تجمعت سحب تحالف كاودا الأخير وأفضت إلى هطول أمطار الحرب على النيل الأزرق قبل عدة أيام في تأكيد جديد لحديث الأمين العام لقطاع الشمال ياسر عرمان للزميلة الرأي العام قبل فترة بأن بديل اتفاق أديس أبابا سيكون حربًا تمتد من النيل الأزرق إلى جنوب كردفان وإلى دارفور، ورغم أن إعلان كاودا الذي أطلق عليه مراقبون تحالف الجنوب الجديد الداعي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بفترة انتقالية وينادي بإقرار دستور وقوانين قائمة على فصل الدين عن الدولة يبدو الحائط المناسب لتحميله باب الحرب الأخيرة، إلا أن هناك مسببات دعمت الإعلان عن قيام الحرب بالدمازين ممثلة بحسب قيادات بالجيش الشعبي في الولاية في عامل صرف المرتبات بعملة دولة الجنوبالجديدة للجنود بعكس الاتفاق القاضي بسدادها بالدولار عقب تبديل الدولتين لعملاتهما مؤخراً ويستند قيادي بالجيش الشعبي في النيل الأزرق إلى الحديث بأن وضعية القوة المسلحة صعبة للغاية بعد انفصال الجنوب مما كان بالإمكان أن يُفضي للأجواء الحالية وفق اعتقاده ويعتقد جازمًا أن تحالف كاودا ساعد بقوة في إشعال الحرب باعتبار أن المحرِّك الرئيسي للقوات بات في أيدٍ خارج المنظومة العسكرية للجيش الشعبي في إشارة إلى عرمان وعقار والحلو ويردف قائلاً «وذهبت به عقب تلقف القوة مسرعة للبحث عن سند ووجدت ضالتها في اتفاق كاودا للاستقواء بالحركات الدرافورية بغية إشعال الحرب مع الشمال كخيار أخير لنيل اعتراف بالوجود وإحياء جسد الحركة بالشمال»، ويذهب القيادي الذي طالب «الإنتباهة» بحجب اسمه لدواعٍ متعلقة بحياته إلى اتجاه قيادات قطاع الشمال مؤخرًا إلى إشعال الحرب بأي ثمن وبشتى الطرق والسبل، ويحمِّلها في ذات الوقت مسؤولية تدهور الأوضاع وقطع الطريق أمام الجنود لإيجاد سبل تسوية لقضاياهم بعد الانفصال مع الحكومة المركزية، في المقابل يقول د . علي عيسى عبد الرحمن في تحليل لموقع وزارة الدفاع السودانية إن تحالف كاودا يأتي بعد أن فشل قطاع الشمال في الالتفاف حول الوطني وذلك بعد انهيار الاتفاق الإطاري بأديس أبابا مؤخراً ليقوم قطاع الشمال مجدداً والرواية هنا لعيسى بتحريك أذرع أخرى عساه ولعله يحقق بعض المكاسب، لكن وفي سياق ذلك نعت الوطني عدة مرات إعلان كاودا الذي أسفر عن تحالف حركتي تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور ومني مناوي مع قطاع الشمال بالتوجه الخطير، وطالب رئيس الحركة مالك عقار بالتبرؤ منه والمسمى ب «الجبهة الثورية السودانية» فيما وصف القيادى بالوطني إبراهيم غندور الهدف من الاتفاق «العمل على إسقاط النظام في الخرطوم» ب «التوجه الخطير» وطالب غندور في تصريحات صحافية سابقة عقار برفع يده عنه، وقال: «الخطوة لا تدعم الحوار ولا الجوار» وطالب العقلاء من قيادات حكومة الجنوب بوقف هذه الأمور التي دمغها بالعبثية، لكن في الاتجاه نفسه نفت دولة جنوب السودان رسميًا تورطها في إشعال حرب بالنيل الأزرق، وقال وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة برنابا بنجامين ل «الإنتباهة» أمس إن حكومة الجنوب «لا يد لها» فيما يجري، مضيفًا أن الحرب الدائرة تمثل قتالاً شماليًا شماليًا، ويرى بنجامين أن دولة الجنوب لا مصلحة لها في قيام الحرب ولا تشجع عليها. ومع توسيع قطاع الشمال لدائرة جغرافية لمقاومة مسلحة جديدة يتجه القيادي بالحركة الشعبية قطاع الشمال قمر دلمان إلى القول بأن الرؤية التي تتفق عليها القوى السياسية والعسكرية المشاركة في إعلان كاودا هي إسقاط النظام رغم اختلاف الآلية بينها وبين الحل العسكري والضغط المدني، وفي ثنايا حديث دلمان يرى محللون سياسيون أن سياسات الوطني أدت لخلق تلك التحالفات بينما يتوقعون مزيدًا من تلك التحالفات المسلحة بمناطق تعاني التوتر منذ فترة، وما يعضد حديث المحللين نشر المركز السوداني للخدمات الصحفية خبرًا في العشرين من شهر رمضان يفيد بتمكُّن السلطات بولاية شمال دارفور من إفشال مخطَّط عسكري لتحالف حركات دارفور والحركة الشعبية قطاع الشمال يستهدف مناطق كلاً من كتم ومليط والصياح وكبكابية ومناطق طويلة مما يؤكد أن حديث عرمان السابق لم يأتِ من فراغ بأن الحرب ستمتد من جنوب كردفان إلى النيل الأزرق ودارفور، وأوضح المركز على لسان مصدر رفيع بحكومة الولاية أن السلطات أفلحت في إحباط المحاولة في وقت مبكر بعد أن تتبعت تحركات لمليشيا من بقايا الحركات المسلحة التي كانت تتخذ من منطقة بريدك شمال غرب أنكا مرتكزاً لها لترتيب أمر تحركاتها وتوجهاتها.