السيد سلفا كير بعد ان منحه الشمال عن طيبة غافلة دولة يرأسها ظهر على حقيقته وبدأ يُظهر أحقاده الدفينة دون حرج ولا كياسة وهذه الاحقاد نعرف من زرعها في قلوب هؤلاء الذين لا يقرؤون ولا يتدبرون. الاستعمار الصليبي بقيادة بريطانيا الباغية جاء الى بلادنا وهو يحمل احقادًا دينية واطماعًا دنيوية، جاء ليسلب المسلمين دينهم في الشمال ينشر تيارات الالحاد وراء كلمات معسولة غرّ بها قومًا وحجب هذا المستعمر الحاقد كل محاسن الدين عن النشء وعمم فنون الفسق والكفر عند قوم آخرين تحت مسمى العلمانية التي لا تقل جرمًا عن الإلحاد الصريح. اما في الجنوب فقد انتهز هذا المستعمر اللعين الفرصة سانحة وعمد إلى قفل الجنوب وجعله مناطق مقفولة الأبدان والعقول ووضع على القلوب اقفالها حتى يعيش الجنوبيون في ظلمات الجهل والفقر والمرض وتركهم قصدًا دون تنمية عقلية واهمل إعمار الإنسان والأرض بل بذر بذور الحقد ضد العرب والمسلمين وصور لسكان الجنوب ان المستعمر لهم هم العرب والمسلمين وليس الإنجليز وكذب عليهم وقال لهم: إن الإسلام دين العرب لا دين السود من الأفارقة. هذا هو منطق الصليبيين في كل زمان ومكان. لا تخفى هذه الحقيقة عن كل من يقرأ تاريخ الاستخراب الذي نسميه جهلاً الاستعمار. حقد خسيس في كل الميادين، في الميدان السياسي وتزوير للحقائق يجعل الحق باطلاً والباطل حقًا. لقد بدأ الغرس الخبيث يؤتي اكله حنظلاً وعلقمًا فبدلاً من ان يشكر الشمال الذي انعم عليه بدولة مكن فيها الاقلية المسيحية الحاقدة على رقاب الجنوبييبن دون ادنى التفات للمسلمين الجنوبيين الذين هم ثلث السكان وفق الاحصاء السكاني الاخير وبدلاً من الشكر الذي لا يعرفه الا الاحرار وبدلاً من العيش في سلام مع الذين احسنوا اليهم وبدلاً من ان يشعر بطعم الكرامة والحرية ابى الا ان يكون حاقدًا محاربًا يُخرج الأحقاد التي غرستها الإرساليات التنصيرية ظلمًا وجورًا وبهتنانًا. الأحقاد معروفة لكن الأطماع غير مفهومة الا على حال واحد هو ان هذا الرجل وظف نفسه ومن معه لخدمة اطماع اليهود والنصارى في افريقيا. سلفا كير يعتبر دولته كدولة اليهود بلا حدود مرسومة معترف بها دوليًا فيخرج علينا بخرائط كل يوم ضامًا مناطق جديدة لدولته الوليدة أهذه اطماع الجنوب ام اطماع اليهود وخدمهم النصارى البروتستانت على وجه الخصوص. والادهى والامر بل والمضحك حقًا ان هذا الأمي الجاهل في كل ميدان ردد كالببغاء ما يملى عليه بكرة واصيلاً من سادته اليهود الذين مكن لهم في ارض الجنوب. آخر ما نطق به جهلاً وغرورًًا ان دولة الجنوب لن تسمح للاسلام ان ينتشر او يتمدد في افريقيا. هل هذه رغبة اهل الجنوب ام رغبة الكفار الذين يوظفونه وهم لا يريدون بالجنوبيين خيرًا انما يريدون استرقاق العباد واستغلال البلاد. سلفا كير ببلاهته وتصرفاته غير المحسوبة يريد ان يصبغ حروبه التي يشعلها ضد المسلمين بصبغة دينية استجابة لرغبات الأسياد الذين تحركهم طبائع واحدة وتحدوهم غاية واحدة هي اجتثاث الإسلام من جذوره تلك غاية الخلف والسلف من اتباع موسى وعيسى عليهما السلام وهما بريئان كل البراءة من آثام الأتباع الجهلة وافعالهم القبيحة. نحن المسلمين نؤمن بعيسى بن مريم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام لقد كان عيسى كأخيه محمد عليهما السلام امينًا مخلصًا لرسالة التوحيد وحريصًا على اقرار العدالة والعفاف في الارض وما يرتكبه اتباعه باسمه هو برئ منها ولن يتحمل وزر افعالهم وقسوتهم وظلمهم للشعوب وما اروع قول شوقي : يا حامل الآلام عن هذا الورى ....... كثرت عليه باسمك الآلام سلفا كير فتح على نفسه واهله باب جهنم بتصريحاته الفجة التي هي نتيجة «عقد الضعة» والتي يعرفها علماء النفس التي هي «عقد النقص». فليسأل سلفا كير نفسه هل ثارت قبائله في الجنوب ضد الانجليز المحتلين كما ثارت قبائل «الماو ماو» في كينيا وهل قرأ تاريخ هذه الحروب بين البيض المستعمرين والسود الافارقة في روديسيا وجنوب افريقيا وسائر بلاد افريقيا السوداء او البيضاء في شمالها. الاسلام في افريقيا موجود من اقصى شمالها الى اقصى جنوبها وفي سواحلها الشرقية والغربية وفي وسطها رغم ما زرعه الاستعمار الصليبي من سموم واحقاد. بل الإسلام موجود داخل بيتك انت يا سلفا كير. الإسلام لم ينتشر في افريقيا بالسيف كما يشيع الكاذبون من المنصرين والأفاكين انما انتشر من خلال الرحلات التجارية والسياحات الصوفية رغم غياب الخطط الواعية لمد هذا الوجود بما يلزم من عمران للقلوب والابدان واعمار الأرض لإنقاذهم من الاستهداف الصليبي القذر واليهودي النجس. حاكم دولة جنوب السودان يريد ان يورد اهله موارد الهلاك بغروره وتحريكه للاحقاد لاثارة الفتن وسعيه لتحقيق اطماع المستعمرين البيض الذين يحسبون الدنيا حكرًا لهم. الطيبة التي وصلت حد الغفلة هي التي مكنت للجاهل المغرور من ارض الجنوب ولا يحسبن أحد أننا سنلدغ من جحر الجنوب اكثر من مرة ولن نؤكل بسهولة.. نعم نحن دعاة سلام وحب السلام اصيل في امتنا والإسلام يكلف المسلم ان يكون مصدر سلام اينما وجد وألا يكون مثار شر ولا ناشر فتن ولكن هل السلام هو ترك المجرم ومن يحركونه ليعيثوا في الأرض فسادًا ويفتنوا المسلمين عن دينهم. لسنا طلاب سلام رخيص وانما طلاب سلام مسلح فآية الإعداد للقوة في القرآن الكريم سبقت آية الدعوة للسلم فلا سلام لعالم فيه المستكبرون أصحاب حق الفيتو في مجلس الأمن، مجلس اليهود والنصارى، فمادام هؤلاء موجودين: فلست بخالع درعي وسيفي ........ إلى أن يخلع الليل النهار