نسبة لظروف الحياة الصعبة وضعف الراتب الذي لا يغطي ولا يتماشى مع المصروفات اليومية لكثير من الأسر المتعددة الأفراد لجأ البعض من الجنسين لاستقطاع جزء من المرتب والمساهمة به شهريًا فيما يسمى بصندوق الادّخار أو كما يطلق عليه في مجتمعنا «الختة» لعدد معين من الشهور حسب عدد المساهمين ومن ثم الاستفادة منه، ولقد انتشرت هذه الظاهرة بين ربات المنازل والموظفين في مختلف المصالح ووصل هذا الادخار إلى طلبة الجامعات وهو كان طوق النجاة لكثير من المشكلات الماليه لتزيل عبء الديون. لمعرفة خبايا صناديق الادخار ومكنوناتها أجرى «البيت الكبير» الاستطلاع التالي: بداية تحدثت إلينا لطيفة حمدي وهي تعمل موظفة فقالت عن صندوق الادخار إنها تدمن عمل مثل هذه الصناديق با ستمرار فهي قد مارست تلك العملية منذ عشر سنوات وهي دائمًا تكون أمينة الصندوق حيث هي المرشد والموجه وهي التي تتحصل النقود من الآخرين وتقوم بتوزيعه للناس كل شهر وهي تقول إنها تعمل ذلك بمنتهى الدقة والنظام. أما إخلاص بشير «موظفة» فقالت إنها مصابة بداء الصناديق حيث إنها مشتركة في واحد مع زميلاتها في العمل وآخر مع نساء الحي الذي تسكن فيه والأول الذي بمكان المنزل يتم تقسيم ترتيبه حسب القرعة، وفي العمل يتم مع بداية كل شهر.. وأضافت أنها استفادت منه كثيرًا حيث اشترت الكثير من مستلزمات الأسرة الهامة والتي كان يصعب عليها شراؤها لو اعتمدت على المرتب. خالد عز الدين قال إن اختراع موضوع الصندوق شيء مفيد وهام حيث سد حاجات الكثيرين وأنقذ الكثير من الأسر من أزمات مالية مستعصيهة وهو مواظب عليه في العمل مع زملائه وزميلاته وتكون القرعة هي الفيصل في الحصول على صرفة الصندوق في شهر معين. اما الحاجة فاطمة «ربة منزل» فقالت إنها عن طريق صناديق الادّخار تمكنت من شراء قطعة أرض لتكون ذخرًا لأبنائها في المستقبل، وأضافت أن الكثير من الأسر السودانية تعتمد على الصناديق الادّخار في كثير من المسائل.. كذلك أيمن الفاضل «موظف» قال: عن طريق صناديق الادخار أستطيع أن أشتري عربة فلولا تلك الصناديق لظللت أعاني كثيرًا من المواصلات وهو يؤيد بشدة هذه الفكرة التي تعاقبت عليها الأجيال وكان لها أهمية كبيرة في تسيير عجلة الحياة لكثيرين. ول«تهاني أحمد» رأي آخر حيث قالت إنها لا تحبذ صناديق الادّخار حيث إنها تعاني من بعض الناس وإخلاصهم في دفع النقود الموكلة إليهم لذا فهي تتجنب هذه المسائل وتضع ما توفره من نقود في البنك بحساب الادّخار حتى لا تسبب المشكلات بين الجيران بعدم التزام البعض بالدفع. رأي علماء الاجتماع يقول الأستاذ محمد حسين إن التكافل موجود من القدم، ونسبة لظروف المعيشة الصعبة لجأ الكثيرون إليها في اقتصاد الأسرة ومهما تقدمنا فصناديق الادّخار لها أهمية كبيرة في ترميم الكثر من التصدعات المادية لذا فهي جزء من أساسيات الكثير من الأسر.