جدد الفريق أول هاشم عثمان الحسين مدير عام قوات الشرطة، أهمية التنسيق والتعاون بين الدول الإفريقية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، مشيراً إلى أن هذه الجرائم ظلت تشكل خطراً يهدد الأمن والسلم في افريقيا. جاء ذلك لدى مخاطبته بقاعة وزارة الداخلية اجتماع لجان منظمة الأيباكو برئاسة الفريق إيمانويل قاساما مدير شرطة رواندا ورئيس الدورة الحالية لمنظمة الأيباكو، وأبان الفريق أول هاشم أن التعاون الأمني يجب أن يكون في إطار دول الأيباكو للحد من هذه الجرائم التي أصبحت تهدد اقتصاد معظم دول القارة، مشيداً بالدور الذي ظلت تلعبه الشرطة الرواندية في إنفاذ مقررات الأيباكو بتدريب وتأهيل منسوبي الشرطة في الدول الاعضاء، مؤكداً مشاركة منسوبي الشرطة السودانية في الدورة التدريبية القادمة بما يحقق الفائدة لمحاربة الجريمة بأنواعها المختلفة. ومن جانبه أشاد الفريق إيمانويل بالتطور الذي شهدته الشرطة السودانية في مختلف مجالات العمل الجنائي والخدمي، بجانب الاهتمام بمكافحة جرائم المخدرات وغسيل الأموال ونهب الماشية وتهريب الآثار وسرقة السيارات، وقال إن هذا التطور يسهم في الارتقاء بالعمل الشرطي ويحد من الجرائم ذات الطابع التقني التي شهدت تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، داعياً الدول الأعضاء للتنسيق فيما بينهما لإنفاذ برامج التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات. وأفاد «المكتب الصحفي للشرطة» أن اجتماع اللجان ناقش جهود الشرطة السودانية في الحد من الجريمة المنظمة من خلال التقرير الذي قدمه اللواء بابكر أبو سمرة مدير الإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية، الذي أكد على إنشاء مراكز لتقديم الخدمات الطبية لمساعدة الرحل على الاستقرار في ما يختص بجرائم الماشية، بجانب إيجاد الزراعات البديلة وتوفير مصادر دخل مشروعة لمزارعي الحشيش، وتفعيل الاتفاقيات بين دول المنظمة للحد من تجارة المخدرات، وقيام سلطات المرور بإدخال البيانات بغرض التقليل من سرقة السيارات وتفعيل عملية الإظهار الكيميائية لأرقام السيارات التي تتم من قبل خبراء الأدلة الجنائية، وأشار التقرير إلى وضع أرقام وطنية للأسلحة ليسهل تتبعها ومعرفة مصدرها، وجمع الأسلحة غير مشروعة وتدميرها بعد مصادرتها، ويتم ذلك وفق الضوابط المنصوص عليها في قانون الأسلحة والذخائر. وفي ذات الإطار زار الفريق إيمانويل والوفد المرافق له الإدارة العامة للأدلة الجنائية، ووقف على أقسام الإدارة وما تقدمه من خدمات للجمهور في مجال الأدلة الجنائية بما يخدم العدالة، وأشاد بالتقدم الكبير الذي شهدته المعامل المختصة بالبصمة والحمض النووي، كما وقف الوفد على تجربة الكلاب الشرطية ومهامها في مسرح الحادث والكشف عن المخدرات والمتفجرات. واختتم الوفد برنامج زيارته للسودان بتوقيع مذكرة تفاهم تتضمن جوانب التدريب المشترك ومكافحة الجرائم العابرة والتنسيق الأمني في مجال مكافحة المخدرات والاتجار بالبشر والقرصنة البحرية، كما شملت المذكرة نقل التجارب وتبادل الخبرات وبناء القدرات.