مؤتمر مهم سوف يُعقد بالخرطوم بعنوان «العلاقات السودانية الإفريقية» تُعرض خلاله أوراقًا متخصصة من مختصين، أساتذة جامعات ووزراء ومفكرين.. تنظمه جمعية الدراسات السياسية برئاسة البروفيسور محمود حسن أحمد وتتناول محاوره العديد من الجوانب في العلاقات السودانية الإفريقية، وهي جوانب مهمة مع دول الجوار.. دول حوض النيل، دول الشمال الإفريقي، دول شرق إفريقيا.. ودول جنوب إفريقيا.. هذا المؤتمر المهم الذي يأتي في وقتٍ نحن أحوج ما نكون فيه من مدارسة أوضاع وأنواع ومستوى علاقاتنا السياسية والاقتصادية مع إفريقيا وبلادنا تتوسط إفريقيا.. هي «سُرة» القارة السوداء «أصل العالم» غير أنني تألمت بسبب سفري في وقت انعقاده لمهمة إعلامية (منتدى الإعلام العربي) الذي ينظمه سنويًا نادي دبي للصحافة ويشهده أكثر من ألفي مشارك من أنحاء العالم العربي والغربي من الصحفيين والإعلاميين والمفكرين.. وقد لاحظت من خلال عرض الأوراق التي تشكل جملة محاور المؤتمر المهم في نظري أن محور الإعلام لم يكن ضمن تلك المحاور.. مع إن العالم اليوم يعتبر الإعلام بشتى ضروبه عامل ربط وتفصيل لكل جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وهو عامل التواصل الشعبي الأول والرسمي.. وقد قمنا نحن في اتحاد الصحفيين السودانيين ولم تصلنا الدعوة حتى يوم الخميس أمس لدينا باع طويل في فتح الطرق وتعبيدها بين السودان ودول القارة من خلال التواصل مع الإعلاميين في هذه البلدان عربية كانت أم إفريقية، بجانب أننا نرأس «اتحاد صحفيين شرق إفريقيا» لدورتين انتخابيتين وبالوسع أن يكون لنا سهم قوي وبارز في تقوية وتثمين العلاقات السودانية مع القارة الإفريقية.. عموماً نأمل أن يفلح هذا المؤتمر الذي أعد له إعدادًا جيداً وبرؤية شاملة لجميع محاوره ما عدا المحور الإعلامي الإستراتيجي في سبر أغوار شعار ظللنا نرفعه وترفعه الدولة طيلة عشرين عاماً دون أن نبلغه بإقامة علاقات سوية قائمة على تكامل الجهود وتطابق الرؤى والندية في التعامل وفتح الحدود بين الدول وكسر قيود اللغة والثقافات بتلافيها وتمازجها في بوتقة واحدة.. فنحن أفارقة اثنياً، وعرب ثقافياً مثل الفرانكفونيين والانجلوفونيين مع فارق ارتباط ثقافتنا بالقصيدة والاشتراك مع الأفارقة في التعددية الاثنية والثقافية.. ففي كل بلد نراعيه ونحن نناقش قضية علاقتنا الإفريقية اقتصادياً وسياسياً وحضارياً وكنت أتمنى أن أحضر فعاليات هذا العمل المهم ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وليس (ما تشتهي السفن) والسفن بفتح السين وكسر الفاء هو الربان الذي يقود السفينة.