القش.. والجمهور.. كلاهما يجري إشعاله بعد تجفيفه والتجفيف والإشعال كلاهما يقوم بهما الآن وزير المالية. وشيء غريب - لا نفهمه ويجعل الدولة تنظر إلى عملية اغتيالها وهي لا تحرك أصبعاً. ووزير المالية يطلب زيادة أسعار الوقود بحجة أن الميزانية تفتقر إلى عشرة مليارات. بينما شركات الاتصالات يذهب دخلها «اليومي» إلى خمسة مليارات. والدولة شريك ضخم وشركة الكهرباء يذهب دخلها اليومي إلى مثلها. وأربع أو خمس جهات شديدة الضخامة تمتنع عن توريد أموالها للخزينة العامة. ووزير المالية يستطيع أن يسكب آلاف المليارات من الجهات هذه.. لكن وزير المالية لا يفعل لأن الرجل يحمل مشروعاً واحداً هو هدم الدولة. وما لا نفهمه هو الدولة التي تنظر صامتة إلى عملية إحراقها وشيء ما يمسك أيدي الدولة. ومليارات يسكبها المهربون خارج السودان.. والدولة تستطيع استعادتها في أسبوع. لكن الدولة لا تفعل.. وشيء لا نفهمه يقيد أيدي الدولة والدولار يقفز فوق الخمس جنيهات.. وشركات الاتصالات التي تشتري الدولار وترسله إلى الخارج هي القاتل الأعظم. وشيء غريب يمسك أيدي الدولة. والسكر ينتجه المصنع بسعر لا يتجاوز ال«150» جنيهًا .. ثم سلسلة من الوسطاء تجعل سعره يقفز إلى الثلاثمائة عند المستهلك. وشيء غريب يمسك أيدي الدولة. ومتر الكهرباء ينتج بتكلفة تقل عن عشرة قروش ثم يباع للمستهلك بمائة قرش. وتجربة اللحوم تثبت أن كيلو الضأن مثلاً ينتج بأقل من خمسة عشر جنيهاً.. لكن السوق يقفر إلى أربعين. ومثلها الآن كل شيء حتى الطماطم والألبان وشيء غريب يمسك أيدي الدولة. ولجنة غريبة يديرها السيد الفاتح عز الدين في المجلس الوطني تعلن أنه لن يبقى أحد في جوفه مليم إلا أخرجته.. كان هذا قبل شهور لكن اللجنة هذه .. شيء غريب.. يجعلها تنظر الآن صامتة.. وكل شيء يذهب.. يذهب واللجنة هذه تعلن أنها لن تسمح لعقد من العقود أن يتجاوز عشرة آلاف جنيه. ومدير «أجنبي» نعرفه في قطاع السكر يبلغ مرتبه الشهري «خمسة آلف دولار».. دولار نعم. وزوجته يبلغ مرتبها سبعة عشر ألف دولار. وطرفة خروتشوف تستعيدها المجالس وخروتشوف في لندن يلتفت إلى محدثيه «ويومها كان زوج ملكة بريطانيا يهاجم خروتشوف».. وخروتشوف يسأل من حوله في براءة لكن ما هي وظيفة زوج ملكة بريطانيا في النهار؟ ومعروف أن زوج ملكة بريطانيا لا يشغل وظيفة وجهات تشتري كل مؤسسة ناجحة في الدولة ثم تقوم بتدميرها واحسب على أصابعك والجهات الثلاث أو الأربع الأعظم في السودان الآن تلتفت الدولة وتجد أن العدو قد أصبح هو سيدها. وشيء يمسك أيدي الدولة ولعل القيود هذه حول أيدي الدولة هي ما يجعل الدولة تتجه إلى التضليل والمجلس الوطني يضلل الناس.. ثم لا يجرؤ على لطم مسؤول حتى وهو .. مثل وزير المالية.. يحرق البلاد ولا هو يسأل وزير الخارجية سؤالاً مثل لماذا.. والخارجية حتى أمس تشكو من ضعف الكوادر .. تقوم الخارجية بإبعاد الأستاذ عبد المحمود.. من مقعد السودان في الأممالمتحدة.. وقبل ثلاثة أشهر فقط.. بينما عبد المحمود ظل التأمين الرائع لظهر السودان هناك.. ولسنوات وكأن الخارجية كانت تعد السودان للذبح وهي تبعد مندوبه الصلب هناك.. وفي الأيام ذاتها تجعل مندوبنا في مجلس السلم الإفريقي رجالاً قصار القامة.. والمجلس الوطني يكتفي بتضليل الناس وولاية الخرطوم والأسعار تشتعل تكتفي بأسلوب كيسنجر مع السادات والسادات حين يشكو أمام كيسنجر من عدوان إسرائيلي كبير يقول له هذا : أنا سوف أكون قاسياً مع رابين.. سوف أدق المائدة أمامه بقبضة يدي!! الولاية «تهدد» التجار بأنها سوف تدق المائدة أمامهم بقبضة يدها وهم يشعلون القش.. القش الذي أكمل وزير المالية تجفيفه. والدولة تنظر بأيدٍ مقيدة ٭٭٭ بريد أستاذ لا نرد على الكاتب العربي الذي يشتم السودان والبشير لأن «الرجل هذا متزوج من مدير جهة إعلامية ضخمة «متزوج من مدير .. وليس مديرة».. والزواج جرى في السويد. الكتابة الوحيدة التي تنفع هي أن يرسل إليه السودان من يفاوضه بأسلوب زوج ملكة بريطانياً.