حقيقة (شر البلية ما يضحك) فقد قال نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل وهو يعلن الاعتراف بدولة جنوب السودان إن هذه الدولة (تسعى للسلام). ونتنياهو وهو يقول ذلك ربما كان يعني أن سلام الدولة الوليدة سيكون مثل سلامهم هم وهنا لا تعنينا إسرائيل فهي لا تملك ذرة من السلام ولم تعرفه في يوم من الأيام ويكفي ما قاله فيهم هتلر حيث قال (لقد تركت بقية منهم لتعرفوا لماذا فعلت ما فعلت بهم). وهذه شهادة منه تشير إلى أن ما فعله بهم يستحقونه فعلاً. ثم نأتي لربيبة إسرائيل الدولة الوليدة التي كان ينبغي ان يكون في مقدمة اولوياتها وهمومها وضع خطط وبرامج طموحة لتبدأ من الصفر في بناء البنيات الأساسية ومن ثم تدخل في مجال التنمية والخدمات ولكن يبدو أن قيادات هذه الدولة قد أدمنوا الحرب هذا فضلاً عن ان هناك دولاً استعمارية تحرضهم على السير في طريق الحرب بهدف تفتيت السودان الى دويلات. وإن شر البلية ما يضحك نقولها للمرة الثانية حين يسند للمرة الثانية منصب وزير السلام بحكومة جنوب السودان لباقان اموم وهو لا يحتاج منا هنا لتعريف ولكنه بدلاً من ان يعلن برامجه لتحقيق السلام هاهو يعلن عن تكوين لواء سماه جيش تحرير السودان لاسترداد أبيي والدفاع عن جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وتكوين مقر للأمانة العامة لقطاع الشمال في جوبا لتشرف على العمل السياسي. هذا هو السلام الذي عناه السيد نتنياهو ثم نتساءل ما شأن دولة جنوب السودان بهذه المناطق خاصة دارفور ام أنها هي العمالة بعينها لمن يستهدفون تقسيم السودان لأن باقان يعلم علم اليقين أنهم لن يصمدوا أمام القوات المسلحة السودانية وما حدث في أبيي وجنوب كردفان ليس بغائب عنهم ولكنهم يعلنون الحرب نيابة عن أمريكا التي أصبحت نواياها واضحة في التدخل في هذه المناطق. ولا ننسى ما قاله كبيرهم سلفا كير إنهم لن ينسوا أبيي وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وهذا ما فسر بأنه يعني الحرب. ونعود إلى الوراء قليلاً لنذكر بما قاله مالك عقار في مؤتمره الصحفي في قلب الخرطوم وهدد فيه بأنهم في حالة عدم الموافقة على ممارسة قطاع الشمال لنشاطهم من الخرطوم فإنهم سيشعلون الحرب من النيل الأزرق وحتى دارفور وهذا ما استفز كل سوداني إلا حكومتنا أو المؤتمر الوطني لم يصدر عنهما أي رد فعل. إن من يظن أن الانفصال قد تم وان كل آثار للحرب قد انتهت فهو غافل.