نهنئ أهلنا وشعبنا وجيشنا «جيش الهنا» بالانتصار الساحق والماحق على الجنوبيين وأعوانهم من المرتزقة والمتمردين.. ونقول «اكسح اكسح.. أمسح أمسح» ونقص الطرفة التي تحكي أن رجلاً وزوجته اختلفا واشتجرا وبلغ بينهما النزاع والاختلاف درجة جعلتهما «يفرزان» العيشة وينفصلان في الفراش بحيث يرقد الزوج في عنقريب بعيداً جداً لوحده والزوجة في عنقريب آخر لوحدها على مرأى من بعضهما البعض مع الامتناع عن الاقتراب أو «التصوير».. وظلاّ متخاصمين مدة طويلة دون كلام أو سلام.. وكل منهما يقوم بالواجبات المنزلية أمام الناس فقط، ولكن ينعدم التواصل الزوجي بينهما.. وطالت المدة بحيث اشتاق كل منهما إلى الآخر ولكن المكابرة وعزة النفس كانت تمنع كل واحد منهما من الاعتذار للآخر أو الاقتراب منه.. وفي ذات يوم كان الزوج قد سهر حتى بعد منتصف الليل وصار يفكر في طريقة تجعله يأتي بزوجته إلى «عنقريبو» دون أن يريق ماء وجهه بالطلب أو الاعتذار المباشر.. وهداه تفكيره إلى أن يهب قاعداً ويدعو بهذا الدعاء: «يا سيدي الحسن تجيب لي زوجتي في عنقريبي ده».. وقبل أن يكرر دعاءه للمرة الثالثة كانت المرأة قد قامت من سريرها وهي تتجه نحو عنقريب زوجها وتبدو وكأن شخصاً «يدفرها» من الخلف وهي تقول بالصوت العالي «يا سيدي الحسن دافرني مودّيني وين؟» إلى أن وصلت إلى سرير الزوجية. ومن المؤكد أن انتصار القوات المسلحة قد وحّد الرؤية بين الحكومة والمعارضة.. ثم ومن المؤكد أن بعض فئات المعارضة خاصة حزب الأمة والاتحادي ليس بينهما وبين حكومة المؤتمر الوطني كبير خلاف.. ومن المؤكد أيضاً أن المؤتمر الوطني كان يدعو سراً وعلانية أن تأتيه المعارضة «مدفورة» أو برغبتها الشخصية.. والمعارضة الآن جاءت بسبب الدفرة القوية بتاعة هجليج.. والتي وحدت الصفوف كلها وجمعت ما بين أهل السودان بمختلف مشاربهم ورؤاهم واعتقاداتهم وميولهم.. والغبي من أهل المعارضة وحده من يعزل نفسه عن هذا «التسونامي» المؤيد للقوات المسلحة والمؤتمر الوطني والحكومة.. ولعل حزب الأمة قد أثبت على مر العصور والحقب أنه حزب وطني يستطيع أهله أن يفرقوا ما بين العام والخاص وما بين الوطن والحكومة.. وفي هذه المرة فقد أثبت حزب الأمة نفس الموقف الوطني الذي وقفه السيد عبدالرحمن المهدي بالدعوة للاستقلال وبأن السودان للسودانيين والتاريخ قد أعاد نفسه.. أما أحزاب المعارضة التي جاءت «تكوس» وهي مدفورة بدعوات الصالحين في هجليج أو مدفورة بخوفها من العزل الشعبي فعليها أن تكفِّر عن ذنبها بطرق عديدة.. فهي عليها أن تغتسل سبع مرات بنيّة «غسل الجنابة من الحدث الأكبر الذي مارسته مع الحركة الشعبية والحركات المتمردة.. وعليها أن تتأكد من أن إحدى هذه الغسلات بالتراب والصابون وتضيف إليه شيئاً من السدر وحامض الكبريتيك ومن بعدها عليها أن تتوضأ قبل أن تستقيم في الصف الأمامي بسبب «الحدث الأصغر» الذي ارتكبته على المستوى المحلي ومعاملتها مع قطاع الشمال وتحالف كاودا أو الجبهة الثورية. وعندما يحدث هذا يكون على الزوج« أن يضم إليه المعارضة «المدفورة» وأن يقبل عودتها وتوبتها ثم يتركها ترقد بجواره هادئة مطمئنة ويربت على جنبها ويسعد بعودتها.. وإن رأى أن ينال منها حقاً مشروعاً فهو وشأنه «مالناش دعوى» وبهذه المناسبة نذكر الموقف التاريخي الذي حدث عندما كنّا طلاباً بجامعة الخرطوم في أول عقد السبعينيات وعندما قام طلاب الجامعة باحتلالها فيما عرف بجبهة وحدة الطلاب وإن لم تخني الذاكرة حدث ذلك في الحادي عشر من مارس عام 1971م وجاء الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم وأحاط بأسوار الجامعة «المحتلة» مستعملاً أرتالاً من الدبابات والمدافع في مواجهة الطلاب والطالبات وفي ذلك اليوم كان طلاب وطالبات الحزب الشيوعي قد عزلوا أنفسهم عن الآخرين.. والإجماع العام.. وخرجوا من الاعتصام إلى شارع الجامعة ووقفوا مع أبو القاسم وهم يهتفون «أضرب أضرب يا أبو القاسم، حاسم حاسم يا أبو القاسم» ولم يتمكن أبو القاسم من ضرب الطلاب وانتهي الاعتصام بإغلاق الجامعة وانتصار وحدة الطلاب.. ولم تقم للشوعيين قائمة في جامعة الخرطوم منذ ذلك اليوم وجاءت بعدها طامة انقلاب الشيوعيين في يوليو من ذات العام وذهب الحزب الشيوعي في خبر كان واختفى «شمار في مرقة» حتى الآن.. ثم جاء فاروق أبو عيسى ليكمل الدور هذه الأيام.. والذي فضل أن يرتمي على عنقريب الجنوبيين بدلاً من عنقريب أهل السودان.