أكد رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي أن الاعتداء على هجليج دليل على إخفاق اتفاقية السلام في تحقيق مقاصدها، وتقصير يستوجب مراجعات أساسية في آليات الدفاع الوطني، في الوقت الذي أعرب فيه عن تخوفه من دعم إفريقي عربي لدولة الجنوب وإعلان مناطق حظر جوي.وفي ذات الأثناء أشار إلى النجاح الذي حققته القوات المسلحة والدفاع الشعبي والإسناد القبلي في استرداد هجليج التي اعتبرها مفترق طرق، موضحاً أن الموقف السياسي في السودان لن يعود لمربع ما قبل أحداث هجليج. وحذَّر المهدي في مؤتمر صحفي بدار حزبه بأم درمان أمس من تحوُّل مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى منصة التحكيم بعد الأشهر الثلاثة التي حددها لدولتي السودان وجنوب السودان لحل قضاياهما العالقة، وأشار إلى أن الاقتراح الأمريكي بمثابة تبنٍ كامل لقرارات المجلس الإفريقي، ودعا للترحيب به عقب تحديده مقاييس واحدة تطبق على الدولتين، على خلاف مشروع قرار الكونغرس المطالب بالعقوبات. وكشف المهدي أن موقف الجبهة الثورية سيحقق عكس مقاصده، موضحاً أن ما يربطها من عوامل بدولة الجنوب سيجعل تحركاتها وجهاً من وجوه الاحتراب مع جوبا، وذلك وفقاً لمقاييس المصلحة الوطنية. وفي ذات السياق أوضح المهدي أن مطالبة الجبهة بالعلمانية فيه تناقض مع النص المعتدل الوارد في قرارات أسمرا المصيرية في عام 1995م، وقال إن المطالبة بتقرير المصير لكافة المناطق المعنية فيه تجاوز لمبدأ الحل في نطاق وحدة الوطن بالرغم من مشروعية مطالبها الأخرى. وفي الوقت الذي انتقد فيه ما سماها «الأجندة الحربية ونتائجها»، كشف عن ترتيبات حزبه لإقامة مؤتمر سلام خلال شهرين تُدعى له كل الأطراف المعنية للتداول حول مقترحات محددة لكل القضايا العالقة أو تضمين الحلول المتفق عليها في الدستور، ودعا للاتصال بكل الأطراف المعنية للترويج لمشروع السلام المضمن في أجندة الخلاص الوطني لحزبه.