لم يكن يدري عبد المنعم محمد صديق الذي يعمل سائق شاحنة يجوب بها كل ولايات السودان، أن محطته بولاية شمال كردفان هذه المرة قد تقوده إلى صدفة عجيبة جاءت نتاج انزلاق بصره فجأة ليصافح آخر ما كان يتوقعه يوما.. فهو كان قد قرر بعد أن أعياه التعب الجلوس في أحد المقاهي على الطريق لأخذ قسط من الراحة، وتناول فنجان من القهوة «يظبط » به دماغه. وفي أثناء جلوسه صادف وجود احد الرعاة، فتجاذب معه أطراف الحديث بسلاسة، فقام الراعي بوضع رجله على الأخرى، فلاحظ عبد المنعم صورة الأيادي المتصافحة التي تشير الى السلام العالمي تحت هذا الحذاء، فعقدت الدهشة لسانه وثارت بداخله روح المواطن الغيور، فسأله عن الجهة التي أحضر منها هذا الحذاء، فقال إنه يمنح لهم هدية من إحدى المنظمات، فقام بروح الإعلامي المتمكن بتصوير ذلك المشهد، وحضر إلينا بالصحيفة حاملاً إياه لعكسه للرأي العام، ليفضح السلوك الذي تمارسه المنظمات، وسعيها لهدم جهود السلام بالبلاد التي دفع ثمنها خيرة من شباب البلاد. الجداريات والنقش خطوة نحو عاصمة أنيقة كتب: عبد الرحمن صالح تتنافس عواصم العالم على عكس الصورة الجميلة للعمران والحدائق والساحات والميادين التي تعكس ثقافة هذه الشعوب، وتعكس هذه الجماليات مدى تطور الدولة وتمدنها، حيث تميزت بعض العواصم بمعالم اصبحت ترتبط بها، وقد ظهرت في الفترة الاخيرة اعمال نقش وجداريات في بعض الامكنة من العاصمة، وهذه الأعمال جملت هذه الأمكنة، والغالبية أضفت لمسة جمالية على العاصمه «تقاسيم» التقت عدداً من الاشخاص وكانت الحصيلة التالية: محمد عثمان «موظف»: قال إن مثل هذه الأعمال تجمل العاصمة وتخطو بها نحو المواكبة، وقال إن جمال المدن الراقية تستمده من مثل هذه الجداريات والتماثيل ذات الدلالات، وقال إن السودان زاخر بالمبدعين الذين لو هيأنا لهم المناخ الملائم لأبدعوا، وعلى الحكومة ان توفر لهم المعينات اللازمة لذلك، ولو تبنت الحكومة مثل هذا المشروع لتغيرت ملامح المدينة، وستكون عروس المدائن العربية، لإننا نمتلك مقومات الجمال، فعاصمتنا هذه تحتضن نيلين وتظهر جماليات هذين النيلين عند التقائهما، وهذا لا تجده في أي مكان. مهند مصطفى «فنان تشكيلي»: قال إنهم بوصفهم تشكيليين على أهبة الاستعداد لتنفيذ مثل هذه المشروعات ورهن الإشارة، وأن لديهم الكثير من الأفكار ويحلمون بوطن جميل. محمود الحاج «أستاذ جامعي»: قال إنه ذات مرة زار كلية الفنون الجميلة بجامعة السودان، ووجد بها طلاب مبدعين، وايضا هناك الكثير من خريجي هذه الكلية. وتمنى من الدولة ان تتبنى هذا المشروع. وقال يمكن أن يقضي هؤلاء الطلاب خدمتهم الوطنية في مثل هذه المشروعات، فاذا وفرت لهم الدولة المواد الخام فحتما في فترة وجيزة سيغيرون ملامح العاصمة نحو الأفضل، وستضاهي عاصمتنا العواصم الاوروبية جمالاً، وتمنى أن تشمل هذه التجربة كل المدن.