سربت إسرائيل خبراً مفاده أنها سوف تبعد المئات من مواطني دولة جنوب السودان من أراضيها في موعد أقصاه نهاية مارس القادم، والخبر هكذا ربما يفرح به القارئ العادي باعتبار أن الصورة الذهنية لإسرائيل عندنا كريهة ومرفوضة باعتبارها دولة احتلال لدولة عربية ودولة عنصرية تمارس التفرقة والاضطهاد ضد السكان أصحاب الأرض وتعمل باستمرار على التمدد في الأراضي الفلسطينية وتقتل أبناء جلدتنا من الفلسطينيين بوحشية ودون مراعاة لأدنى مستويات حقوق الإنسان وتضطهد المسلمين وتعمل على محو أي أثر للإسلام بالأرض المحتلة ابتداء من محاربة الإسلاميين وانتهاء بتهويد القدس وهدم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وباعتبارها دولة أسهمت بفعالية في انفصال الجنوب والعمل على إشعال نيران الحرب بين الأشقاء في الدولتين. ولكن الناظر إلى الكوب في نصفيه المليء والفارغ سيجد أن هؤلاء الذين تدعي إسرائيل مجرد لاجئين من مواطني دولة الجنوب فإنه يجدهم رجالا ونساء من الشباب تم ترحيلهم إلى إسرائيل في إطار التحالف الاستراتيجي بين دولة الجنوب قبل إعلان الانفصال وحلفاء الحركة الشعبية من الأمريكان وحلفائهم بتجهيز جيش بديل لقوات الحركة الشعبية مدرب تدريباً حديثاً وقادر على أن يكون جيشاً حديثاً لدولة حديثة لأن قوات الحركة الشعبية الراهنة ما هم إلا قطاع طرق ومتدربون على حرب العصابات.. لا يلتزمون إلا بقانون البندقية واستخدام السلاح في جميع الأغراض حتى السلمية منها.. وهذا لا يفوت على فطنة أصغر طفل له دراية بطبيعة تفكير يعلن عناصر الحركة والمتحالفين معها والمتآمرين ضد السودان والممولين الجدد للحركات المسلحة في دارفور والرافضين للتفاوض والوصول على حلول جذرية لأصول المشكلة. ومن مظاهر تكريس الخلافات بين حكومة السودان ودولة الجنوب ما يسمى بالقضايا العالقة التي لم يكن في تعليقها إلا الأجندة الخفية لبعض قادة الحركة من المتعصبين ضد أهل الشمال والذين كانوا يعلقون آمالاً عريضة في حكم السودان عنوة وضد إرادة الجماهير أصحاب المصلحة الحقيقية.. وما فشل مفاوضات أديس أبابا في التوصل إلى حلول لمشكلة النفط إلا نتاج طبيعي للطريقة التي تم بها تشكيل وفد التفاوض لدولة الجنوب وذلك بوضع باقان أموم المبرمج على مخالفة أي رأي لحكومة السودان حتى عندما كان جزءا من الحكومة كوزير لرئاسة مجلس الوزراء..وكان السبب الرئيسي لفشل المفاوضات هو وضع باقان على رئاسة وفد دولة الجنوب..ولهذا أرى عدم إضاعة الوقت في تشكيل وفد سوداني طالما أن باقان يرأس وفد الجنوب.. لأنه لا يمكن أن يتفق معنا حتى لو وضعنا أبيي على يمينه وجنوب كردفان والنيل الأزرق على يساره لأنه مبرمج منذ نعومة أظافره بضرورة وأهمية أن يكون حاكماً للسودان كله شماله وجنوبه ويمارس التطهير العرقي ويطرد سكانه العرب المسلمين منه أو يذبحهم كما حدث في زنجبار من قبل. فنقول لباقان وحلفائه والمنظرين له والمنتظرين لنتائج تخرصاته من الحالمين في الشمال والجنوب أعداء الإسلام والمسلمين بأن ما يرمون عليه لن يتحقق بإذن الله..وأن أبيي شمالية ولو طلعوا السماء..وأن قواتنا المسلحة جاهزة لأي خرق للهدنة ووقف إطلاق النار وأن عين الله ترعاهم وترعى الحارسين لدين الله وحدود أرض الإسلام.. والله متم نوره ولو كره الكافرون ولو كره المنافقون.. ولو كره المناصرون. المصدر: الشرق القطرية 9/2/2012م