الحديث عن عودة ولاية غرب كردفان صار حديث الساعة في هذه الأيام، وحسناً أن عملت الحكومة المركزية بتوصية الأخ مولانا أحمد محمد هارون والي ولاية جنوب كردفان على عودتها احتراماً لبرنامج حزبها الذي طرحه في حملة انتخابات السيد رئيس الجمهورية وفي حملة انتخابات السيد والي الولاية حيث كُوِّنت لجنة رئاسية لهذا الشأن. ومن حق الإخوة مواطني غرب كردفان أن يطالبوا بعودة ولايتهم التي قدموها مهراً للسلام ومن حقهم أن يسألوا عن حكم أحسنوا قيادته كما من حق الإخوة في النهود أن يقولوا كلمتهم في العودة إلى غرب كردفان سابقاً أو المطالبة بولاية النهود. سقت هذه المقدمة القصيرة بعد تصفحي لجريدة «الإنتباهة» العدد «2224» الصادر يوم الثلاثاء «24» جمادى الآخرة «1433ه» الموافق «15/5/2012م» تحت عنوان الطريق إلى ولاية النهود بقلم الأخ فضل الله رابح الذي لم ألتقِه حتى هذه اللحظة حيث أبان مواقف مواطني النهود وتمسكهم بعدم العودة إلى غرب كردفان سابقاً ورفضهم البقاء مع شمال كردفان بل مطالبتهم القوية بقيام ولاية النهود وأنا أهنئهم بهذه المواقف وهذا الطموح الكبير والإجماع المتفرد. وأسأل الله لهم التوفيق وأحسب أن ولايتهم ستكون ولاية واعدة بخيراتها الوفيرة. ما شد انتباهي وبعد أن تحدث الأخ الكاتب الصحفي عن غرب كردفان وعاصمتها الفولة وولاية النهود وعاصمتها النهود حيث ثبت للمسيرية حقهم كاملاً والحمر حقهم كاملاً أبت نفسه إلا أن يتجرأ ويتناول أمراً لم يكن ضمن اختصاصات اللجنة المعنية بخريطتها القديمة أو الجديدة وأصدر قراراً قاطعاً نسبه إلى الحكومة المركزية وحكومة الولاية وضم محلية القوز إلى ولاية غرب كردفان تعويضاً لها عن خروج أهله حمر بعد إنشاء ولايتهم النهود. أخي فضل الله.. إن كنت لا تعلم، فإن القوز هي ديار الحوازمة وعاصمتهم التاريخية ومقر نظارتهم حيث ينتشرون منها مروراً بالدلنج وكادوقلي وتلودي والليري وكلوقي والرشاد وأم برامبيطة وأبو كرشولا وهبيلا، واعلم أن بُعد الحوازمة الاجتماعي والثقافي والتاريخي والاقتصادي مرتبط رباطًا قويًا بجبال النوبة وسيظل كذلك مرتبطاً بولاية جنوب كردفان لا غيرها، ولن يقرر في ذلك أحد غيرهم وبمثل ما يؤخذ الرأي من أهل غرب كردفان ويُحترم رأيهم ومن أهل النهود ويُحترم رأيهم فإن للحوازمة رأيهم ولهم قرارهم، ولا أظن أن المركز أو الولاية سيتجاهل ذلك، وإن كنت تحسب غير ذلك فأقول لك نحن غير معنيين بعودة غرب كردفان قديمة أو حديثة، وإن كنت مصرًا على قرارك بتبعية القوز لغرب كردفان فأنت مدعو إلى الحمادي أو الدبيبات أو خمي أو غيرها لأخذ الرأي من القواعد. أخي فضل الله.. أختم وأقول من حقك أن تطالب بعودة غرب كردفان ومن حقك أن تطالب بولاية النهود ونحترم رأيك لكن ليس لك حق في المطالبة بضم محلية القوز إلى غرب كردفان أو النهود فهذا هو حق أهلها لا غيرهم. أخوك سليمان بدر قيدوم المجلس الوطني الدائرة «7» الدلنج الشمالية من المحرر: شكراً للعم سليمان بدر قيدوم عضو المجلس الوطني على هذا الاهتمام ومتابعة ما تكتبه الصحافة من قضايا وهموم، وأمنياتي أن أرى كردفان الكبرى مستقرة ينعم أهلها بالأمن والتنمية والرفاه.. ثم أعلق بالآتي: أولاً: نعم ما ورد في ثنايا المقال هو ليس من اختصاصات اللجنة وإنني لم أقل بذلك غير أنه فعلٌ عكفت عليه لجان ومجموعة قيادية أعتقد جازماً أن الأخ النائب يعلم تماماً بتحركاتها، وسبق أن ذهبت لجنة برلمانية لا أدري إن كان الأخ قيدوم من ضمنها أم لا، ذهبت وجلست مع بعض القيادات في محلية القوز وكادوقلي حول ذات الموضوع وهو بحث أمر تبعية محلية القوز إلى غرب كردفان التي ستكون عاصمتها الفولة ولم يعرف الناس حتى الآن ما هي مخرجات ذلك المسح، وكنت أظن أن الأخ النائب كان بوسعه أن يتطرق له ولو بالإشارة لكنه لم يفعل!!. ثانياً: إنني لم أصدر قراراً ولست في مقام من يفعل ذلك، فقط أبرزت قضية للسطح بعدما كانت تُطبخ في الخفاء، فقصدت إخراجها لتصحيح قضية رأي عام بدلاً من الحديث عنها داخل الغرف المظلمة والدوائر المغلقة، حتى لا يخرج القرار وتتبعه ظلال وانعكاسات سالبة يصعب احتواؤها. ثالثاً: إنني أدرك العمق الاجتماعي والثقافي لأهل كردفان عامة لا سيما أهلنا الحوازمة بكل تاريخهم الناصع اللامع وتجدني ممتناً للأخ النائب على التذكير، ولديّ قناعة بأنه لا أحد يملك القرار والتقرير في اتخاذ القرارات المصيرية بشأن أي مجموعة سكانية إلا أهلها بتكويناتهم المختلفة، وبذلك يبدو أن الأخ قيدوم لم يقرأ ما خطه قلمي برويّة وإلا لما قال إنني قد طالبت بضم القوز إلى غرب كردفان، لأنني أدرك تماماً أنه ليس لي هذا الحق ولست في مقام من له الحق بذلك!!. عوداً على بدء أكرر وأقول تهمني كل قضايا وهموم أهل كردفان الكبرى في وديانها وقيزانها وأبطحها وفي مدنها وأريافها!!. شكراً لكل الذين هاتفوني من الخرطوموجنوب كردفان وللذين بعثوا برسائل هاتفية شكراً على التدافع والاهتمام لكم شكري وعميق ودي!!.