كشف الدكتور عيسى بشرى معلومات جديدة حول تحرير القوات المسلحة لمنطقة هجليج، مبيِّناً أن القوات المسلحة استولت على صواريخ مزوَّدة بالليزر كان يستخدمها العدو، وأكَّد ضلوع جهات أجنبية تعمل لصالح دولة الجنوب في هجليج، واستبعد أن تفكِّر دولة الجنوب في هجوم مجدَّد على هجليج، قائلاً إن حجم الخسائر التي تكبَّدها العدو تؤكِّد صعوبة المهمة مجدَّداً.. فإلى مضابط الحوار: د. عيسى بصفتك مشاركًا في معركة تحرير هجليج كيف كان الوضع على الأرض؟ كان التحدي الوحيد أمامنا جميعاً أن نُخرج جيش العدو من الأراضي السودانية وتنظيفها تماماً في أقصر فترة زمنية ممكنة ولذلك كان العمل جماعيًا بين القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وبهمَّة وروح عالية جداً انعكست في بلوغ إرادة النصر بهمَّة عالية. ولكن السيد الوزير مع ذلك قبيل المعركة كان صوت الطابور الخامس عالياً؟ نعم ولكن هؤلاء لم يستطيعوا أن يؤثروا لا في عزيمة القوات المتحركة نحو هجليج لتحريرها من كل المحاور ولا في عزيمة المواطنين الذين ساندوهم، ولا في إرادة الشعب السوداني التي علت يوم تحرير هجليج على كل شيء، لقد عمل الطابور الخامس على سرقة عدد من المواتر وحاول صرفنا لمعارك جانبية ولكن هيهات.. وما يدهشني الآن أن ذات الطابور الخامس «كيَّف» نفسه مع الوضع الجديد الذي أفرزه تحالم الإرادة الوطنية حول هجليج وسكت. باعتبارك شاهدًا.. ما حقيقة معركة بحر العرب؟ هذه معركة حقيقية قصد بها العدو الالتفاف علينا من الخلف ودعم قواتهم لتقليل ضغط قواتنا وتشتيتها من هجليج ثم احتفاظ العدو لأطول فترة ممكنة بهجليج. لكن كيف للعدو أن يحتفظ بهجليج.. ما هي الشواهد على ذلك؟ عدد الخنادق التي تجاوزت الألف حول المنطقة، إلى جانب التشيون والآليات الحربية التي وجدناها بحوزتهم تؤكّد أنهم كانوا يريدون البقاء في هجليج. حدِّثنا عن أنواع الأسلحة التي استولت عليها القوات المسلحة؟ القوات المسلحة وجدت صواريخ مزوَّدة بالليزر وأسلحة حديثة وجديدة تؤكد ضلوع جهات أجنبية في الهجوم على هجليج إلى جانب قوات دولة الجنوب. هل يؤكِّد حديثك هذا ما ضبطته القوات المسلحة من أجانب في هجليج؟ طبعاً! أنا متأكد وواثق من تعاون جهات أجنبية مع جيش دولة الجنوب في هجومه على هجليج، والشواهد كثيرة جداً منها ما كشفناه ومنها ما سينكشف للناس خلال الأيام المقبلة، غير أن كل حلقات المؤامرة لم تكسر عزيمة القوات المسلحة والشعب السوداني في تحرير هجليج. د. عيسى لكن سلفا كير ادَّعى أن قواته انسحبت استجابة لنداءات المجتمع الدولي؟ أنا أُحدِّثكم وقد كنت في الميدان لقد قاتلناهم واشتبكت معهم قواتنا في المعارك حتى طردتهم خارج الحدود. برأيك ما هي أروع صورة في تحرير هجليج؟ التحام كل المحاور في المعارك الأمامية، فالتدافع والتنافس كان بين كل المحاور من يقتل أولاً، وهذه كانت من أروع المشاهد الإيجابية في المعركة وهذه تؤكد الإصرار والعزيمة عند القوات المسلحة، والذين قرَّروا أن يردّوا الصاع صاعين لجيش العدو. ما هي إسهامات أهل المنطقة؟ أسهم أهل المنطقة إسهامًا بارزًا وقويًا حكومة ومواطنين، والمواطنون كان لهم دور واضح جداً في رعاية الجري وفي مساعدة المجاهدين وتنظيف الطرق وتوفير الغذاء وكانت إسهاماتهم مكمِّلة لإسهامات الشعب السوداني الذي شارك كله لم يتوانَ أحد ولم يتراجع أحد حتى بلغنا النصر وأخصّ بالذكر هنا ولاية الخرطوم التي كان لها وجود مقدَّر في المحور الغربي في مناطق جديد ودفرة. ما هي الرؤية المستقبلية لتأمين المنطقة؟ هنالك إستراتيجية لتأمين المنطقة، فهؤلاء الناس سيظلون يتربصون بأهلنا في الحدود وبمواردنا الاقتصادية، حيث إنهم لا يزالون لا يعترفون بحدود «1956م» وفي تقديري أن الرؤية الإستراتيجية لتأمين هذه المنطقة يجري تنفيذها منذ مدة وستتواصل حتى لا تتكرَّر مثل هذه الأحداث مستقبلاً.. وما هي آليات تنفيذ هذه الإستراتيجية؟ لا بد من سلطة قريبة للمواطن لحسم التفلّتات والطابور الخامس الذي هو الأكثر خطورة على السودان من العدو الأجنبي. السيد الوزير الآن دولة الجنوب تدَّعي تبعية هجليج لمناطق أخرى لها؟ هذه مجرَّد افتراءات وهؤلاء الحكام في جوبا يجدون من يساندهم في المجتمع الدولي، غير أن مثل هذه التصرّفات لا تخيفنا، على الجميع أن يفهم أن هجليج تبعد من حدود «1956م» «70 كيلو في عمق الأراضي السودانية» فكيف تكون جزءًا من الجنوب هذه أحلام وأوهام، وفي نفس الوقت يريد سلفا كير ومن معه في جوبا أن يشغلوا بها الرأي العام داخل الجنوب والرأي العام الإقليمي كي يغطوا على حجم التدهور والتراجع والفشل الذريع الذي لاحقهم منذ جلوسهم على سدة الحكم في الجنوب فهم لم يقدموا للمواطن الجنوبي بعد فصل الجنوب غير الخلافات والنزاعات الحدودية والموت والقتل والمرض. برأيك ما هي انعكاسات تحرير هجليج على حكومة الجنوب؟ انعكاسات تحرير هجليج ستكون عندها تداعيات على حكومة الجنوب وعلى الجنوب كله، وستكون تداعيات سالبة وستؤدي لاضطرابات داخل الجنوب لفترة طويلة من الزمن، ولا أستبعد أبداً أن تؤدي كذلك لانشقاق في القوة الرئيسة المساندة للرئيس سلفا كير خصوصاً من أبناء النوير؛ لأن أغلب البترول الذي يصطرع عليه الجنوبيون يقع في أراضي النوير. هل تعتقد أن حكومة الجنوب يمكن أن تكرِّر الهجوم على هجليج؟ حجم الخسائر التي تكبَّدها العدو تؤكد أن العودة صعبة، فعلى سبيل المثال عندما اشتد القتال داخل هجليج بين القوات المسلحة وجيش الجنوب وتكبَّد العدو خسائر فادحة وصلتنا معلومات مؤكدة أن تعبان دينق حاكم ولاية الوحدة والعقل المدبِّر للهجوم على هجليج هرب من بانتيو، وتعبان هذا واحد من أبرز معاوني سلفا كير من النوير الذين يعتمد عليهم في الكثير من القضايا المهمة. كيف تقرأ الأوضاع في جوبا الآن؟ جوبا لم تكن هادئة فهي «تغلى وتفور» رغم تظاهرهم بالاستقرار والطمأنينة. مسؤولة أمريكية صرَّحت خلال الأيام الماضية بأن أمريكا غير محايدة في علاقتها مع الجنوب في إشارة لتداعيات ما حدث في هجليج؟ هذه الأحاديث لا تشدنا ونحن لا ننتظر منهم أكثر من ذلك، ونعرف مواقفهم جيداً ولا تؤثر بأي حال في عزيمتنا لحماية أرضنا وحدودنا من أي اعتداء خارجي، فحكومة الجنوب هي التي تعدَّت على حدودنا.