المعروف ان منطقة هجليج الغنية بالنفط لم تكن يوما منطقة نزاع حدودى بين شمال وجنوب السودان وحتى عندما احتكم الطرفان امام محكمة العدل الدولية حكمت الاخيرة بتبعية هجليج الى اراضى شمال السودان بحسب خرائط حدود عام 1956 ، لكن دولة جنوب السودان بعد الانفصال وبعد الفشل فى السيطرة على منطقة ابيى اصبحت تراهن على هجليج باعتبارها تجاور ولاية الوحدة النفطية وبضمها الى جنوب السودان تصبح مالكة لاكبر الحقول النفطية واغناها ، هنالك افتراض آخر ان الحركة الشعبية تعلم جيدا ان هجليج تتبع للشمال بشهادة المجتمع الدولى الذى ناشدها بسحب قواتها من هجليج ابان العدوان ولكنها تريدها كرت ضغط تساوم به على ابيى ولكن رغم هذا وذاك الواقع الآن ان هجليج فى قبضة الجيش السودانى ولكن الحركة الشعبية ارادتها لها حتى ولو على الورق كما فعلت مؤخرا بضمها الى خارطة جنوب السودان ليتطور الامر بعد ذلك لوضعها على طاولة المفاوضات كقضية ضمن القضايا العالقة فاذا وافقت حكومة السودان على مناقشتها وهذا امر مستبعد بحسب المراقبين تكون الحركة الشعبية قد انتزعت اعترافا بان هجليج لها ، وهو الامر الذى حذر منه خبراء استراتيجيين سودانيين دعوا الحكومة لعدم تسليط اى اضاءة اعلامية او دولية على الاجراء الذى قامت به الحركة الشعبية حتى لاتجد فرضياتها حظا من النجاح . فعل ورد فعل :- ورغم ان اجراء ضم هجليج الى خارطة جنوب السودان غير قانونى الا ان بعض المراقبين اكدوا ان القصد منه الاستفزاز ليس اكثر وطالبوا الحكومة بتجاهله وعدم اعطاءه اى زخم اعلامى بحسب العميد امن معاش حسن بيومى الذى ابتدر حديثه لى عبرالهاتف من الخرطوم بان هجليج اراضى سودانية 100% وليست موضع نزاع ، مؤكدا ان الحركة الشعبية وحكومة الجنوب لاتملك الحق فى ادراج هجليج ضمن خارطة الدولة ، ولكنه قلل من الاجراء واعتبره مجرد استفزاز ليس اكثر ينبغى على الحكومة عدم الاستجابة له او اعطاءه اى نوع من الاهمية ، ووصفه بانه اجراء عديم القيمة ، وطالب بيومى الحكومة بتجاهل هذا الامر تماما وعدم تسليط الضوء عليه لا اعلاميا ولا دوليا مشيرا ان تضخيم هذا الموضوع من شانه ان يضع المنطقة بالفعل موضع نزاع وهو ما لايجب ان يحدث . لكن من الواضح ان الامر بالفعل استفز الخرطوم التى اعلنت فور علمها بالاجراء رفضها التام لاعتماد دولة جنوب السودان خريطة رسمية تضم منطقة هجليج النفطية وخمس نقاط حدودية أخرى، واعتبرت ذلك «تعدياً واضحاً وسافراً»، مهددة برفع شكوى رسمية إلى جهات إقليمية ودولية لحسم الأمر، كما بعثت برسالتين إلى مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي هددت فيهما باستخدام القوة ضد القوات الجنوبية لطردها من المناطق الحدودية المتنازع عليها. وقال وزير الإعلام السوداني غازي الصادق عبدالرحيم إن «هجليج أرض سودانية وفق الخرائط الرسمية والتحكيم الدولي وليست محل نزاع». وهدد بشكوى جنوب السودان رسمياً الى جهات دولية وإقليمية في حال ثبوت اعتمادها لهجليج والمناطق المتنازع عليها في خريطة دولتها الرسمية. ووصف الخطوة بأنها «تعدٍّ واضح وسافر» على أراضي السودان. وحذّر من مغبة المضي فيها. وأضاف: «الجنوب سار في اتجاه خاطئ»، مؤكداً قدرة السودان على حماية المنطقة بأشكال القوة كافة، مبيناً أن حكومته «ستتخذ إجراءات مناسبة في الأيام المقبلة بعد التأكد من المعلومات بصورة رسمية». ايضا حزب المؤتمرالوطنى الحاكم اعتبر الاجراء بضم هجليج الى خارطة جنوب السودان تعدى سافر علي السودان والمجتمع الدولي والافريقي وتوقع ان تؤثر الخطوة علي المفاوضات القادمة. وقال رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني البروفسير ابراهيم غندور في تصريحات صحفية بالمؤتمر الوطنى ان الادعاء سيكون له تأثير كبير علي أية مفاوضات قادمة، واستدرك قائلا « لكنه يمكن ان يكون واحدا من وسائل الضغط التي تمارسها حكومة الجنوب في مثل هذه الحالات « مؤكداً ان هجليج ستظل سودانية وحكومة الجنوب تعلم ذلك. الى ذلك وصف السفير عمر دهب مدير ادارة الازمة بوزارة الخارجية تضمين جوبا لمنطقة هجليج بالاصرار على العدوان . الخبير الاكاديمى د. سليمان الدبيلو أكد ان الخطوة تمثل دلالة على المضى قدما فى اتجاه التصعيد ضد شمال السودان خاصة وان هجليج ليست موضع نزاع ، واعتبر الدبيلو ان الخطوة التى اقدمت عليها دولة الجنوب لم تتم بمعزل عن المجتمع الدولى خاصة الولاياتالمتحدةالامريكية التى تدعم وتساند كل توجهات الحركة ضد الشمال . وطالب الدبيلو حكومة السودان بالتصدى لكل مامن شأنه الانتقاص من سيادة السودان وقال للأهرام اليوم : حكوة الجنوب استمرأت التجاوزات ضد السودان . المسيرية : هجليج اغلى قطعة ارض سودانية :- ولان منطقة هجليج تعتبر ارضا لاقامة المسيرية فقد اعتبر الاستاذ بشتنة محمد سالم رئيس لجنة العرف فى مجلس شورى المسيرية ان هجليج لم تعد ارضا للمسيرية بعد الان واعتبرها اغلى قطعة ارض سودانية ، ولكنه عاد وقلل من الاجراء واعتبره مجرد امانى لدولة الجنوب من المحال تحقيقها لانها تفتقر لمقومات النجاح لان هجليج ليست ارضا متنازع عليها . واتفق بشتنة مع الدبيلو ان الاجراء قصد منه التصعيد وحذر دولة الجنوب من المضى فى هذا الاتجاله والا ستجد الرد المناسب كما حدث فى الاسابيع الماضية . واتهم الاستاذ بشتنة ابناء ابيى فى الجنوب بانهم وراء هذا الاجراء لانهم فشلوا فى ضم ابيى الى جنوب السودان . اما اللواء العباس محمد الامين الخبير الاستراتيجى فيرى ان ادخال هجليج فى خارطة دولة جنوب السودان هو تمهيد لترفيعها الى منطقة نزاع حدودى اضافة للمناطق الاربعة الاخرى ، وقال لى : ان الاجراء من شأنه ان يزيد الامور تعقيدا لان هجليج ليست منطقة نزاع حدودى بحسب حدود 1956م. mona albashir [[email protected]]