فكّر الثعلب ملياً في عملية إسقاط نظام كان يسيطر عليه قطيع من النعام فجمع الزراف والغزلان والفيران وضكر الوز وفحل الجاموس، وفيما يلي ننشر التفاصيل الكاملة للاجتماع السري الذي ترأسه «الثعلب»: *الثعلب: بالطبع نحن وضعنا «تدبيرا» عظيماً سيذهب بنظام جماعة النعام ويأتي بنظام شوري، يؤسس لعدالة بين البشر، وبالطبع نريد تداولاً شورياً حرًا حول هذا الأمر، والآن أُعطِي الفرصة لضكر الوز،إن شاء الله. *ضكر الوز: هذا النظام لازم يمشي ولابد من انتفاضة شعبية تقلعو من جذورو، وسوف نسقط هذا النظام، ولاسبيل لذلك إلا تحريك الشارع عبر.. *فحل القطيع«يقاطعة»: دي طبعاً أحلام ظلوط، إسقاط النظام ما نزهة أو أحلام وردية في الأوهام يا ضكر الوز، الحكاية في تقديري تحتاج إلى: سبع خطوات، وسبعة ترتيبات، حتى لا نصطدم بالسبع المنجيات، وحتى نعزز السبع المهلكات لنظام جماعة النعام.. لذلك أنا أرى أن الواجب علينا أن نعمل على إصلاح النظام وليس إسقاطه. *الثعلب: أنا الذي صنعت هذه الجماعات من النعام، وأعرف كيف يفكرون، ومماذا يخافون ... «يضحك»، وأين ينامون...«يضحك» وماذا يأكلون...«يضحك»، وأين يستثمروووون ...«يضحك».، لذلك لا حوار مع هذه الجماعة، ولا شراكة، ولاتفاهم، ولا إصلاح. *ضكر الوز: أيوة دا الكلام التمام يا شيخنا الثعلب والنظام دا بِقَي يترنح، ومن المستحيل إصلاحه، قال إصلاح قال.. *فحل القطيع: نحنا في الإسقاط دي ما معاكم «دوت»، وإنت يا ضكر الوز «بتهدر باركْ ساكت»، وما بتثبت للحارة وداير تقفز بس بالزانة بدون تاريخ نضالي ولاجهادي، وأما الثعلب، فعندو مراراتو الخاصة، ومكايداتو وأسلوبه التخويفي، والتخويني.. نحنا والله ما ترلة للثعلب ولا ضكر الوز.. * الثعلب: أنت يا فحل القطيع مخزِّل، ومتردد، ومتذبذب، هكذا أنت دائماً..ههه ، تأتينا عندما يشتد عليك الخناق من جماعة النعام.. «يضحك».. ههه، ههه، وتحتمي بنا، لتخيفهم بنا، ثم تذهب لهم وتفاوض وحدك..ههه، هههه، وتتفق معهم وحدك تقبض منهم الريح وحدك...«يضحك».. هكذا أنت دائما ً، وتُلدغ من جحر النعام ثلاث ورباع وخماس وحدك.. هههه، هههه «يضحك». * ضكر الوز: أيوة كلامك صاح يا شيخ الثعلب، هوا دايما كدي، ما لاقين منو غير ينبغي وهلمّجرا، والتخزيل... *فحل القطيع: الغابة بتاعتنا دي اليوم تمر بمنعطف تاريخي خطير، والمشكلة هي وجود النعام في سدة الحكم، وسياسة الإقصاء التي مارسوها على الجميع ونحنا عشان المركب ما تغرق بينا كلنا، لازم نعمل حاجة عشان ننقذ بيها النعام أولاً ثم ننقذ بلدنا يقصد غابتنا. *الثعلب: دعها يأخي تغرق، دعها تغرق، نحنُ قادرون على السباحة، دعها تغرق بهم، ثم تلي الآية: «مما خطيئاتهم أُغرقوا فأُدخلو نارا».