التخطيط السليم والإلمام بمشكلات المجتمع وقضاياه من أهم ركائز العمل الإداري خاصة في منطقة تعاني من انعدام التنمية مثل شمال كردفان. كما أن الوقوف على إمكانات المنطقة وحاجات أهلها وجمع المعلومات الضرورية واستنفار طاقات الناس وشحذ هممهم تتيح للمسؤول وضع خطط تتناسب مع حجم الموارد المالية والكوادر البشرية المتاحة في المنطقة المعنية؛ وكلما كانت الخطة مرتبطة بواقع الناس ومتطلبات حياتهم والمصادر الطبيعية المتوفرة كانت أكثر قابلية للتنفيذ ومن ثم النجاح؛ وهذا ما عمد إليه السيد/ إبراهيم الطاهر معتمد محلية غرب بارا. وحسب علمي فإنّ المعتمد الذي لم يكمل شهره الرابع بعد في هذا التكليف قد قام بالطواف على كل الإداريات الخمس التي تتبع لمحليته في محاولة منه للتعرف على الناس أولاً و دراسة الأمور على أرض الواقع؛ ونحن من هنا نسجل له صوت شكر على هذا التواصل مع أهله في أماكن إقامتهم سائلين الله أن يوفقه لما فيه الخير. يحدث هذا في وقت أحجم فيه بعض من لهم صلة بهذه المحلية حتى عن استقبال ناخبيهم والتواصل معهم وعجزوا أن يوفوا لهم بما قطعوه على أنفسهم من وعود إبان الحملة الانتخابية الأخيرة ولم يقدموا لأهلهم ولا ربع ما وعدوا به، وبخلوا على الناس حتى بالكلمة الطيبة والابتسامة وربما يكون قد نسوا أن تبسمك في وجه أخيك صدقة وأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ليس بالمال فقط ولكن بكل ما من شأنه أن يفيد الفرد والمجتمع حتى ولو بإسداء النصح والإرشاد. ولو سعى الإنسان في حاجة أخيه حتى يثْبتها له لكان خيراً له من اعتكاف شهر، فما بالك إن كان ذلك الإنسان مسؤولاً أو نائباً منتخباً للناس عليه يدٌ سلفت ودينٌ مستحق! أليس الأجدر بهؤلاء أن يقابلوا ذلك التأييد والمساندة بالعرفان والوفاء؟ من الواضح أن سيادة المعتمد يريد أن يدخل من باب الخدمات، ومع ذلك لا يعد الناس بما لا يستطيع بل «يمدد رجله على قدر لحاف المحلية» ولهذا نجده يعطي الأولوية الكاملة لقضايا المجتمع والهموم العامة مثل الخدمات الأساسية والتنمية وكبح جماح الفقر وإشاعة الأمن والصحة والتعليم وجعلها متاحة ومتيسرة للجميع عبر استنفار واستنهاض همم الرعية في الداخل والخارج واستخدام موارد الولاية في مكانها الصحيح وليس من أجل المظهر والبهرج الذي لا يجدي نفعاً، وهذا توجه يجد منا كل التأييد والاستحسان وهو على أقل تقدير جهد المقل المخلص والحادب على خدمة مواطنيه والسهر على راحتهم بقدر المستطاع. لقد أفاد السيد المعتمد بأنه سيبدأ بالصحة لأنها الشرط الضروري لقيام إنسان المنطقة بدوره في التنمية والتعامل معها فقد حان الوقت ليحتل أبناء هذه المنطقة موقعهم المناسب في خريطة الخدمة المدنية والعمل العام على كافة المستويات المحلية والولائية والقومية ولا يمكن أن يتحقق ذلك في غياب المرافق الصحية والخدمات التي تصلح البيئة العامة من مكافحة للبعوض والذباب ومكافحة الملاريا والاهتمام بصحة الأم والطفل وتوفير الأدوية اللازمة وإصحاح بيئة التعليم و إنشاء مراكز التدريب التقني والمهني بكل أنواعه. ولعل هذا ما جعل معتمد محلية غرب بارا يوجه كل طاقته ومقدرات المحلية نحو تصحيح الأوضاع في هذه المجالات بمحاولة ترميم الشفخانات والمراكز الصحية والمدارس ودعمها بالكودار الطبية والتعليمية المؤهلة والمدربة وهو في هذا الصدد لا يعوِّل كثيراً على تمويل يأتيه من هنا أو هناك بل يحاول استغلال موارد محليته المحدودة ويستعين بأهل الخير والهمة من المواطنين. يخطط السيد إبراهيم الطاهر لتحسين مصادر المياه من أجل اختصار الوقت الذي يبذل في الحصول عليه وذلك بإنشاء آبار محسنة تستخدم الطلمبات الغاطسة بدل الدلو؛ وكذلك حفر الحفائر لحصاد مياه الأمطار في المناطق التي لا توجد بها مياه جوفية صالحة للشرب. وبما أن ولاية شمال كردفان وخاصة محلية غرب بارا يتكامل فيها الإنتاج الزراعي والحيواني وتعتبر الزراعة المطرية التقليدية في الوقت الحاضر أساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية فإن المعتمد يطمح إلى تقويم النشاط الزراعي من أجل تحقيق الأمن الغذائي وتعمير الموارد الطبيعية المتدهورة وتشجيع الاستثمار بالتعاون مع الجهات المختصة والمسؤولة عن هذه القطاعات الحيوية في الولاية. ومن أجل تحقيق هذا الطموح يسعى لإنشاء محطة بحوث زراعية في منطقة دميرة التي تتمتع بمصادر مائية وأراضٍ زراعية لا تتوفر لغيرها من المناطق ولاعتقاده أن هذه الأنشطة ينبغي أن تمارَس على أسس علمية حديثة وبإدخال طرق ووسائل ومحاصيل ودورات زراعية غير تقليدية؛ كما يمكن أن يدخل الحيوان في الدورة الزراعية وذلك يتطلب تبصير المزارع بضرورة تنويع مصادر دخله وزراعة العلف بجانب الخضروات وغيرها حتى تؤتي هذه الأرض أكلها بإذن ربها وبذلك تفيد المواطن والمحلية بأسرها. وهل بقي في المنطقة مزارع؟ فقد توجه الناس نحو أماكن التعدين العشوائي تاركين الزراعة والثروة الحيوانية والتعليم وراء ظهورهم! من ناحية أخرى أعجبني كثيراً تفكير المعتمد في تخطيط بعض القرى وبالتالي يمكن تطويرها إلى تجمعات سكنية أكبر ليسهل تقديم الخدمات والاستفادة من المؤسسات القائمة على نحو أفضل وهذا لا شك أنه سوف يخفض تكلفة الخدمات ويجعلها في متناول اليد بكل سهولة. علاوة على هذا ينوي سيادته إقامة مراكز متكاملة للشباب يمكن من خلالها توجيه الشباب وتعليمهم بعض المهارات وصقل مواهبهم وإكسابهم شيئاً من الخبرة في مختلف المجالات وتشجيع ممارسة الرياضة والأنشطة الأخرى التي تساعد على تنمية العقل والجسم وتوجيه طاقات الشباب نحو ما يفيدهم في دينهم ودنياهم. وبما أن بعض ما أشار إليه السيد المعتمد هو من صميم عمل واختصاص الوزارات المعنية في حكومة الولاية فإننا نطالبها بالاستفادة من هذا الطرح والسعي إلى إنفاذ بعض بنوده إن لم تتحقق كلها، خدمة لإنسان هذه المنطقة.. أشكرك أخي إبراهيم الطاهر على التواصل راجياً أن تترجم هذه الأفكار الرائعة إلى منجزات وألا تظل حبراً على ورق أو حبيسة الأدراج مثل غيرها مما تحدث عنه السابقون ونعدك بالوقوف معك من أجل تنفيذها بقدر ما نستطيع، مع أن مطالبتنا بعودة إدارية دميرة إلى محلية بارا ستظل قائمة. أخيراً، سيادة المعتمد علمنا أن إخوتنا المعلمين لم يتقاضوا رواتبهم لأكثر من شهرين في هذه الأيام الكالحة فهلاّ سعيت لمعالجة هذا الوضع بأسرع وقت ممكن!!