بمجرد التحاقي بالجامعة صار السؤال الذي يطرحه علي أصدقائي من خارج الجامعة: عامل إيه مع الحب؟ فلأن الجامعة كانت تعني الدارسة المختلطة، فقد كان كثيرون يفترضون أنه ما اجتمع طالب وطالبة إلا وكان كيوبيد ثالثهما، وكان السؤال محرجا بالنسبة لي شخصيا، فحتى بعد أن توغلت في الدراسة الجامعية ووصلت السنة الثالثة والرابعة، لم يكن عندي إنجاز رومانسي أتباهى به أمام أقراني! وكان بعض أصدقائي من الصفاقة بحيث كانوا يقولون لي في وجهي: الله يخيبك.. ما لقيت ليك واحدة تحبك!.. أمر الله يا جماعة،.. فقد زاملت في الجامعة عشرات بل مئات البنات ولكنني لم \"املأ\" عين واحدة منهن، حتى كدت أن أفعل ما يفعله خطباء الجامعة في قهوة النشاط عندما يعتلون الكراسي ليسوقوا بضاعتهم السياسية: مالى؟ يا بنات يا بلهاوات؟ هل في عيب؟ بكرة تندم يا جميل (هذه كانت بتأثير الأفلام المصرية، فقد كنت في تلك المرحلة متيما بحب سعاد حسني وربما سمعت زميلاتي بذلك فاعتبرنني متعاليا عليهن وبالتالى لم أجد منهن من \"تُعبِرني\").. ولا شك في أن ذوقي كان رفيعا، فبعد ان أدركت ان سعاد حسني لا تستأهلني، وهامت بحب المطرب عبد الحليم حافظ، وقعت في غرام الممثلة الأمريكية الروسية الأصل ناتالى وود، التي ماتت منتحرة في عز شبابها، فقال بعض المرجفين ان ذلك كان بعد ان بلغها ان ابا الجعافر يحبها، ولكنني أرجح ان سبب انتحارها هو انها سمعت انني وقعت في غرام الممثلة الإيطالية التونسية المولد كلوديا كاردينالى،.. في حين ان علاقتي بكلوديا لم تدم طويلا بعد ان سمعت انها أنجبت ولدين بالحرام.. وقد \"بارت\" كلوديا وظلت بلا زوج الى يومنا هذا!! وبعد ان انتحرت سعاد حسني قبل سنوات قليلة أدركت بأنني شخص \"شؤم\".. وبصراحة أكثر فإن اللطمات العاطفية التي تلقيتها من حسناوات السينما العربية والامريكية هي التي جعلتني اسيئ الظن بالنساء وأتفادى كيدهن، وظللت \"خالى طرف\" لعدة سنوات بعد التخرج حتى صرت مدرسا في المرحلة الثانوية، وعملت في مدرسة بنات ووقعت و\"ما حدش سمى عليّ\" وتزوجت بإحدى طالباتي.. ونشرت في الصحف تهنئة لنفسي بالزواج باسم شخصية وهمية \"لأغيظ\" زميلاتي في الجامعة اللواتي اعتبرنني شخصا \"غير مقنِع\"، وتزوج معظمهن بزملاء لي كحيانين مثلي أو أسوأ مني حالا فور التخرج، وصرن اليوم حبوبات، (جدات) وهذا جزاء الظالمين.. بينما ما زال ابو الجعافر في عز شبابه وسيبقى كذلك، بإذن الله ويا ويل من تسول له نفسه طلب يد إحدى ابنتيه... ولا تصدقوا الحاقدين الذين يقولون ان صورتي في أعلى هذه الزاوية تعود الى المرحلة الثانوية! هذا كذب وافتراء بدليل ان الكاميرا لم تكن قد اخترعت عندما كنت طالبا في المرحلة الثانوية! على مدى سنوات متصلة ظللت أكتب منوها بأن الأول من سبتمبر يوافق يوم مولدي، على أمل أن يوقظ ذلك ضمائر بعض القراء فيرسلون لي هدايا ولو بالفاكس، ولكن لا \"حياء\" لمن تنادي،.. أي خاب أملي في معارفي وأصدقائي وأقاربي الذين فات عليهم تذكر يوم مولدي الميمون والذي نال فيه والدي علاوة شهرية قدرها ثلاثون قرشا، وكاد ان يسميني بخيت من منطلق ان بختي وحظي وطالعي طيب.. والبركة في زوجتي التي لم تنس تلك المناسبة، العام الماضي واشترت لي فيها زوجين من الأحذية فصار عندي أربعة أزواج ليس زوجات الله يخليكم-، لأن أم الجعافر رغم تدينها لا تحترم حقي في التعددية الزوجية، بل صارت من فرط تحسسها من تلك المسألة ترفض التعددية الحزبية،.. وحاول بعض الحاقدين بذر الفتنة والشقاق بيني وبين زوجتي بالقول بأن قيامها بالربط بين يوم مولدي و\"الجِزم\" مسألة فيها \"إن\" وأخواتها، ولكن هيهات ان تنجح المخططات الإجرامية الرامية الى ضعضعة وزعزعة العلاقات المصيرية بيننا، ويطيب لي ان أعلن عبر هذا المنبر تجديد البيعة وولائي التام لها وعدم رغبتي في اقتسام السلطة والثروة معها طالما انها تعطيني حق الفطور والبنزين... وعلى كل حال ها هو سبتمبر على الأبواب مقرونا بعيد الفطر المبارك والأمل عظيم في أن تصلني هدايا بالمناسبتين. أخبار الخليج - زاوية غائمة [email protected]