قبل أن نبشر مواطني السودان برئيس الجمهورية الذي رشحه الإسرائيليون والأمريكان واليوغنديون في اجتماعهم مع سلفا كير ومشار وباقان وعرمان والذي أوصلتهم عبقريتهم إلى اختيار الحلو رئيساً لجمهورية السودان طبعاً بعد هزيمة أهل السودان الشمالي وقتل أطفالهم واغتصاب نسائهم وأمهاتهم وأخواتهم ونهب أموالهم وممتلكاتهم نحكي تلك الطرفة التي تقول إن أحد شيوخ العرب كان قد زاره مجموعة من «أهل العوض» دون سابق إخطار وشيخ العرب لم يجد وقتاً أو مالاً يصرفه لذبح الخروف أو إقامة وليمة... وإنما اكتفى بأن قدم لهم فتة عدس ومعها شيء من «السليقة» ومجموعة من العظام الخالية من اللحم... ووقف بينهم وهم يأكلون وهو يحلف أن يستمروا في الأكل وأن يزيدوا إلى أن أفرغوا الأواني من محتوياتها وهموا بالوقوف والبحث عن الإبريق والصابونة ليغسلوا أيديهم... وعند ذلك انتفض شيخ العرب من مكانه وصار يعزم على الضيوف بقوله: «حرَم ما تقوموا»... «علي الطلاق تنتظروا» ... «يمين بالله الحلو جاي»... «طلاق تلاتة يا هو ده الحلو وصل» ...«حرَّم الحلو جاييكم«... والضيوف استجابوا لهذا الإلحاح وهذه العزيمة المتواترة والحليفة المتكررة والإصرار المتواصل... واعتقدوا فعلاً أن الحلو جاييهم... وبعضهم اعتقد أن الرجل سوف يعوضهم عن هذا الغداء البائس بالكثير من الفواكه وسلطة الكستر المخلوط بالفواكه وما لذ وطاب من الحلويات والشكولاتات والجاتوهات والسكريات والمكسرات وربما شيء من الباسطة والبسبوسة... ولكن خاب فأل الجميع عندما رأوا صبياً في العاشرة من عمره وهو يأتي جارياً ويدخل عليهم في الديوان ووالده يصيح فيه قائلاً :«تعال هنا ياولد يا الحلو شيل الإبريق وغسل لأعمامك ديل»... وحينها علموا أن الحلو المقصود ما هو إلا طفل صغير جاء ليساعدهم في غسل أيديهم وهو يحمل إبريقاً وصابونة وتبخرت أحلام الحلو الذي اعتقدوه... طيب يا جماعة... في اجتماع الأسبوع الماضي وعلى الرغم من الهزيمة النكراء لجيوش الوكيل عريف سلفا كير رئيس دولة الدينكا في جنوب السودان وبحضور مناديب من الخبراء الأمريكيين واليوغنديين والإسرائيليين وبحضور مشار النويراوي وباقان الشلكاوي وعرمان «بالمناسبة عرمان جنسو شنو؟؟» وعقار، بحضور كل هؤلاء مع ذاك جاء الاقتراح الخاص بترشيح «الحلو» رئيساً للجمهورية... وبهذا يكون الجماعة ديل قد حلفوا علينا بالطلاق أن ننتظر الحلو... وقالوا لينا حرم الحلو جاييكم... ومن المؤكد أن هناك من بيننا بعض المخذلين و«المنبطحين» والعملاء والمرتزقة والمأجورين من يفرحون ويأملون ويرغبون في انتظار عودة الحلو حتى يخلصهم من «الكيزان» ومعهم التجمع الخاسر... ولهؤلاء نقول وننصح بأن لا يأملوا كثيراً في «الحلو» لأنه «ولا حلو ولا حاجة» ونؤكد أن الحلو إذا تم تنصيبه فعلاً بواسطة الأمريكان واليوغنديين والإسرائيليين فإن ذلك سوف يحدث فقط بعد أن يتم ذبح كل الشماليين رجالاً ونساءً شيباً وشباباً وسيحدث تنصيب الحلو أو عقار أو عرمان بعد أن يتم اغتصاب كل نساء السودان ووقوع معظمهن غرقى في نهر النيل أو في غيابات الجب... وعندها فقط سيقوم الحلو بتنفيذ مهمة غسيل أيادي المعازيم من الخواجات الأمريكان والإسرائيليين وأبناء الخالة من اليوغنديين وربما معهم بنت الخالة سوزان رايس أو كونداليزا رايس ومعهم كذلك بعض من أهل المعارضة غير الوطنية التي تنتظر الحلو ليغسل لها....