900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    معارك كردفان    تصفية ضباط بالجيش السوداني    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    سيناريوهات ليس اقلها انقلاب القبائل على المليشيا او هروب المقاتلين    خطوط تركيا الجويّة تدشّن أولى رحلاتها إلى السودان    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. خلال حفل بالقاهرة.. فتيات سودانيات يتفاعلن في الرقص مع فنان الحفل على أنغام (الله يكتب لي سفر الطيارة) وساخرون: (كلهن جايات فلاي بوكس عشان كدة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    حياة جديدة للبشير بعد عزله.. مجمع سكني وإنترنت وطاقم خدمة خاص    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    هدف قاتل يقود ليفربول لإفساد ريمونتادا أتلتيكو مدريد    كبش فداء باسم المعلم... والفشل باسم الإدارة!    ((أحذروا الجاموس))    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    مبارك الفاضل..على قيادة الجيش قبول خطة الحل التي قدمتها الرباعية    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ما ترتيب محمد صلاح في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ؟    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    السودان يستعيد عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الدكتور التجاني سيسي حول الراهن السياسي:
نشر في الانتباهة يوم 30 - 04 - 2012

الناظر في اتفاقيات سلام دارفور، بدءاً من أبشي «1» وأبشي «2» وإنجمينا مروراً بأبوجا وأخيراً الدوحة، كل هذه الاتفاقيات تعتبر اتفاقيات ثنائية، وإذا وقفنا على اتفاقية أبوجا المنهارة نجد أن السبب الأساس في انهيارها هو تسرع المفاوض الحكومي لتوقيع الاتفاقية على نحو مستعجل، وجاءت اتفاقية الدوحة التي تختلف عن سابقاتها بأنها ضمنت أهل المصلحة في دارفور وأنها سوف تقدم برامج تنموية للإقليم... ولكن ما يبدو في الأفق غير ذلك، خاصة أن دكتور التجاني السيسي رئيس حركة التحرير والعدالة الموقِّعة على اتفاق الدوحة حذَّر أمام البرلمان قبل أيام من عدم تنفيذ اتفاق الدوحة.. لهذا التقينا في هذا الإطار في حوار مع الدكتور السيسي الذي أكد أن هناك إخفاقًا في توفير المعينات التي يمكن أن تسهم في الانتقال السريع للسلطة من الخرطوم إلى الفاشر.. هل ستنجح الاتفاقية التي وقّعها مع الحكومة؟ وإلى أي مدى التزمت الحكومة بالاتفاق وما هي حيثيات وجود مجاعة محتمَلة في دارفور.. جملة من الأسئلة والاستفسارات طرحتها «الإنتباهة» على دكتور التجاني السيسي رئيس حركة التحرير والعدالة بمكتبه بالخرطوم فإلى التفاصيل:
دكتور التجاني السيسي حذَّرت من عدم تنفيذ اتفاق الدوحة.. هل ثمة ما يلوح في الأفق؟
منذ أن بدأنا في السودان في أكتوبر في إنفاذ الاتفاق خاصة بعد أن أصدر السيد رئيس الجمهورية قرار إنشاء السلطة الإقليمية بكل أجهزتها كذلك أصدر القرارات اللازمة بإلغاء السلطة الانتقالية السابقة، فبدأنا نحن بعد ذلك في السلطة العمل على إنفاذ الاتفاق، ونعلم أن هنالك رغبة كبيرة من أبناء دارفور في انفاذ الاتفاقية وأن الكثيرين منهم على قناعة بأن اتفاق الدوحة هو الاتفاق الذي يلبي تطلعاتهم، ونحن نعلم أن هذه السلطة تختلف عن سابقتها فهي سلطة ذات صلاحيات واسعة من أجهزة وغيرها، ولقد اتخذنا قراراً جمهورياً وإستراتيجياً بأن نجعل من مدينة الفاشر مقراً لهذه السلطة، فهذا يتطلب جهداً كبيراً فكرياً وذهنياً ومادياً لكن نعتقد أن هناك إخفاقًا في توفير هذه المعينات التي يمكن أن تسهم بالانتقال السريع للسلطة من الخرطوم إلى الفاشر.
إلى أي مدى التزمت الحكومة بالاتفاق؟
أستطيع أن أقول إن هنالك تجاوبًا كبيرًا من الإخوة في الحكومة الاتحادية، ولكن أعتقد أن المشكلة الكبيرة تبدو في عدم توفير الإمكانات المالية اللازمة لإعانة السلطة، ولكن أستطيع أن أقول إن الدولة والأخ رئيس الجمهورية والأخ النائب وكذلك الإخوة الوزراء الاتحاديين يبذلون قصارى جهدهم لإنفاذ اتفاق السلام.
ذكرت في حديثك عدم توفير الإمكانات المالية اللازمة لإعادة السلطة وبذل الوزراء الاتحاديين قصارى جهدهم لإنفاذ الاتفاق.. كيف يتفق ذلك؟
المشكلة أن السلطة الإقليمية أُنشئت قُبيل الموازنة، والموازنة التي تمت إجازتها في البرلمان هي موازنة السلطة الانتقالية السابقة، وهي في بعض البنود لا تكفي احتياجات هذه السلطة القائمة، وكما ذكرت أن السلطة الانتقالية تتكون من ست مفوضيات وهي موجودة في الخرطوم، لكن هذه السلطة تتكون من إحدى عشرة وزارة وخمس مفوضيات، وهي سوف تكون في الفاشر، فمن الطبيعي أن تزداد تكلفة تسيير هذه السلطة قياساً بالسلطة الانتقالية.
دكتور السيسي تحدثت عن مجاعة مُحتمَلة في دارفور.. ما هي حيثيات ذلك؟
هنالك نقص في أسواق المحاصيل خاصة «زرائب العيش» كما نسميها نحن في دارفور، وأعتقد أنه يمكن تدارك ذلك بإرسال الحبوب والغلال إلى بعض المناطق التي بها نقص كبير الآن في العيش.
نفهم من حديثك أن الوضع في دارفور الآن أسوأ من السابق؟
إذا أخذنا الأمر من الناحية الأمنية نجد أن الوضع في دارفور تحسن كثيراً، والوضع في دارفور الآن من الناحية الأمنية متحسن، وهذا بشهادة المجتمع الإقليمي والدولي، ودارفور تشهد استقرارًا ولكن الذي يهمنا أن نحافظ على هذا الاستقرار، وأن نعمل جاهدين لكي نرتقي بالوضع الأمني في الإقليم.
وماذا عن وضع النازحين وإعادة توطينهم؟
نحن التقيناهم، وأكثر هذه المعسكرات تتحدث عن ضرورة العودة، والبعض بدأ يعود عودة طوعية، فإذا توفرت الإمكانات فإن أعدادًا كبيرة من اللاجئين والنازحين سوف يعودون إلى مناطقهم، وبالنسبة للذين يريدون العودة ينبغي أن نقدِّم لهم الخدمات الأساسية قبل العودة، لأن القرى تفتقر إلى الخدمات الأمنية وخدمات المياه والصحة والتعليم، وأعتقد أنه من الأحسن قبل أن يعود هؤلاء أن يتم تقديم هذه الخدمات ثم من بعد ذلك يعود النازحون إلى قراهم، فإذا لم نقدم هذه الخدمات إلى تلك المناطق فإنهم سوف يعودون من حيث جاءوا وهذه ليست من مصلحة القضية.
لكن يا دكتور ماذا فعلتم حتى الآن لعودة النازحين؟
نحن الآن نخطط للعودة الطوعية، وهذه شروط موجودة في الاتفاق، ونحن نعلم أنه لا يمكن أن يعود هؤلاء قبل أن تتوفر لهم أحسن الإمكانات.
ما هي أبرز العقبات التي تواجه السلطة هناك؟
نحن نعلم أن شعب دارفور الآن يدعم الاتفاق بدون شك، ويتطلع إلى تحقيق المزيد من الأمن والاستقرار في دارفور، ولكن لكي يتم تحقيق الأمن والاستقرار ينبغي أن تتوفر الإمكانات المالية لدعم برنامج العودة الطوعية وبرنامج مشروعات السلطة الإقليمية في دارفور.
ما مدى التزام الحكومة خاصة فيما يتعلق بتسيير عمل السلطة الإقليمية؟
لا أعتقد أن ما تم دفعه حتى الآن يمكن أن يمكِّن السلطة من الحركة خاصة أن هنالك أحد عشر وزيرًا وخمسة مفوضين من المفترض أن يكونوا في دارفور، ومنذ أن جئنا طلبنا لهم مركبات، وحتى الآن لم تتوفر لهم، وأنا لا أعتقد أنه يمكن للوزراء والمفوضين أن يبدأوا العمل بدارفور من غير أن تتوفر لهم المركبات، ولا يمكن أن يتم تعيين وزراء ومفوضين ولا تتوفر لهم مركباتهم فهذه مسألة في غاية الأهمية.
تحدثت عن تأجيل مؤتمر أهل دارفور ومؤتمر العودة الطوعية للنازحين.. كيف يمكن عقد هذين المؤتمرين مع ما ذكرته؟
نحن طلبنا من المالية تمويل المؤتمرين، ولكن لم يتحقق ذلك إلا قبل يومين، وما علمته من الأخت وزيرة المالية أنه تم دفع بعض المبالغ للمؤتمرين، ووجدنا أن المبالغ التي دُفعت لا تكفي لتغطية منصرفات المؤتمرين، ولكن سنبدأ نحن في الإعداد لهذه المؤتمرات لأنها مهمة حتى نلجأ إلى أساليب أخرى لكي تكتمل، فهذه قضية أهلنا لا ينبغي أن تصرفنا مشاغل الآخرين عن أن نشمر ونتصدى لقضية أهلنا في دارفور.
لكن هناك بنك خاص للتنمية في دارفور؟
هذا بنك خاص لتنمية دارفور، وهذا البنك يُعنى باستخدام وتمويل المشروعات والتنمية، ورأس مال هذا البنك رأس مال قطري، وهذا بنك لإعادة الإعمار والتنمية وليس بنكًا لتسيير أعمال السلطة الإقليمية، لا نتوقع أن تتبرع لنا بلاد أخرى لتسيير أعمال السلطة.. تسيير أعمال السلطة هو مهمتنا نحن كحكومة وليس مهمة البنك.
أشار البعض أن هناك جهات عالمية ترغب في أن تقدم معونات إلى السلطة؟
هذه أيضاً لدعم مشروعات الإنعاش المبكر في مناطق وليس لدعم المنصرفات للسلطة الإقليمية.
ما هي تحوطاتكم لتفادي سلبيات وإخفاقات اتفاق أبوجا؟
نحن منذ أن بدأنا في التفاوض بدأنا بتفادي سلبيات اتفاق أبوجا واستصحبنا تطلعات أهل دارفور حتى لا يخرج الاتفاق على أنه اتفاق بين حركة مسلحة وحكومة، وينبغي استصحاب تطلعات وآراء أهل دارفور لأنهم هم أصحاب المصلحة الحقيقية، والنهج الذي ننتهجه الآن يتفادى سلبيات أبوجا، ونحن سلطة بها وزارة للمالية وبدأنا بداية علمية وبدأنا بالتشاور مع الإخوة الوزراء الذين تم تعيينهم في المجلس، كذلك هنالك وزارة مالية للسلطة، وهذه الوزارة هي وزارة ملتزمة باللوائح والقوانين، كما أن السلطة تلتزم باللوائح والقوانين، وأعتقد أن هذا النهج هو المخرج الوحيد لتجويد أداء السلطة الإقليمية.
الدور الدولي المحتمَل في دارفور من أجل التعمير؟
هناك وعود إقليمية ودولية لإعادة الإعمار وتنمية دارفور، وكذلك هناك مساهمات من منظمات إقليمية ومنظمات الأمم المتحدة، ونحن الآن تشاورنا مع الأمم المتحدة للإنماء التي قررت المساهمة ماليًا وتقديم مساعدة فنية للسلطة الإقليمية لبناء قدرات، وأيضاً مساعدة السلطة الإقليمية في تقييم دراسات البعثة المشتركة التي تمت في العام 2006م، وسوف تستمر في مساعدة السلطة الإقليمية في تحضير الدراسات اللازمة لأعمال مؤتمر المانحين المقرر عقده في الدوحة.
ماذا عن تحويل حركة التحرير والعدالة إلى حزب مسجل؟
نحن الآن بدأنا بالتحقق من هدف قوات الحركة في الميدان، وكما ذكرت أن هناك بعض القضايا التي تواجه هذه المسألة، ولكن إن شاء الله سوف تستمر الإجتماعات بيننا من أجل حل هذه القضية، ونحن حريصون أن تتحول هذه الحركة إلى حركة سياسية بدلاً من حركة عسكرية تساهم في بناء السودان ومواجهة التحديات كحزب سياسي إن شاء الله.
في تصريحات لوزير العدل محمد بشارة دوسة قال إن تنفيذ الوثيقة هو المخرج الوحيد من المحكمة الجنائية.. ما مدى صحة ذلك؟
قضية دارفور لها تداعيات قومية، وأعتقد أن المدخل الصحيح لحل كثير من القضايا القومية هو حل قضية دارفور، وتعتبر قضية دارفور هي القضية التي شغلت الرأي العام لفترة طويلة، وكانت هنالك تدخلات إقليمية ودولية في دارفور، وكذلك توجد منافسات وبعض التدخلات التي أثرت على مجرى الأحداث، وأنا أعتقد أن حل قضية دارفور سوف يسهم بقدر كبير جداً في تقليل الضغوط على السودان، ونحن الآن نواجه تحديات أخرى ماثلة أمامنا خاصة بعد احتلال هجليج وتحريرها، ووضح أن هنالك أجندات أخرى، وأعتقد أن السودان لا يحتمل أن تستمر قضية دارفور من غير أن تُحل وفي نفس الوقت نواجه أجندات أخرى خاصة تلك التي تواجهنا من جنوب السودان.
ذكرت أن الاتفاق ليس مثالياً والبديل قائم ومخيف.. كيف تفسر ذلك؟
ليس هنالك اتفاق مثالي في العالم، ومهما عملنا سوف يكون هنالك نقص، لأن الاتفاقات تأتي بعد مفاوضات بين أطراف، ولا بد لهذه الأطراف أن تتنازل هنا وهناك إلى أن يتم الاتفاق، وبالتالي أعتقد أنه ليس هنالك اتفاق مثالي، ولكن أعتقد أن اتفاق الدوحة من أحسن الاتفاقات التي وُقِّعت ولا تستطيع أي حركة أو أي فرد أن يأتي بأحسن ممّا أتينا به في اتفاق الدوحة، ولكن عدم إنفاذ الاتفاق سوف يجر المنطقة إلى المربع الأول، مربع التناحر ومربع تناثر الحركات المسلحة والمواجهات بين الحركات المسلحة وبين الحكومة وبين الحركات المسلحة بعضها مع بعض، وسوف يكون ذلك مدخلاً للكثير من التدخل في السودان.
تقسيم الولايات في دارفور إلى خمس ولايات.. إلى أي مدى أسهم ذلك في الاستقرار بدارفور؟
تقسيم الولايات ساهم في الاستقرار، ولكن أريد أن أقول إن دارفور تحتاج إلى إعادة توحيدها.
ماذا تقصد بإعادة توحيدها؟
ما حدث في دارفور عبارة عن استقطاب اثني واستقطاب قبلي قد حدث في دارفور، وعلينا أن نمعن النظر في ضرورة إعادة توحيد الإقليم، ولكن بعد توحيد الإقليم يمكن الاحتفاظ بالولايات، وينبغي ألّا يكون معيار إنشاء الولايات معيارًا إثنياً قبلياً لأن ذلك يعني أن كل اثنية وكل قبيلة في دارفور عليها أن تطالب بولاية، ولكن أعتقد أنه من الأحسن أن نأخذ في الاعتبار المعايير الاجتماعية، ونحن اتفقنا في الدوحة أن يكون هنالك استفتاء ويُستفتى أهل دارفور عما إذا كانوا يريدون أن يتم حكم الإقليم في الوضع الحالي كولايات خمس أو أن يكون هنالك إقليم واحد وفي داخله خمس ولايات هذا ما ورد في الاتفاق.
من أي الزوايا قرأ السيسي العدوان على هجليج؟
العدوان على هجليج مؤامرة غير محسوبة العواقب، وأعتقد أنه عدوان على الشمال، والغريب في هذا العدوان أنه جاء بعد الزيارة التي جاء بها باقان أموم ووفده إلى الخرطوم، وأعتقد أن جنوب السودان ارتكب خطأ فادحاً وخسر في ثلاثة اتجاهات: خسر الجنوب سياسياً، وخسر دبلوماسياً إقليمياً ودولياً وتوالت عليه الإدانات من المجتمعين الإقليمي والدولي، والغريب في الأمر بعد الاعتداء على هجليج أن يتم الادعاء بأن منطقة هجليج منطقة متنازَع عليها، ولم تكن كذلك باعتراف الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، بأن هجليج منطقة شمالية، وأعتقد أنه بعد الاعتداء على هجليج وتدمير آبار النفط هذا شيء جديد لم نكن نتوقعه ولم نتوقع أن تلجأ قوات الجيش الشعبي لتدمير المنشآت البترولية في الشمال، وأعتقد أن الذي حدث أحدث جرحاً غائراً في علاقات البلدين.
دعم الحركة الشعبية وحكومة الجنوب لحركات دارفور إلى أي مدى أثر على مهمتكم في إرساء الأمن والاستقرار هناك؟
نحن ظللنا ندعو حكومة الجنوب إلى إيقاف دعم الحركات المسلحة في دارفور لأن ذلك يمكن أن يفتح باباً آخر، والجنوب ليس الآن جزءاً من السودان فهو دولة قائمة بذاتها ودولة ذات سيادة، ودعم الحركات المسلحة في دولة معينة ضد دولة أخرى يفتح الباب على مصراعيه لهذه الدولة لتعامل الدولة الأخرى بالمثل، وإذا حدث ذلك أعتقد أنه سوف يدخل الجنوب في حرب جديدة، وسوف يكون هو الخاسر لأنه يحتاج أن يركز كل جهده في بناء الدولة الوليدة، وعلى حكومة جنوب السودان أن تكفّ عن دعم الحركات المسلحة الدارفورية. وأنا أكرر أن أي عمل في دارفور ضد أهل دارفور وضد الاتفاق لا يؤدي إلا إلى المزيد من الإدانة لتلك الحركات التي تقوم بمثل هذا الفعل، ونحن على قناعة أن أهل دارفور الآن يدعمون اتفاق الدوحة.
هل ترى أن ثمة مخاطر ومهددات تشكلها الجبهة الثورية الآن؟
أنا لا أرى ذلك، بل العكس، وأن الجبهة الثورية الآن أصبحت في يد الحركة الشعبية، تستخدمها الحركة الشعبية لتحرير السودان لتنفيذ مخططاتها في الشمال، أيضاً لتنفيذ مصالحها في الشمال، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تشترك الحركات الدارفورية المسلحة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في الاعتداء على هجليج وهي منطقة شمالية، وتأتي الحركة الشعبية وتقول إن منطقة هجليج هي منطقة جنوبية، ذلك يعني أن هذه الحركات المسلحة تساعد حكومة جنوب السودان لاحتلال أرض الشمال وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً.
هناك من يرى أن أحمد عبد الشافع ساهم في الهجوم على هجليج؟
هذه حركة حُرة، أحمد عبد الشافع جاء إلى الدوحة وانضم إلى حركة التحرير والعدالة وقرر الحرب «حركة السودان مجموعة جوبا»، خرج أحمد بنفسه، ولكن الذي حدث أن كل المجموعة التي جاءت معه هي الآن باقية وتعمل الآن في حركة التحرير والعدالة من أجل إنفاذ الدوحة.
ما الذي يترتب على انتصارات القوات المسلحة واسترداد هجليج من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية؟
من الناحية السياسية تم توحيد الحركة السياسية في الشمال، والمطلوب أن تستخدم الحكومة هذا الزخم لخلق أرضية صلبة ووحدة وطنية وسياسية أكثر فاعلية في الشمال، ومن الناحية العسكرية أثبتت القوات المسلحة السودانية أنها قادرة على حماية السودان ووحدة ترابه، ونحن في دارفور سوف نستمر في إنفاذ هذا الاتفاق، حتى يعم السلام.
أخيراً كيف يمكن الانتقال بالعلاقات مع الجنوب إلى مرحلة أفضل؟
نحن الآن نمر بمرحلة يجب فيها توحيد كل أبناء السودان من أجل درء المخاطر الخارجية، ونحن في دارفور خاصة في السلطة الإقليمية نتوجه إلى إنفاذ اتفاق الدوحة الذي نعتبره صمام أمان لوحدة هذا الوطن وسلامه وأمنه، ونؤكد لشعب السودان وأهل السودان وأهل دارفور بصفة خاصة أننا ماضون في هذا الطريق، طريق إنفاذ الاتفاق، من أجل أن يهنأ أهلنا «الطيبين» في دارفور بمزيد من الاستقرار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.