على غرار المثل السوداني القائل «البكا بحررو أهلو» كنت مشاركًا في اجتماع الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب بالقاهرة في الفترة من 12 14من شهر مايو الحالي، وبعد مناقشة وإجازة الموضوعات الخاصة بجدول الأعمال عرضت على الزملاء الذين يمثلون الصحفيين العرب في كافة الدول العربية من نواكشوط حتى المنامة أي من المحيط إلى الخليج طرحت قضية الاعتداء الآثم لقوات جنوب السودان على الأراضي السودانية الواقعة على الحدود بين الدولتين وعملية الدمار التي أحدثوها في حقل هجليج النفطي والخارطة الجديدة التي خرجوا بها على العالم بضم أراضٍ سودانية معروفة داخل حدود عام1956 وهي معروفة في اتفاقية السلام الشامل ومعلومة للجميع.. ووصفت ذلك بأنه دعوة للحرب وإمعان في ارتكاب أخطاء تحت نظر ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي يسمع بأذن واحدة ويرى بعين واحدة ويصدر قراراته كذلك لصالح جانب واحد.. وفي هذا استمرار لمؤامرة تفتيت وحدة السودان ومحاصرة الشعب السوداني الذي قدم تضحيات كثيرة لتحقيق السلام... وأصدر اتحاد الصحفيين العرب عبر بيانه الختامي إدانة قوية وواضحة وصريحة ضد دولة جنوب السودان والمؤامرة الدولية التي تقف وراءها. واستمراراً لدور اتحاد الصحفيين السودانيين ومكانته لدى الصحفيين العرب والأفارقة شارك الاتحاد في ورشة عمل لصحافيي شرق إفريقيا في أديس أبابا في الفترة من الخامس عشر حتى السابع عشر من ذات الشهر الجاري واستطاع أيضًا أن يطرح أمر اعتداءات دولة جنوب السودان على الحدود السودانية واحتلال قواتها لحقل هجليج وترويعها للمدنيين من مهندسين وأطباء ومواطنين عاديين وأسرهم وإعدامهم رمياً بالرصاص واحتلال قواتها حتى الآن لأراضٍ سودانية في جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان وقيامها منفردة برسم خارطة لدولة جنوب السودان لفرض الأمر الواقع وإقناع المجتمع الدولي بأن تلك هي حدود دولتهم.. فأصدر المجتمعون من «12» دولة إفريقية بمن فيهم ممثلون عن كينيا ويوغندا وتنزانيا وبورندي والصومال وجيبوتي وإثيوبيا بياناً يدين تصرفات دولة الجنوب وعدم تصرف المجتمع الدولي إزاء ذلك لإيقافها عند حدها. وقد بعث الاتحاد بهذه القرارات من هاتين المنظمتين الهامتين إلى كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة.. ولكن وبكل أسف لم تجد الاستجابة الكاملة والتعامل معها بما تستحق من اهتمام وإبراز وتعزيز بالتعليق والتفسير والترويج والتدعيم، وهذا حقيقة أمر مؤسف حزنت له كثيراً لأن يتخلى بعضنا عن الدفاع عن الوطن الذي يتعرض لمؤامرة غربية كبرى واضحة كالشمس في رائعة النهار.. وأتعجب كيف يصدر مثل ردود الأفعال كهذه من إعلاميين عرب وأفارقة في منظمات مهمة.. ولا نجد الأذن الصاغية .. فالأمر كله سوداني .. والشأن سوداني والبكاء سوداني ..آمال مين الحيبكي لينا إذا لم نبك نحن بكاءنا.. ولماذا يتجاهل البعض مثل هذا الأمر الهام وينشغل ويشغل الرأي العام بقضايا انصرافية.. واهتمامات فردية وأمور لا تعبر عن تلك الجموع الهادرة التي خرجت وملأت الشوارع والميادين دون أن يناديها أحد سوى الشأن العام.. والهم العام .. يوم تلقت نبأ تحرير هجليج واسترداد الكرامة السودانية .. والإعلام هو ضمير الأمة وبصيرتها النافذة .. وقلبها النابض بنبض الحياة والعزة والكرامة.. صحيح البكا بحرروه أهلو!؟!