أكد رئيس السلطة الإقليمية في دارفور د. التجاني السيسي أن باب التفاوض لم يُقفل مع الحركات المسلحة بدارفور وأن الباب سيظل مفتوحًا على الدوام لمن يرغب في أن يركب قطار السلام. وقال في برنامج «مؤتمر إذاعي» الذي بثته الإذاعة السودانية القومية أمس: يمكن لهذه الحركات أن تذهب مباشرة إلى الدوحة وتتفاوض مع الحكومة السودانية، «وإذا جاءت بأكثر مما جئنا به نحن على أتم استعداد للقبول به، ونرفض إذا تفاوضت هذه الحركات بأقل مما جئنا به في الدوحة».وأوضح السيسي أن ما تقوم به السلطة في مجال العودة الطوعية للنازحين ينطبق أيضًا على اللاجئين والمتضررين من الحرب وإن كان بعضهم لم يلجأ إلى معسكرات نزوح أو لجوء غير أن اللاجئين وضعهم الآن يقع تحت طائلة القانون الدولي وأن السلطة الإقليمية أو حكومة السودان لا نستطيع أن نتدخل في شؤون اللاجئين إلا بعد أن يعبروا الحدود السودانية إلى الداخل... ولكن هناك اتفاقًا ثلاثيًا بين الحكومة السودانية وتشاد والمفوضية السامية للاجئين لترحيل هؤلاء إلى الداخل». وأشاد السيسي بالدور الذي تقوم به دولة قطر في إنفاذ اتفاق سلام دارفور، مشيرًا إلى زيارة وفد فني قطري عالي المستوى لولايات دارفور مؤخرًا لتحديد الاحتياجات العاجلة للمواطنين والمتمثلة في إعادة النازحين وبناء المرافق الخدمية في إطار إعادة التأهيل والإعمار. وأضاف السيسي: هناك مجهودات مقدرة تقوم بها دولة قطر والوساطة في هذا الأمر، و«لا أريد الإفصاح عن اتصالات بعض القادة الميدانيين مع دولة قطر ومعنا، وأؤكد أن هناك مجهودات تُبذل، وأعتقد جازمًا ومتيقنًا أنه وفي خلال الأسابيع القادمة سنسمع عن جهد مبذول ونشاط في منبر الدوحة». وقال السيسي إن التحرك القطري الأخير يهدف لإنعاش مبكر ولتقديم الخدمات لمناطق العودة الطوعية بدارفور، وأضاف قائلاً: «أستطيع القول دون ذكر الأرقام إن البرنامج القطري يشير إلى أنهم الدولة الأكثر حماسة لتقديم الدعم في إطار إعادة الإعمار والتنمية في دارفور». وحول الموقف الأمريكي أكد السيسي أن الولاياتالمتحدة ستحضر مؤتمر المانحين الذي سيُعقد بالدوحة مضيفًا أن هناك تحفظات أبدوها سابقًا خاصة وأنهم كانوا يأملون في التحاق الحركات الأخرى بهذا الاتفاق ولكن يبدو أن واشنطن توصلت إلى قناعة أن لبعض هذه الحركات أجندات أخرى لا علاقة لها بقضية دارفور، وبالتالي أعتقد أن الموقف الأمريكي قد تحرك نحو الإيجابية، ومن خلال تحاورنا مع المبعوث الأمريكي لدارفور ظهر جليًا أن هناك اتجاهًا أمريكيًا لحضور هذا المؤتمر بل وتقديم دعم فني للجان الفنية التي تعمل هنا للإعداد للمؤتمر.. لهذا ومن واقع اتصالاتنا وتحاورنا معهم أعتقد أن هناك دعمًا أمريكيًا لهذا المؤتمر وستشارك فيه خاصة أن أمريكا عضو في لجنة مراقبة إنفاذ الاتفاق.