في هذا العمود الصحفي الذي أناقش فيه السيد جادين عبيد مهنا كوشيب أمير إمارة أولاد كامل بالخرطوم.. اللقاء دافع فيه كثيرا ً ورد فيه على من يقولون إن النظام الأهلي هو بعض من بقايا المستعمر وبالتالي احتج الأمير جادين على الذين يقولون إن الإدارة الأهلية لاتنفك كثيرا ً عن قيد وأغلال الحكومة. كما قال الأمير جادين أمير أولاد كامل بالخرطوم: إن الإنقاذ التي زعمتم انها فككت أوصال القبيلة ونظامها الأهلي من نظارات الى امراء كثر، هذا قول فيه خطل ٌ كبير .. فماتزال القببيلة بحسب جادين تحافظ على مكانتها الرائدة وسط قواعدها وماتزال تحافظ على نسيجها الاجتماعي .. هنا صياغة ٌ لهذا الحوار .. ذكر جادين ان امارة اولاد كامل بالخرطوم والتي هو على رأسها تعتبر إمارة جديدة وحديثة بالخرطوم وهي مكملة للإدارة الإهلية بالخرطوم. وهي لاتنفك عن إمارة أولاد كامل والتي تحت قيادة أمير أمراء المسيرية الأمير مختار بابو نمر بديار المسيرية. واضاف في رده ان هذه الامارة في الخرطوم تعمل تحت رعاية السيد رئيس الملتقي العام للإدارات الأهلية بالسودان الشيخ موسى إسماعيل محمد هاشم. وهي إمارة ٌ كما ذكر في حواره مع «الإنتباهة» تتمدد حول محليات وأرياف ولاية الخرطوم. سألت الأمير جادين عن القول بان أمراء الإنقاذ أصبحوا مسيسين وأنهم ينفذون أجندة المؤتمر الوطني مما يتعارض بلاشك مع مطالب الاهالي والقواعد العريقة والعريضة لهذه الإمارات؟ قال: لا أستطيع النفي تماماً.. ولكن الاستجابة لمثل هكذا ضغوط إذا كانت موجودة ً في الأصل .. تنحصر فقط في سيكلوجية رجل الإدارة الأهلية المعين ومدى قابليته لمثل هكذا إغراءات سياسية من عدمها. أضاف ان رجل الإدارة الأهلية لابد أن يكون نزيهاً عفيفاً لاتشوبه اي ريب وظنون.. قلت : ولكن أخي الأمير أعرف كثيرين من الأمراء هم الآن قد تسيسوا... أجابني / البعض تسيس ربما لتمرير أجندة قبيلته.. ومثلما قلت ان ذلك يتوقف على كريزما وسيكلوجية رجل الإدارة الأهلية.. فليس للإدارة الأهلية قانون! وفي محور رده على سؤالنا حول مدى تأثير تعدد الأمراء في القبيلة الواحدة، ذكر الأمير جادين كوشيب أمير إمارة ألاد كامل بالخرطو م.. أنه لا شك ان تعدد الأمراء الذي بدأ بإنهاء نظام النظارات الذي أتت به ثورة الإنقاذ في بواكير عمرها، أن هذا التعدد قد يؤثر في إزدواجية اتخاذ القرار داخل القبيلة الواحدة.. وكشف الأمير جادين وبعض ٌ من مستشاريه أن نظام تعدد الأمراء هذا لم يكن إلا في داخل قبيلة المسيرية !.آخذين مثالا ً لذلك بإمارة «حمر» بفتح الحاء .. انها تنضوي تحت إمارة أمير ٍ واحدٍ .. سألته .. إذن لماذا يتعدد الأمراء في قبيلة المسيرية دون سواها؟ قال: إن ذلك يعود إلى أبنائنا السياسيين.. قال إن لهم يدًا في ذلك.. وختم الأمير جادين حواره القصير معنا بقوله إن تهميش الإدارة الأهلية أدى إلى تفلت الأمن ودعا رجالات الإدارة الأهلية الى الالتفات إلى هذا الأمر. ذكر أيضًا أن موقفهم من اتفاقية أديس أبابا بخصوص ابيي كان مبهماً وأنهم لايدرون أين تتمركز القوات الإثيوبية .. أهي داخل حدود لاهاي أم داخل حدود 1956. أكد لنا في ختام حواره أنهم يرتبون زيارات للمنطقة لوضع معالجات لأوضاع التفلتات الأمنية بظهور جرائم بدأت تظهر فجأة ودخيلة على المجتمع.. في إشارة ٍ إلى ذلك الرجل من البقارة الذي قُتل ثم حُرق.