صحف الأمس قالت إن الأحزاب الجنوبية.. كشفت عن اجتماعات سرية بين الحركة الشعبية ووفود من أمريكا وإسرائيل ويوغندا لدراسة المخطط المعد مسبقاً لإسقاط حكومة الخرطوم بدعم لوجستي وعسكري من تلك الدول. وقالت إن هذه الاجتماعات ضمت رئيس الجنوب ونائبه مشار إلى جانب الحلو وعقار ومتمردي دارفور، وإن رؤساء الوفود أجمعوا على انتخاب عبد العزيز الحلو رئيساً لجمهورية السودان. وكان من الطبيعي يا جماعة أن نحتج نحن ويحتج عرمان لأنه ربما كان الأقرب لأن تنتخبه رؤساء الوفود ليكون رئيساً للجمهورية بدلاً من الحلو، لأنه أصلاً كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية أيام الانتخابات في أكتوبر الماضي، ومازالت بعض صوره الدعائية معلقة على إحدى الكوش وعربات نقل الأوساخ بالخرطوم. ومن ناحية أخرى فالرجل يعرف عربي كويس، وفي نفس الوقت تربطه علاقة مصاهرة مع الجنوبيين، مما يجعله يعرف كيف يتحدث بعربي جوبا مثلما يتحدث بالعربية الفصحى، حيث كان في السابق مذيعاً في إذاعة التمرد الجنوبي ويتحدث بلغة دينكا بور. وبصراحة فإن رئيس الجمهورية المقترح أو المنتخب بواسطة وفود (السجم والرماد) ما بنفع معانا. ونحن نحتاج إلى رئيس مقبول السحنة يتحدث العربية بطلاقة وعريض المنكبين، مشرئب الأبعاد، شلولخ، يؤدى الصلوات في أوقاتها وهذا لا ينطبق على مرشحيكم. ولأننا مسلمون فإن فينا بعضاً من الميول والركون إلى الثقافة الإسلامية في ما يتعلق بشروط الإمامة واختيار الحاكم الكفء، وإمامة الأفضل والمفضول. ولعلنا هنا نذكر عرمان وعبد العزيز باعتبار أنهما ربما كانا مسلمين، وأنه عندما تقابل الجيشان في موقعة بدر الكبرى حيث جيش المسلمين في ناحية وجيش الكفار في ناحية أخرى، وبينما كانت ثقافة الحروب في ذلك الوقت تقضي بأن تتم البداية بالمبارزة (واحد لواحد) ثم يلتحم الجيشان بعد ذلك، فقد خرج عتبة وشيبة أبناء ربيعة ومعهم ثالث إلى المبارزة.. وخرج لهم من صفوف الأنصار بعض الشباب.. ويبدو أن هؤلاء الشباب لم «يعجبوا» ناس عتبة وشيبة.. فصاح عتبة بن ربيعة طالباً من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخرج لهم أبناء عمومتهم وأكفاءهم لأنهم لا يريدون أن يقال إنهم قتلهم غير أكفائهم إذا قتلوا. والرسول قال اخرج يا علي واخرج يا حمزة واخرج يا عبيدة.. والثلاثة خرجوا وقتلوا المشركين.. وعلى الأقل وجد الكفار من يقتلهم من أكفائهم. طيب يا جماعة من الذي يستطيع أن يفهم الجنوبيين وباقان وسلفا كير وعرمان والحلو، أن هناك مبدأً اسمه «التكافؤ» وهو شيء غير التشابه وغير التطابق. ولعل الذين درسوا شيئاً من هندسة المثلثات يعرفون الفرق ما بين التكافؤ والتطابق والتشابه.. ونقول لمن أعطوا أنفسهم أحقية أن يختاروا لنا رئيس جمهوريتنا من الإسرائيليين والأمريكان واليوغنديين بعد «هزيمتنا» في هجليج، إننا نرفض الحلو وعقار مثلما أننا نرفض عرمان الذي رفضنا مجرد أن يترشح في الانتخابات، لأنهم غير أكفاء لنا.. ولا أدري كيف فات الأمر على الخواجات والأسياد الجدد لدولة الجنوب وعملائها والذين كانوا حضوراً مع سلفا ومشار وعقار وبقية العقد المأفون. وعلى كل حال عندما يكون عرمان أو عقار أو الحلو أو باقان رئيساً لجمهورية السودان، فسيكون باطن الأرض خيراً لنا من ظاهرها، ولن يكون هناك «زول حايم منا» لكي يحكموه.. ألم يسمع عرمان وعقار والحلو بالشعار الذي يقول: أو تُرق منا الدماء.. أو ترق منهم دماء.. أو ترق كل الدماء؟! أها اليوم «داك» عندما يأتي الحلو ليُنصَّب علينا رئيساً للجمهورية، تكون قد أُريقت كل الدماء ولم يبقَ فينا «نفاخ النار».