وصلتني الرسالة التالية في بريدي الإليكتروني: نسمع بطبقة الأوزون وما أدراك ما الازون ولا نعرف الخطر الحقيقي منها وهل هناك ضرر لنا في السودان منها وكيفية الوقاية. افيدونا أفادكم الله. ابنكم تاج السر محمد علي. أقول يا ابننا تاج السر، رعاك الله، طبقة الأوزون نفسها لا خطر منها ولكن الخطر عندما تتعرض الطبقة إلى تدمير، ولإعطائك إجابة كاملة تفيدك وتفيد غيرك أقول: عندما أراد الله سبحانه وتعالى أن يجعل خليفة في الأرض فخلق الإنسان، لم يجعله خليفة على كوكب تنعدم فيه مقومات الحياة؛ بل هيأ له كوكباً نظيفاً متوازناً من جميع نواحيه فقال جل شأنه: «والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون» الحجر:19. الأرض بحجمها الحالي هي الكوكب الوحيد الذي يصلح للكائنات الحية. فإذا زاد حجمها ولو بكيلومتر واحد لقل فيها الضغط والجاذبية ولتسربت منها الغازات الضرورية كالأكسجين وثاني أكسيد الكربون والنايتروجين ولما استطاعت الكائنات الحية أن تعيش. ولو كان حجم الكرة الأرضية أصغر من حجمها الحالي لزاد الضغط والجاذبية الى درجة تجعل التحرك والتنفس وكل العمليات الفسيولوجية الأخرى غير ممكنة. ومن ناحية أخرى فإن هناك عدداً كبيراً من الإشعاعات الضارة كالأشعة فوق البنفسجية وأشعة جاما والأشعة تحت الحمراء التي تنفثها الشمس تدخل الغلاف الجوي Stratosphere وتعرض الحياة في الأرض الى كوارث جسيمة. ولهذا أحاط الله الأرض بسياج من غاز الأوزون الذي يتكون من ثلاثة جزيئيات من غاز الأوكسجين O3 ويقع في طبقة سمكها ثلاثة أميال على إرتفاع 16 19 ميلاً فوق سطح الأرض. وفي هذه الطبقة يحدث تفاعل مستمر مع الأشعة فوق البنفسجية حيث تقوم ذرات الأكسجين بتفتيت وتشتيت الأشعة فوق البنفسجية ومنعها من التسرب الى الأرض. هذا هو النظام المحكم والسياج المنيع الذي وضعه الله لحماية مخلوقاته. ولكن الإنسان وباستخدامه غير المرشد وغير الحكيم لكثير من مواد التكنولولجيا ودون تبصر منه يؤدي الى دمار ذلك النظام البيئي الموزون الذي سلمه له الله ليكون خليفة في الأرض. فلم يحسن أداء الخلافة ولم يقم بواجبه في جعل الحياة سليمة له ولغيره من الكائنات. لقد لاحظ العلماء أن طبقة الأوزون الواقية التي تحيط بالأرض أخذت تتلاشى من منطقة كبيرة في القطب الجنوبي وفوق نيوزيلاندا وأستراليا تعادل مساحتها مساحة قارة انتاركتكا. والسبب هو تلك المركبات الكيميائية التي صار الإنسان يستخدمها في حاجته اليومية. إن مركبات الكلوروفلورو ميثينز التي يدخل في تركيبها عناصر الكلورين والفلورين والهايدرو كربونات هي السبب. لقد صنع الإنسان تلك المركبات ليستخدمها في علب الرشاشات Aerosoles مثل مبيدات الحشرات ومزيلات رائحة العرق وبعض العطور. وهذه المركبات عندما تنثر في الجو فإنها تظل موجودة دون أن تتحلل لمئات السنين وتدريجياً تصعد الى طبقات الجو العليا والعنصر الضار فيها هو عنصر الكلورين الذي يفكك ذرات الاوزون الى جزيئ اوكسجين O وذرة اكسجين O2 ولأن تفكيك الروابط بين ذرات الأكسجين تنتج عنه طاقة حرارية كبيرة فإن حرارة تلك الطبقة ترتفع ارتفاعاً ملحوظاً يصل الى مائة وعشرين درجة فهرنهايت بينما لا تتجاوز درجة الحرارة العادية فوق هذه الطبقة أو تحتها السبع وستين درجة فهرنهايت. وتستطيع ذرة واحدة من الكلورين أن تحطم مئات الذرات من الأوزون «انظر كتاب البيولوجيا لريتشارد أ. جولدزبي». وبما أن عمر تلك الذرة من الكلورين يمتد الى مئات السنين فيمكن أن تتصور حجم الدمار الذي يمكن أن تسببه لطبقة الأوزن. وهناك عامل آخر وهو الثلاجات والمبردات التي تستخدم الفريون وكذلك الطائرات الأسرع من الصوت التي ينتج عنها غاز أكسيد النايتريك NO الذي يفكك ذرات الأوزون ليتحد مع إحدى جزيئيات الأكسجين ليكون ثاني اكسيد النايتروجين وهكذا يستمر في تدمير طبقة الأوزون بصورة مخيفة. والعامل الثالث هو التجارب النووية وهذا يعني أنه في حالة حدوث حرب نووية فإن «75%» من طبقة الأوزون ستتدمر مفسحة المجال لكل الأشعة الكونية فوق البنفسجية لتتسرب إلى الأرض لتقضي على كل مقومات الحياة فيها ومسببة سرطانات الجلد وحالات الكتاراكت «أو الموية البيضاء» في العيون. لقد قدر العلماء أن كمية الملوثات التي صعدت الى الجو والى طبقة الأوزون في السنوات الأخيرة قد فاقت المليون طن. ولا أحد يستطيع أن يتكهن بما يمكن أن تفعله تلك الملوثات من دمار لطبقة الأوزون وحجم ذلك الدمار. وفي عام 1988م انعقد مؤتمر في مونتريال بولاية أونتاريو الكندية وخرج بإعلان وميثاق يدعو الدول إلى البحث عن بديل كيميائي ليحل مكان المواد الكيميائية الضارة إلا أن بعض الدول الصناعية أعلنت أنها لن تلتزم بذلك الإعلان لأن البديل مكلِّف ويتطلب تغييراً جوهرياً في صناعة التكييف بالرغم من اقتناعها بأضرار تلك المواد على طبقة الأوزون الواقية. والخطر الذي يأتي من دمار طبقة الأوزون يتمثل في ازدياد حالات مرض سرطان الجلد والكتراكت أو «الموية البيضا» في العيون وحالات الإجهاض وذلك بفعل تسرب الأشعة فوق البنفسجية بكمية هائلة. ليس هناك عدو للإنسان أكبر منه هو ككائن حي لا يأبه للحياة طالما أن الخطر والضرر سيحدث لآخرين وليس له هو شخصياً. وإذا حدث أن انعدمت الحياة من ظهر هذا الكوكب فالمسؤول هو الإنسان الخليفة الذي لم يحسن الخلافة. أما طبقة الأوزون نفسها فهي طبقة واقية. آخر الكلام: دل على وعيك البيئي.. لا تقطع شجرة ولا تقبل ولا تشترِ ولا تُهدِ هدية مصنوعة من جلد النمر أو التمساح أو الورل أو الأصلة أو سنّ الفيل وليكن شعارك الحياة لنا ولسوانا. ولكي تحافظ على تلك الحياة الغالية لا تتكلم في الموبايل وأنت تقود السيارة أوتعبر الشارع. وأغلقه أو اجعله صامتاً وأنت في المسجد.