«لأنها أعطت نموذجاً في التنمية يشهد عليه القاصي والداني عبر التخطيط والتنظيم الجيِّد، فنحن نفخر بها لأنها تعتبر نموذجاً لولايات السودان المختلفة لذلك استحقت بحق وحقيقة أن تكون هذه الولاية انطلاقة لبرنامج العمل الصيفي للعام 2012م عام التحدي والبطولات». هذه الكلمات خرجت من مستشار رئيس الجمهورية الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل والولاية هي ولاية البحر الأحمر التي شهدت ضربة البداية لبرنامج العمل الصيفي للاتحاد العام للطلاب السودانيين. البرنامج يشمل عدداً من المناشط المختلفة يجمعها هدف واحد وهو دعم القوات المسلحة وإعمار هجليج بالإضافة إلى تعبئة واستنفار لقطاعات الطلاب المختلفة. إجراءات مؤلمة وعلى هامش برنامج افتتاح العمل الصيفي بالولاية نظّمت اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار لقاءً سياسياً أجمع المتحدثون فيه على ضرورة توحيد الجبهة الداخلية وتناول مستشار رئيس الجمهورية مصطفى عثمان أهمية توحيد الجبهة الداخلية، وأشار إلى أن معركة هجليج ذهبت إلى أعماق المجتمع السوداني ووحدت قواعده الاجتماعية، ووعد بأن هذا الصيف سيكون صيف التحرير، وقال: لن نترك أي عميل أو خائن في أرض السودان. وأشاد بالدور المهم الذي يلعبه الإعلام والذي لا يقلُّ عن حمل البندقية على حد وصفه، وقال إن هجليج كانت ملحمة الإعلام، مضيفاً أن الأقلام الوطنية تمايزت وتقدّمت إلى الأمام ولم تترك فرصة للأقلام المخذّلة التي تعمل ضد مصلحة الوطن. وقال متوعدًا:« قد نتخذ إجراءات مؤلمة لأننا مضطرون لذلك دفاعاً عن الوطن»، وأضاف: «لاتتركوا فرصة للأقلام المخذِّلة». معركة دبلوماسية وأضاف مستشار الرئيس: عقدنا العزم أن تمضي المسيرة وفق إستراتيجية واضحة أهمها في الداخل توحيد الجبهة الداخلية، فالحكومة لن تألو جهدًا في توحيد الصف الداخلي وستفتح حواراً مع كل القوى الوطنية حتى نمضي وقد توحدت رؤيتنا في نواحي الوطن، وقال: لا نستطيع أن نجزم بأن كل الآراء ستتفق معنا مائة بالمائة، ومؤكداً أنه سيكون هناك مخذِّلون وهؤلاء لا يجب الالتفات إليهم، لكن لن نترك مجالاً للشورى إلا ودخلناه، داعياً إلى أن الفترة القادمة يجب أن تكون لدعم القوات المسلحة. أما في الخارج فنحن نعلم أننا جزء من العالم الخارجي ومهما كان فلا بد أن نمتلك القدرة والمبادرة والذكاء لمواجهة المجتمع الخارجي، وأضاف: «إن المعركة القادمة معركة دبلوماسية ولابد أن يتوفر لها كل ما يتوفر للقوات المسلحة من تدريب». صيف للتعبئة وتحدث في اللقاء نائب والي البحر الأحمر صلاح سر الختم الذي قال إنهم في الولاية عقدوا العزم منذ الهجوم على هجليج على العمل سوياً جنباً إلى جنب مع إخوتهم في القوات النظامية والذين ظلوا يؤمِّنون حدود الولاية من كل اعتداء، وما رأيناه من فرحة الشعب جعلنا نرد هذا الجميل للشعب بالاهتمام بمشاريع التنمية وتوفير فرص العمل وغيرها من الخدمات. وزيرة التربية والتعليم العام سعاد عبد الرازق قالت إن هجليج رسالة واضحة لكيفية التعامل مستقبلاً مع دولة الجنوب وستكون صخرة تتكسر فيها النفوس الضعيفة. رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين المهندس محمد صلاح قال إن المعركة القادمة مع دولة الجنوب ستكون عسكرية وسياسية ودبلوماسية ووجه تحية لكل شهداء الحركة الطلابية وقال إن الطلاب كما أعلنوا للرئيس البشير وهتفوا«الجامعة تطير يا البشير» لن يمنعهم شيء في التوجه إلى مناطق العمليات، وقال إن أسباب اختيار الولاية لبرنامج العمل الصيفي يقوم على أربعة محاور رئيسة أولها التعبئة والاستنفار وتأمين الجبهة الداخلية ودعم القوات المسلحة بالمال والرجال ورابعها التنمية العمرانية والسياسية. مشاهد ملحمة هجليج وانتصار القوات المسلحة رسمت على إستاد بورتسودان من قبل عرض عسكري قدّم وهو يصوِّر المعركة التي دارت والتي أدت إلى هزيمة الجيش الشعبي في هجليج جعل الكل يقف تحيَّة وإجلالاً للقوات المسلحة. الافتتاح شمل عددًا من المشاريع والبرامج المهمة وفصول محو الأمية وخلاوى القرآن الكريم وتقديم معينات للطلاب بالمدارس والجامعات، بالإضافة إلى فتح فصول محو الأمية والتدريب في مجال الإسعافات الأولية وإدارة المشاريع الصغيرة والكبيرة بالإضافة إلى مشروع لإعمار هجليج من خلال قافلة دعم عينية.