مُنح عددٌ من ضباط الشرطة بولاية جنوب دارفور شهادة الزمالة التي يمنحها المعهد العالمي للقيادة والإدارة البريطاني في إطار البرتكول الموقَّع بين الشرطة السودانية والحكومة البريطانية لمشروع السلامة وإتاحة العدالة في عام «2005م»، حيث تم توزيع شهادات الزمالة في احتفال أعدَّته شرطة الولاية والإدارة العامة لتدريب الضباط بالتعاون مع برنامج السلامة وإتاحة العدالة البريطاني.. حيث قال ممثل الضباط المستهدفين المقدم شرطة والي الدين خلال كلمته في الاحتفال إنهم تعلَّموا كيفية تحليل الجرائم قبل حدوثها، بجانب كيف أن تكون الشرطة مجتمعية قبل أن تكون وظيفتها حماية الجريمة قبل وقوعها، لافتًا إلى أن الدراسة فيها الكثير من الفوائد التي تجعل الشرطي يقوم بواجبه بصورة متميِّزة ومُثلى، وأوصى والي الدين بتعميم تلك الدورة على جميع قيادات الشرطة وخاصة الجانب الفني، فيما أشاد مدير شرطة المرور بالولاية العقيد الهادي حسين الماحي بالحكومة البريطانية ممثلة في المعهد العالمي الذي يمنح هذه الشهادة، وأشار في حديثه ل (الإنتباهة) إلى أن الدراسة اهتمّت بالجانب العملي أكثر من النظري، وأضاف: (هذه الشهادة قيِّمة جدًا، ولا بد أن يُعمَّم هذا الكورس على كل قادة الشرطة حتى يستفيد منه المجتمع).. بينما قال مدير وحدة حماية الأسرة والطفل الرائد شرطة فيصل محمد المهدي: إن فترة المراحل الثلاث للتدريب كانت مليئة بالتحصيل والمشروعات العملية التي ترتبط بالمجتمع وحياة الناس وهموم الشرطة.. إلى جانب ذلك أبان ممثل الهيئة العامة للتدريب برئاسة الشرطة العقيد مجدي الطيب أن رئاسة الشرطة جعلت هذا العام عامًا للتدريب بغرض اكتساب المهارات وتطوير القدرات وتنميتها تجويدًا للأداء وتقليلاً للأخطاء في كافة مجالات العمل الديواني والميداني، مشيرًا إلى أن الشرطة قامت بتنشيط العديد من البرتكولات مع الدول العربية بغرض إرسال منسوبيها برتبهم المختلفة لنيل دورات متقدمة في شتى المجالات، وكان من بينها برتكول مشروع السلامة وإتاحة العدالة الموقَّع مع الحكومة البريطانية في عام «2005م»، وأضاف مجدي: أن المشروع شراكة ثلاثية تمثل مثلث العدالة وهي الشرطة، النيابة والقضاء بهدف تدريب كل منسوبي الشرطة والأجهزة العدلية في مجال العمل الجنائي وحماية الأسرة والطفل والشرطة المجتمعية، وأكد الطيب أن الشرطة وضعت أمر تدريب منسوبيها من أصغر جندي وحتى القائد العام، أما ممثلة المعهد العالمي للقيادة والإدارة (ILM) السيدة سالي ديل فقد ابتدرت حديثها بتقدير وشكر بريطانيا للكرم السوداني الذي وجدوه ممثلاً في الشرطة السودانية وتابعت قائلة: (عندما جئت للسودان ورجعت لبلادي كنت أُسأل عن عملي في السودان فأقول لهم اذهبوا واعملوا مع أصدقاء، لكنني اليوم أقول وبكل أريحية وصراحة إنني أعمل مع أصدقاء حميمين جدًا لي في هذا البلد الطيب)، وأبانت سالي أن هذا الإنجاز يؤكد أن الشرطة السودانية تتقدَّم بخطى ثابتة؛ لأن تصبح واحدة من كبرى المراكز في إفريقيا والمراكز العالمية، مشيرة إلى أن المعهد يمنح نوعين من الشهادات أولها الزمالة التي لا تُمنح من خلال التدريب بل تُمنح من خلال ما أنجزه الشخص، ولا بد أن يكون من القيادات العليا خلال فترة عمله.. فيما أشارت ممثلة العون الدولي البريطاني رئيس القسم الشرطي بالبرنامج د. دبرا ويلوبى إلى أنها عملت بالشرطة البريطانية لمدة «22» عامًا، ثم خبيرة في عدد من الدول لمدة «16» عامًا لكنها لم تكن في غاية السعادة مثلما هي في السودان اليوم، وقالت دبرا: إن الشرطة في السودان حصلت على هذا المركز في عام «2010م» بعد خمس سنوات من العمل الدؤوب وتابعت قائلة: (كلما أسمع أو أقراء نقدًا للشرطة السودانية سواء كان ذلك حقيقة أو خطأ أُصاب بحزنٍ شديد جدًا؛ لأني أعمل مع أحسن وأفضل الناس الذين عرفتهم طوال حياتي، فالسودان هو أكثر الجهات حبًا لقلبي، فأرجو من الذين يعرفوني حقيقة أن يبلغوا الآخرين، ويؤكدوا هذه الحقيقة؛ لأن الشعب السوداني هو من أكثر الشعوب أريحية واحتراماً وتقبلاً للآخرين، ولي الشرف الكبير بأن أعمل مع قيادات الشرطة لتحقيق هذه الشهادة التي يمنحها المعهد العالمي)، واستعرضت دبرا جانبًا من المشروعات التي قام بها الضباط الذين تم منحهم شهادة الزمالة بجنوب دارفور والتي كان لها مردود كبير تجاه المجتمع وخاصة الضعفاء على حسب قولها من بينها إعادة تأهيل «20» من أطفال الشوارع ودمجهم مع أسرهم، وتقليل حوادث الحركة في شوارع مدينة نيالا، وتدريب منسوبي الشرطة في مجال الإسعافات الأولية وكيفية التعامل مع الحوادث لحظة وقوعها، وتقليل تعاطي المخدرات وسط الشباب.. إلى جانب استخدام أحدث التقنيات لإيقاف سرقة السيارات ذات الدفع الرباعي.