وسطت عدد من طلاب وطالبات كلية تجارة جامعة النيلين التقت «الإنتباهة» بائعة السندوتشات المشهورة بجوار جامعة النيلين سعدية جد قدور التي كان يصطف حولها عدد من الطلاب رغبة في الاستزادة بطعامها الذي يقبل المرء عليه عند اشتمام رائحته الزكية.. سعدية جد قدور من قاطني ضاحية المربعات بأمدرمان قالت إن بداية امتهانها المهنة كانت منذ بداية التسعينيات حيث كانت تقطن بضاحية اشلاق الخرطوم وكانت تعمل في طهي «الفسيخ والقيمة والقراصة بالدمعة والتقلية والسلطات بأنواعها المختلفة» إلى أن المّ بها مرض وألحقها بالمستشفى، بعدها كانت فكرة العمل بجوار مباني كلية تجارة جامعة النيلين.. عن زبائنها تقول سعدية إن زبائنها من الطلاب والطالبات وأساتذة الجامعات والمحامين وغيرهم من عابري الطريق، وعن مدى التعامل بينها وبين الطلاب قالت سعدية إن التعامل بينها وبين الطلاب يصل إلى درجة الصداقة حيث إن كثيرًا من الطالبات بالجامعة يقمن ببوح أسرارهن لها نسبة إلى أنهنّ يعتبرنها بمثابة أختهنّ الكبيرة كما ان التعامل معهنّ يصل إلى اقصى درجة حيث إن كثيرًا من الفتيات يقمن بطرق بابها لاستدانة مبلغ من المال لتسديد رسومهنّ الدراسية نسبة لتأخر رواتب أسرهن.. وعن تكلفة السندوتش الواحد تقول سعدية بعد ارتفاع أسعار عدد من السلع قمت بزيادة تكلفة السندوتش حيث كان في الماضي يباع بأقل من جنيه أما حاليًا فقد بلغ سعره الجنيهين وذلك بعد ارتفاع سعر الكبكبي والزيت والبطاطس، غير أنها رجعت لتقول: لكني اشتري تلك المواد بالجملة وذلك يوفر عليّ جهدًا كبيرًا في ارتفاع السلع الحالي، وعن مساعدة بناتها لها تقول سعدية إنها لم تحبذ مشاركة بناتها في طهي طعام المحل بل إن مشاركتهنّ تكون فقط في تقطيع الخضروات ونقعها في الماء.. وعن الطهي تقول إنها تطبخ طعامها لوحدها، وعن مدى ثقة الطلاب في طعامها تقول سعدية إن النظافة التي تبدو على طعامها ونظافة عدتها «العفش الذي يتم فيه بيع الطعام» أدى إلى جذب مزيد من الزبائن خاصة ان شريحة الطلاب من الفئات المتعلمة والمتفهمة لمدى النظافة الصحية وأشارت سعدية إلى أن درجة المعاملة الطيبة مع زبائنها ادت الى ان يقوم زبائنها بتجهيز المحل الذي تعمل فيه قبل وصولها المحل.. وعن كثرة الزبائن الذين يأتون لمحلها من خارج الجامعة تقول إن هنالك عددًا من المحامين يأتون للاستزادة من السندوتشات التي تعملها من عمارة المحامين وان احدهم يفضل شراء سندوتشات له ولعائلته كل يوم وأن كثيرًا من أساتذة الجامعات المجاورة يفضلون طعامها خاصة ساندوتش السلطة والبطاطس التي يتم عملها، وعن مؤهلات بناتها العلمية تقول سعدية إن احدى بناتها تدرس في كلية قانون جامعة النيلين وإن ابنها الأكبر يعمل لاعب كرة وعما إذا كانوا يخجلون من عملها تقول إن بنتها التي كانت تدرس في كلية القانون بجامعة النيلين كانت في كثير من الأحيان تقوم بمساعدتها بالبيع معها في الكاشير إلى أن تأتي محاضرتها وتذهب، كما أن ابني كان يأتي إلى المحل ويجلس معي ساعات دون أن يخجل أو ينزعج من مهنتي، كما أنهما الاثنان يسعدان بعملي، وعن الفترة التي تقضيها في العمل بالمحل تقول إنها تأتي إلى المحل الساعة التاسعة صباحًا حتى الساعة الثانية حيث عشرة ينتهي الفطور مشيرة إلى أن كثيرًا من الطالبات ينزعجن إذا لم يجدن فطورًا وعن التوصية التي توصي بها صديقاتها اللاتي يمتهن المهنة تقول سعدية أوصي بالنظافة الجسمية ونظافة الأواني التي تقوم المرأة بالبيع بها نسبة إلى أن كثيرًا من المجتمع السوداني لا يفضل المرأة غير النظيفة في جسمها وأوانيها.