أحسن الوصايا فى أنواع الهدايا الهدية لها وقع طيب فى النفس، ومن شأنها توثيق الصلة بين الناس، كما أنها دليل على المحبة والاهتمام، وليس لها وقت محدد، ولكنها الآن فى هذا الزمن الممحوق ارتبطت بالمناسبات وتعد دينًا واجب الوفاء، الهدايا بين اثنين مخطوبين تكون «وارّة» ولا تعرف توقيتًا، والخطيب لا يبخل على خطيبته بشيء حتى لو اضطر للاكتفاء بالبوش كوجبة رئيسة، وبينما تراقب أم الخطيبة بتوجس وعدم رضا الهدايا المستمرة التى ربما تكون «غبيى أتر» نحو خطوات جادة كالمهر والشيلة وقطع يوم العرس، نجد أم العريس أيضًا غير راضية باعتبار الهدايا ودار قروش وبعزقة. زمان تهدي الفتاة لخطيبها دقشة مناديل طرزتها بنفسها، وهناك أغنية للراحل المقيم سيد خليفة/ هدية من إيدك مقبولة/ معناها إنى على بالك / «طبعًا المتذكر اللحن دا زول قديم قدم السنين»، بعض حنكوشات اليوم الرومانسيات يحتفظن بوردة جافة بين دفتى كتاب أو دفتر، وتسكت تعاين ليها حول أو حولين الى أن ينتزعها عريس جاد من أوهامها ويهديها شبكة. تتهادى الجارات أطباقًا من الطعام، ومازال هذا التقليد ساريًا فى الأحياء الشعبية والأرياف «أمش آولد لخالتك زينب قولها أمى قالتلك أعصري قلبك بالحرف الحار دا .....الدنيا برد» و«الحرف» لغير الناطقين بها، هو قراصة القمح، ولكسرة الذرة نقول «طرقة»، أظن بعد كدا وقع ليكم، ومن الإتكيت ارجاع الماعون وبه شيء ولو كان بسيطًا، يقول الرسول الكريم عليه أفضل السلام وأتم التسليم : «يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة» وهو عظم قليل اللحم، والمقصود التهادي ولو بالشيء اليسير، الهدايا بين الأزواج، خاصة ناسنا فى السودان تكون فى السنة الأولى، بعدها تبدأ الزوجة على أستحياء فى تذكير زوجها بمناسباتهما السعيدة، فيلبي أول مرة وبعدها عييييك يتناسى، وعلى الزوجة أن تقنع فى هذه الحالة من رومانسية زوجها وتبدأ فى تحريش البنيات الحنينات لأهدائها الهدايا القيمة، فيدفع الزوج صاغرًا وهو يردد : الحية لا تلد إلا حية مثلها، لترد عليه بنته : يعنى يا أبوى حتلد شنو؟ بالله طلع لينا القروش سريع، وتتابع الأم ما يجري بانبساط.