عندما جاء كتشنر باشا غازياً للسودان لم يكن وحده.... فقد جاء معه جنود خواجات وجنود أتراك وجنود مصريون وجنود مرتزقة... وبالطبع كان معهم سودانيون... والزميل عبدالمحمود الكرنكي نائب رئيس تحرير هذه الصحيفة اسماهم «قطاع الشمال».. وبالطبع فأن الأخ الكرنكي قد وفق تماماً في اختيار الاسم الصحيح... بل أضاف اليه مجمعات الجيش الشعبي والحركة الشعبية بمفهوم ذلك الزمان.. وقوات الغزو التي وصلت في سبتمبر من العام 1898م وأبادت من السودانيين (16800 ) شهيد في مدة تسعين دقيقة، وكتب عن ذلك تشرشل المرافق للغزوة الذي أصبح لاحقاً رئيساً لوزراء بريطانيا قال «لم نهزمهم ولكننا أبدناهم».. وجيوش الغزو وعلى رأسها مجموعات «قطاع الشمال» قتلت الناس في ذلك اليوم واستباحت الخرطوم وأمدرمان ثلاثة أيام... ثم بدأت فترة الإستعمار الحديث الذي استمر حتى 1/1/1956م. والسيناريو الأسوأ الذي يمكن أن يحدث للسودان مرة أخرى هو أن يتمكن الجنوبيون وبدعم من الأمريكان من احتلال المدن السودانية.. ويتخذوا من تلك المدينة أو القرية منطلقاً... مثلاً كاودا أو كادقلي أو تلودي أو العباسية أو رشاد أو الدمازين... ويتم تكوين «الجيش الشعبي لتحرير السودان» مثلما تم تكوين جيش كتشنر باشا.. ويزحف الجيش مدعوماً بالسلاح الغربي والإسرائيلى والأمريكي.. ويتم حصار الخرطوم العاصمة وضربها بالطيران الأمريكي وهذا بالطبع يمكن القوات الزاحفة أرضاً من الجنوبيين واليوغنديين ومعهم الخبراء الإسرائيليون والأمريكيون من الدخول لاحتلال العاصمة... وعند ذلك يهرع الجنوبيون من منسوبي الحركة الشعبية لاستباحة الخرطوم وأم در مان ويقومون باغتصاب نسوان «المندكورو»... ويتم الإعلان عن تعيين ياسر عرمان «كرزاي السودان» رئيساً لمجلس الوزراء، وعبدالعزيز الحلو نائباً لكرزاي، ومالك عقار نائباً أول للكرزاي، ومن بعدهم قطاع الشمال.. ولأن هذا الثالوث أكثر حقداً على المندكورو من كل الجنوبيين، فالمتوقع أن يصدر الثلاثة فرماناً يأذن لجنود الاحتلال بنهب كل ما يجدونه من أموال ومنقولات.. والمعلوم أصلاً أن ناس عرمان وعقار والحلو ومن قبلهم الهالك جون قرنق، كانوا يعدون أفراد جيوشهم باحتلال الخرطوم، واحتلال زوجات وبنات المندكورو، وأخذ حقوقهم من الثروات التي يختزنها «أولاد الكلب».. وسوف تستمر الاستباحة بأذن من الرئيس الكرزاي ياسر عرمان لمدة شهر كامل.. وبالطبع فان عسكري الحركة الشعبية لا يستطيع أن يفرق ولا يجب عليه أن يفرق بين البنت والولد أو أمهم، فيكفي أنهم كلهم مندكورو لكي يتم اغتصابهم، ويكفي أن يكون الصبي مندكورو كي يتم اغتصابه عنوة، ولن يشفع لأي منهم أن يقول إن أبوه كان مؤيداً للحركة، أو أن أمه كانت شيوعية، أو أن أخته كانت «صاحبة» واحد من ناس الحركة الشعبية قطاع الشمال.. وفي يوم القيامة ذاك، يكفي فقط أن تكون مندكورو وتنتظر ما يفعله بك الجنوبيون بقيادة ياسر عرمان، وتوجيه مالك عقار والحلو.. وسوف يكون يوماً عبوساً قمطريراً لكل سوداني يحفظ سورة الفاتحة، وسيكون يوماً أسود على الحرائر والصبايا، ويوماً كالحاً على كل رجل ذي نخوة أو شرف.. وفي ذلك اليوم يحق للنساء إعادة تكرار ماحدث في أرض الجعليين عند غزوة الدفتردار التي جعلت النساء يغرقن في النهر جماعات وفي الآبار أفراداً. وفي ذلك اليوم سنسمح فقط لجيوش كتشنر الجديد وقطاع الشمال بقيادة عرمان، بالدخول بعد أن نكون قد تمت إبادتنا جميعاً.. وإذا وجد عرمان وعقار والحلو وجيش الجنوبيين بعض النساء أحياء فليقوموا باغتصابهن... واجدني أتفق تماماً مع أستاذ الكرنكي في أن ما سيفعله «كتشنر عرمان» و«مالك الدفتردار» و«الحلو باشا» سيكون أسوأ السيناريوهات في تاريخ البلاد، ولن يقتصر على إغتصاب النسوان والغلمان وسيشمل تهديم المساجد والزوايا والخلاوي والقباب والمآذن... وسيأمر ياسرعرمان بإخراج جثث ورفات الأولياء والصالحين والموتى من داخل القباب وإحراقها وتحويل نفاياهم إلى بدرة ناعمة يتم ذرها في الهواء.. وسيستعمل جيش الجنوبيون وقادة قطاع الشمال أوراق المصاحف لإزالة القاذورات من تحت أدبارهم..وهذا هو السيناريو أيها السادة، ومن بعد ذلك، من شاء فليصدق، ومن شاء فليكذب، أما نحن فلن نترك هؤلاء يدخلون البلاد إلا على أجسادنا.. كسرة: إلى متى سنظل نتساءل عن ترحيل الجنوبيين إلى بلادهم.. ففي بقائهم دعم لمشروع السيناريو الأسوأ، وفي وجودهم خطر عظيم على البلاد وعلى العباد.. متى سيرحل الجنوبيون؟