وغيرهم.. «تقاسيم» جلست إليه ليحدثنا عن موهبته في قرض الشعر ويحكي لنا عن الشعر في منطقة الشايقية وعدد من المحاور.. حوار: سحر محمد بشير تصوير: محمد الفاتح ٭ متى بدأت موهبة كتابة الشعر عندك؟ الموهبة في البلد نحسها منذ الصغر فالحبوبة «تنضم» شعر والأم تهدهد صغيرها بالشعر والمنطقة مفعمة بالجمال والشاعرية على هذا الأساس جاءت كتابة الشعر بالفطرة. هل تذكر لنا أول مرة نظمت فيها قصيدة كاملة؟ منذ المراحل الدراسية الأولى كنت أكتب ولكنها محاولات لا ترقى لمستوى الشعر، وفي المرحلة المتوسطة بدأت مرحلة النضج عندي ورغم ذلك لم أهتم بالتدوين وحقيقة لم أتوقع أن أصبح شاعرًا.. وفي المرحلة الثانوية بدأت «ألملم» بعض كتاباتي وأحسست بمشروع الشاعر في دواخلي وأذكر من أوائل القصائد «إذا عبث الفرح جواك» التي تغنى بها أحمد صديق أب زقلة في ألبومه «الطرف المسهّد». ٭ مَن مِن الفنانين تغنى من كلماتك؟ حافظ طه «الباز» عمر النافعاب محمد النصري خالد جبريل معاوية المقل وعبد القيوم الشريف وقبلهم سلمّت الفنان عصام محمد نور قصيدة بعنوان «كاسية محياك البراءة» وحتى الآن لا أعرف مصيرها! ٭ ما السر في أن معظم كتابات «الشوايقة» الشعرية تأتي في شكل قصة؟ لا سر ولا حاجة! الشاعر وليد بيئته؛ فالقصة تكون أصلاً موجودة على أرض الواقع ويكون الشاعر لصيقًا بالموقف لذا تتجلى القصيدة في شكل قصة واقعية، أما إذا كانت من نسج الخيال فنجد الرمزية تتجلى فيها فليس بالضرورة أن تعني شخصًا بعينه مثلاً قصيدة «حسّان الإنسان» لخالد شقوري و«عم عبد الرحيم» و«حمدتو» لحُميد بالطبع لم تنظم في أشخاص بعينهم. ٭ قصائد الشايقية لا يمكن أن تتغنى إلا بآلة الطنبور ما تعليل ذلك؟ قصائد الشايقية بها موسيقا داخلية تبنى عليها من الألف إلى الياء؛ فإيقاع الشعر الشايقي هو إيقاع الدليب فنجد التوصيلة بين إيقاع الدليب والموسيقا الداخلية للقصيدة نفسها. ٭ الكلمة في شعر الشايقية ما زالت محافظة على رزانتها ولم تتأثر رغم أن الغناء الهابط صار شائعًا في الوسط الفني؟ تأتي المحافظة عليها من قبَل الشعراء والمتلقين معًا؛ فالذي يكتب كلمات ركيكة يكون ما بين مطرقة الشعراء وسندان المتلقين ومن هذا المنطلق لا نكتب ما يسئ لنا وحتى الأغنية الهابطة لا تجد آذانًا صاغية في المنطقة الشمالية ويكون كاتبها معروفًا ومكشوفًا في وسطنا لأن شعراء الشعر الشايقي معروفين ولهم بصماتهم الواضحة وحتى الشعراء الناشئين يكونوا تحت مظلة الشعراء الكبار والزبد يذهب جفاءً! ٭ هل قمت بجمع كتاباتك في ديوان شعر؟ لدي ديوان شعر تمت إجازته من المصنفات بعنوان «خيط الروح» وهو الآن تحت الطبع. لمن مِن الفنانين يستمع دكتور زاهر؟ أستمع لكل فناني الطنبور وأستمتع جدًا بسماعهم ويأثرني مصطفى سيد أحمد وعثمان حسين. ٭ في ختام حديثنا معك ماذا تود أن تقول؟ أتمنى أن تتوقف طلقات النار في العالم ويزرع الزيتون ويرفرف الحمام البيض في كل دول العالم.. وأن يعم السلام العالمي، وأترحم على الشعراء والفنانين الذين فارقوا الدنيا وكل التعازي والألم الشديد في وفاة أبونا وأستاذنا «حُميد» كما أرسل التعازي لشقيقي وابنة خالتي عبركم في وفاة ابنهم غرقًا قبل أيام قلائل، وربنا يوفق «الإنتباهة» لمشروعها «صوت الأغلبية الصامتة».