جيرارد برونير كاتب صحفى وُلد بمدينة نيولى بفرنسا يحمل الجنسية الفرنسية والكندية حاصل على بكالريوس فى العلوم السياسية عام «1966» وبكالريوس آخر فى علم الاجتماع وله دكتوراه فى الدراسات الافريقية من جامعة باريس «1982» عضو بالمجلس الفرنسى القومى للبحوث وعمل بوزارة الخارجية الفرنسية من عام «2001 2006» يتحدث الفرنسية والإنجليزية والألمانية والإسبانية كما يتقن السواحلية ويجيد الدارجة السودانية!!، متزوج من سيدة سودانية من عائلة «كبيييرة» !!، هذا الشخص «المكدر» ليس بعيدًا عن التجنيد أو التوظيف من قبل أجهزة المخابرات إن لم يكن ضابطًا بأحدها وإن كانت سيرته الذاتية لا تشير لذلك يشغل الآن رئيس المركز الثقافي الفرنسي بأديس أبابا حيث تجرى المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية، كتب جيرارد 4/ مايو/2012 بصحيفة نيويورك تايمز مقالة بعنوان «فى السودان يجب منح الحرب فرصة للتخلص من البشير!!» ومقالته ترفض قرار مجلس الأمن «2046» لأنه يدعو للتفاوض مع البشير!!، أنا أرفض القرار ومعي كثير من الشرفاء من أبناء وطني وجيرارد يرفض القرار ومعه كثير من الأنذال ذلك لأن المبدئيين هنا وهناك لا يقبلون بأنصاف الحلول!!، مجلس الأمن يريد أن يصل لذات الهدف الذي عبر عنه جيرارد فى مقالته هذه لكن بطريقة ناعمة واحدة واحدة بينما يريد جيرارد أن يحقق هدفه بطريقة خشنة، فالأول يريد اتباع أسلوب القتل البطيء والطرفان يتفقان فى الهدف يقول جيرارد «المفارقة أن حربًا أهلية شاملة ومفتوحة في السودان ربما تكون أفضل السبل للتخلص من البشير نهائيًا والتقليل من الخسائر في الأرواح. لأن استمرار نزاع بصورة منخفضة سيقود إلى كارثة إنسانية». فجيرارد يرى أن أقصر الطرق لإقامة مشروع السودان الجديد هو العمل العسكري لكنه واهم فى ذلك وهو يعلم أن سادته الدوليين وحلفاءه المحليين إن نجحت جهودهم العسكرية ما لجأوا للمفاوضات، فالدعوة إلى مفاوضات والعمل على الدخول فى عملية سلمية عن طريق نفاشا «1» ونيفاشا «2» التي يسعى قرار مجلس الأمن «2046» للترتيب لها فإن كل ذلك إقرار بفشل الأساليب العسكرية فمجلس الأمن يكتفي ببيان رئاسي يدين فيه حكومة الجنوب على احتلالها لمدينة هجليج بينما يصدر قراراً بعد تحريرها وفرق فى مجلس الأمن بين القرار والبيان الرئاسي... ما أردت بيانه أن مجلس الأمن عندما احتل الجنوب هجليج أصدر بيان إدانة، وعندما حررت الحكومة هجليج وهدد البشير بإسقاط نظام جوبا أصدر مجلس الأمن قرارًا به إحدى عشرة فقرة أربع منها فقط تلي حكومة الجنوب وسبع منها تلي حكومة السودان، فقرار مجلس الأمن إنقاذ للحركة الشعبية من السقوط ولحليفتها الحركة الشعبية قطاع الشمال من المحو ومع شعر «امسح اكسح» الذى صار يردده الصغار قبل الكبار ارتعدت فرائص الحركة الشعبية واهتزت اركان مشروعها!! فلم تفلح العمليات العسكرية منذ تمرد توريت «1955» من تنفيذ مشروع السودان الجديد، لكن جيرارد يظن أن السلاح هو أقصر طريق لتحقيق الهدف، وفى محاولة ماكرة ودنيئة منه لتفتيت الكتلة الإسلامية فى السودان وشق الصف المسلم مضى جيرارد يكشف عن الوجه الحقيقى الذى يريد للمعركة ان تمضى نحوه وان تتم تحت رايته، إذ يقول «حروب السودان المتكررة لم تنبع من النزاعات الدينية ولكن من استغلال الحكومات العربية في الخرطوم لمختلف المجموعات غير العربية في هامش البلاد بمن فيهم المسيحيون الجنوبيون والمجموعات المسلمة مثل الدارفوريين في الغرب والبجا في الشرق والنوبيين في الشمال والنوبة في كردفان.. مناطق التهميش هذه تم استغلالها منذ القرن التاسع عشر. ولكن حتى وقت قريب الجنوب هو المنطقة الوحيدة التي وعت هذا الاستغلال لأنها منطقة لا عربية و لا مسلمة»، فبالأمس القريب حتى يتم لجيرارد وأمثاله ما يريدون من استقطاب الدعم للحركة الشعبية كان جيرارد عبر قلمه يصور الحرب فى السودان دينية شمال مسلم يعمل على إبادة جنوب مسيحي، ولولا الإطالة لأوردت بعض ما كتبه وقتذاك، ولكنه اليوم وهو يريد أن يستكمل معركته ضد الإسلام بمالك عقار وعبد العزيز الحلو ومني أركو مناوى الذين ينتسبون إلى الإسلام فلا يمكن أن يقول هي معركة دينية لأن هذا لن يحقق أهدافه فهو ومن يلف لفه يصنع للمعركة راية جديدة ويتحدث عنها بكل صراحة راية العروبة والإفريقية، القارئ الكريم انظر إلى هذه اللغة النتنة وهذه الراية البغيضة التى انخرط تحتها بعض بنى ملتنا واليهودي الماكر شماس بن قيس يحرض الأوس والخزرج لكى يرتدوا إلى جاهلية قبلية بعد أن جمعهم الإسلام تحت راية العقيدة وتناسوا قبائلهم وشعوبهم واجتمعوا على أساس قاعدة الأمة الواحدة لكن المشروع الغربى اليوم يستخدم ذات الطريقة لينفث سمه العنصرى فى محاولة منه لتفتيت الكتلة المسلمة حتى يستطيع تفتيت ما تبقى من السودان الى أربع دول ومن ثم إعادة الدمج على أسس جديدة، وجيرارد يجهل أن الفريق عبد الرحيم محمد حسين الذى يدعو جيرارد غير العرب لمقاتلة جنوده هو نوبي غير عربى ويتهم جيرارد حكومة السودان بانتهاك حقوق الإنسان وهو يجهل أن الرجل الذي يقف رقيبًا على القانون في السودان حسين دوسة وزير العدل غير عربي، والعروبة والإفريقية خطاب لا يلتفت إليه فى أمة الإسلام إلا خاوي الروح شرم الفكر منحرف التفكير جاهل بالثقافة الإسلامية التى علمت صغارها وهم فى الكتاتيب «لا فضل لعربى على أعجمى ولا لأبيض على أسود الا بالتقوى» شكراً جيرارد فقد كشفت القناع عن وجه حقيقى للمعركة يُراد للأمة أن تقتتل على أساسه وقد ظللنا ننوه بأن المعركة ليست سياسية ولا اقتصادية وإنما هي معركة ضد الهوية الإسلامية تارة تحت راية المسيحية وتارة تحت راية الإفريقية فهل يستبين الأمر من في عينه قذى!!؟