ومحطة ساهور القمر الهاشمي التلفزيونية تبث أحاديث أسبوعية للبروفيسور عبد الرحيم علي والبروفيسور حسن مكي والشيخ إسحق أحمد فضل الله.. وصحيفة «الإنتباهة» تحمل الأحاديث هذه كل جمعة وتقدم رؤية جديدة للدين والحديث والتفسير.. وهذه ابتداءً من جمعة اليوم.. أحاديث الشيخ إسحق أحمد فضل الله. الكلام عن الدين أول حاجة نبعد به عن الكتب.. الكتب مرات بتوجع البطن، والكلام عن السودان والإسلام له طعم خاص جدًا ومن أبرز ما فيه أن السودانيين أفرادًا وجماعات لديهم صلة بالإسلام صلة غريزية فطرية.. كيف؟ نتذكر أم المؤمنين السيدة خديجة عندما أتاها النبي صلى الله عليه وسلم بعدما جاءه أول وحي جاءها خائفاً مرتجفاً وقال لها: إني خشيت على نفسي بأن هذا الذي أتاني نوع من الجن.. فقالت له: كلا يابن عم، إن الله لا يخذيك أبداً.. إنك لتحمل الكل وتكرم الضيف وتعين على نوائب الحق وغيره وهذا هو الإسلام.. من الذي حدثها؟ هل هو النبي؟ لكن هي تكلم في النبي نفسه.. هي تكلمه بالفطرة بالغريزة التي وهبها إليها الله.. والسوداني لديه نوع من الفطرة. مثال: أغرب حاجة حدثت في الأربعينيات.. الإنجليز قاموا بفتح بار في أم درمان.. الشيخ ود البدوي عمل حاجة غريبة عشان يكسر البار.. ذهب إلى السكارى في الإنداية فقاموا بتكسير البار يعني العرقي السوداني حلال والانجليزي حرام.. القصة ما كدا، القصة أن كل العرقي حرام لكن الإنجليز قاموا بفتح البار في وسط المجتمع المسلم إذلالاً لهم، ورضى بإذلال الكافر للمسلم كفر عشان كدا لمن قام ود البدوي باستنفار السكارى جاءوا وهدموا البار وهذا فقه صحيح. أغرب حاجة واحد بحكى حكاية لذيذة جداً.. قال برضو سوداني سكران جايي بالقرب من صلاة الفجر وسمع مؤذن ينادي للصلاة وصوته شين ووحش جدًا، فذهب السكران إلى المسجد وصعد إلى المئذنة وقام بجر هذا المؤذن حتى أوصله الأرض وقعد انتظر المصلين، فقالوا له ياخي مالك؟ قال لهم: والله خشيت أن يشمت بنا اليهود والنصارى ويقولوا إن صلاة المسلمين لا تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهل هناك أنكر من صوت هذا الحيوان!. فما نريده هو أن السوداني وأنا أتحدث عن الشخص السوداني حتى الهمباتة.. أغرب حاجة في الدين في البعثة الأولى في السودان.. البعثة أيام النبي صلى الله عليه وسلم أول الناس فيها وأبرز الناس كانوا رجالاً تميزوا بالرجولة بعد ذلك أتى الفقه لاحقاً، نفس الشيء في المسألة السودانية.. معظم الهمباتة السودانيين البينهبو الإبل حكاياتهم انتهت برجوعهم إلى درب الله والتديُّن بطريقة عجيبة جدًا. لو شفت الطيب ود ضحوية في صورة آخر حياته طويل جدًا أبيض، لونه فاتح لابس «عراقي» طويلاً وسبحتو مجرورة بقولوا إنو الهمباتي حول العزة إلى دين يرضاهو حتى الدين.. قال يعني هو الحرامي لمن يسرق بدسها والهمباتي لمن يسرق بيعلنها: كم تبيت على التلب الكزازي الكوما وهو«الجمل العاتي» وكم درجتهن من سنجة طالبات روما الروح ما بتفارق الجتة قبال يوما قلت أريتو نسلم من فلانة ولوما الهمباتي يعرف أن الروح لا تفارق الجسد قبل ميعادها، هذا قبل إسلامه، دا لمن يعرف الإسلام ماذا سيفعل؟.. فالسوداني منذ المرحلة الأولى كان حكاية غريبة جدًا أغرب ما فيه السوداني والإسلام في السودان.. الدين دخل بدري جدًا لكن لمن الخلافة الإسلامية سقطت في تركيا.. آخر راية تقاتل من أجل الإسلام كانت في السودان بقيادة علي دينار.. طيب قبلها بزمن عام 1498م لمن سقطت الأندلس بعده بخمسة أعوام فقط أقام السودان الدولة الإسلامية السنارية.. الكلام داك لو البنتكلم بيهو عن السودان والإسلام.. الدين دا ما في الكتب، حاجة في النفس، حاجة فطرة وغريزة عشان السودانيين مهما بعدوا عن الدين بيجوا راجعين تاني وبصورة ناعمة جداً. أختم لكم بسؤال عشان أقول ليك في حاجات بنراها أمامنا من غير ما نراها.. هل لاحظتم أن التدخين اختفى.. اختفى الدخان الذي كنا نراه في أي مكان.. حاجة كدا دخان وراح.. هناك حاجات كثيرة جدًا سنرجع لها زي الحاجات دي.