سُررت أيما سرور لما قرأته مما جاء في صدر مقال الأخ علي يس والذي جعل له عنوانًا «استغفار» وكما قالوا «الجواب يكفيك عنوانه» وذلك في عدد يوم الثلاثاء 23 رمضان الموافق 23/8/2011 والأمر معروف ومشهور ولن نحكيه إلا بما حكاه به صاحبه فجل الأمر أن «بعض المعاني غابت» عن فكرالأخ الصحفي علي يس وعشا بصره في ازدحام الأفكار وتوارد الخواطر» «فنبا قلمه» «وأخطأ في التعبير» «فانبرى له نفر من الإخوة» ويقول تواضعًا منه «من هم أكثر منه علماً» «لتبيين وجه الحق» فكانت معالجته بالاستغفار من الزلل». وأحسن الأخ علي يس أن ختم مقاله بالإعلان بالتوبة والإنابة فقال «نتقرب إليك بالتوبة والإنابة في أيامك المباركات هذه فتقبل مانوينا وتجاوز عما أخطأنا ولك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك». ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل توبته ويقيل عثرته ويمحو زلته ويثبته على طريق الحق ويصرف عنه كيد شياطين الإنس والجن. ونحن نحب أن نكون له عونًا على الشيطان ولا نكون عونًا للشيطان عليه، لذلك نريد أن نمحضه النصح ونعينه حتى تأتي إنابته خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى لأن الله سبحانه لا يقبل إلا ما جاء خالصاً لوجهه تعالى.. أولاً وددت لو أن الأخ علي يس توجه بالتوبة والإنابة والخطاب إلى ربه سبحانه وتعالى من أول كلمة وبلا مقدمات.. قال تعالى «وسارعوا إلى مغفرة من ربكم». ولئن يضرع علي يس ويعلن التوبة من أول كلمة في المقال لهو أبر وأصدق من أن يعلن توبته في آخر فقرة في المقال. وعلي يس في ذلك لا يعتذر لأحد من الخلق إنما ينيب إلى الله.. ومن كمال العبودية الإسراع بالإنابة. ونود أن نشير إلى لطيفة نرجو ألا تفوت على الأخ علي يس، لقد ميَّز الأخ علي يس بين مجموعتين ممن خاطبوه في هذه القضية، وسمى اثنين منهم هما الأستاذ إسحق فضل الله والدكتور محمد وقيع الله وأثنى عليهما لأنهما قد التمسا له المعاذير وعابا على من نبهه إلى جسامة الخطأ وأنه يهدد الملة .. ونسبهم إلى الفقه والعلم وأبهم المجموعة الثانية وزعم أنهم يحاكمون سريرته ويزايدون بذلك على الله تعالى ووصف كتابات بعضهم وهم ممّن كتب في الإنتباهة «بأنها دون حجة من علم» «ولا ضابط من فقه» «إلا شتائم مرسلات» «وإسفافاً لا يصدر إلا عن نفس خبيثة مأزومة» و«قلم مهزوز ضحل» و«قلب حقود أسود» «وعقل بينه وبين العلم ما بين السماء والأرض». وفجأة وبلا مقدِّمات وبلا حيثيات نجد أن الأخ علي يس يخالف الأستاذين إسحق ووقيع الله اللذين خفّفا عليه من الوزر والذنب والتمسا له المعاذير. خالفهما واتبع نصيحة المتشددين الذين كال لهم السباب والشتائم مع أن أحداً منهم لم يشتمه ولم يسبّه.. كل ما في الأمر أنه قد هالهم ما هال مجلس الصحافة الذي استدعى علي يس والأخ رئيس التحرير، وكما ذكر علي يس لقي هناك كوكبة .. من أهل العلم والفقه الذين قالوا له بلا مداراة ولا مداهنة إن قوله هذا في رب العزة ناقل عن الملة ولو أن أحداً قاضاه بالردة لما كان له ظالما ولوجد من أهل الشريعة والقانون من يصغي إليه. وقد أقر علي في ذلك الاجتماع بالخطأ وبالذنب وأظهر الندم وشدد العزم على عدم العودة إلى مثله واعتذر عمّا بدرمنه في حق أهل العلم. وهذا كله جميل ومحمود له.. وكان حريًا به أن يتقدم بأسمى غايات الشكر والتقدير للذين نبهوه إلى هذه الزلة وأوضحوا له خطرها وأنها تنذر بشر مستطير والذين جاء قراره واستغفاره موافقاً لما أرادوا ولما قالوا.. وأنا واحد من هؤلاء وإني لأسأل الله سبحانه وتعالى ألا يكون فيّ قلامة ظفر مما جاء في أوصال علي يس لبعض إخوته الذي هالهم ما خطَّه قلمُه على صفحات الإنتباهة في حق رب العزة وصاحب الملك والملكوت. وأنا أتصدق بما أصابني من قلم الأخ علي وأعفو عنه وأرجو أن أكون عوناً له على التوبة والأوبة.. وإني لأخشى أن تخدش هذه الكلمات القاسيات الجارحات التي أمطرها على بعض الإخوة الذين محضوه النصح وأخلصوا له فيه.. أخشى أن تخدش توبته.. لأنها لا تتوافق مع وجدان التائب العامر بالندم والممتلئ بالخشية والذي يطلب من الله المغفرة.. وهو ذاته لا يغفر ولا يعفو.. تجاه من أصاب وأحسن ولكنه يعفو ويصفح تجاه من أساء وأخطأ. والخطأ هو ما جاء في مقال الدكتور محمد وقيع الله الذي دافع عن علي يس واستشهد بقوله «إن ناقل الكفر ليس بكافر» وهي عبارة قوبلت من جمهور العلماء بالرضا والاستحسان والقبول مع أن قائلها لا يُعرف.. والعلماء حرروا هذا القول وهو خلاف ما جاء في مقال دكتور وقيع الله، من اعتذاره لعلي يس بأنه مجرد ناقل للكفر وليس بقائل له مع أنه لو صح ذلك أي كونه ناقلاً وهو ليس صحيحاً فهناك شروط على الناقل أن يراقبها ويلتزم بها. وإلا لم يعتبر ناقلاً بل مؤسساً للكفر. وقد نقل عن القاضي عياش أن ناقل الكفر له أربع حالات الأولى: إن كان ناقلها بغرض التعريف بقائلها والتحذير منه والإنكار عليه أو حكاه في كتاب أو مجلس على طريق النقض له والرد فهذا تعتريه الأحكام الأربعة الوجوب، الندب، الكراهة والتحريم.. حسب حال المنقول إليهم. وذكر الحالات الأربعة وفصلها وقطعًا لا تنطبق واحدة منها على مقال علي يس لأنه أولاً ليس ناقلاً بل مؤسس، أما الناقل مثلاً فهو نقلنا عنه في أصل المسألة أو نقل عارف الركابي في عموده أو ما يمكن أن تتضمنه عريضة شكوى يقدمها مواطن ضد قائل الكفر، أما الاعتذار لعلي يس بأنه ناقل فهذا محض تمحك وهو لا ينفع علي يس بل يضره ويؤذيه. وحتى يعلم الأخوان إسحق ومحمد وقيع الله فإن علي يس أقر بكل ما قلناه في جلسته مع مجلس الصحافة ومن ثم جاء وكتب «استغفار» في عموده. ونحن نظن أن الملف قد طُوي من الناحية الصحفية.. والمتبقي منه أمر يخص الأخ علي يس وحده وفي سريرته التي لا يطَّلع عليها إلا الله. وبهذا نقفل ملف مأسأة إبليس وفي ختام ذلك نقول للإخوة في السوداني وللابن محمد عبد العزيز لقد أسأتم وأثبتم أن حسكم الصحفي محتاج إلى إيقاظ وقد جاء نشركم للمقابلة متأخراً عن مواعيدها طوال ستة أيام وجاءت وكأنها محاولة لصب الزيت على النار.. ونحن دعاة لا قضاة وما كتبنا إلا لإعانة أخينا على إدراك الحقيقة ولقد والحمد لله حدث ذلك على أيدي غيرنا ولله الحمد والمنة. { استغاثة .. البطاقة والسجل المدني اشتكى بعض المتعاملين مع السجل المدني من أن تسليم البطاقات الشخصية يتأخر كثيراً بحجة عدم توفر الكروت.. ومعلوم أهمية البطاقة الشخصية في المعاملات المالية والشرطية وغيرها.. وفي هذه الأيام بالذات تكثر التحويلات من داخل السودان وخارجه وتأخير يوم واحد قد يفسد على الكثيرين بهجة عيدهم وربما اضطر أحد المواطنين لقضاء أيام العيد في الحراسة لأن الضمان متوقف على البطاقة.. نرجو ونتمنى أن ينبري لهذا الأمر ذو هِمة في وزارة الداخلية أو القصر.. والله المستعان