تعد الجالية السودانية من أكبر الجاليات العربية الموجودة في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي دفع الكثيرين من المغتربين هناك إلى فتح مقاهٍ ومحلات تجارية سودانية وفي أشهر الأحياء التي يوجد فيها السودانيون، وحسب الكثافة السودانية وهي غبيرة .النسيم «شرق الرياض»، وكان أحد الصحفيين السعوديين أجرى تحقيقًا صحفيًا مع السودانيين وأهم المناطق التى يوجدون فيها، ونشير هنا إلى أبرز ما جاء في ذلك التحقيق الذى تناول العديد من آراء السودانيين هناك، ولهذا يوجد سودانيون منتشرون في جميع أحياء الرياض حسب مواقع عملهم.. أشهر هذه المحلات هو المقهى السوداني الواقع في حي الناصرية، الذي يصفه كل من مر به وكأنه أحد المقاهي أو المحلات في السودان، فيقول عبد المنعم عثمان «مغترب سوداني يسكن الرياض» ل «الإنتباهة» إن هذه المحلات تشعرك وكأنك في السودان حيث تنطلق العبارات واللهجات السودانية، والبث الأثيري للفضائية السودانية يلهب مشاعر الموجودين في هذه المحال التي ترتسم فيها لوحة فنية شعبية سودانية تلك هي حقيقة ما نشاهده في حي الناصرية «وسط الرياض»، والذي يذهب إلى هناك لن يجد في المقهى سوى العاملين أو الزبائن من أبناء الجالية السودانية، الذين يجتمعون بشكل يومي في ذلك المقهى من جميع أرجاء الرياض، خصوصًا في الفترة المسائية وتحديدًا بعد صلاة المغرب، وهو الوقت الذهبي في ذلك المقهى، وعندما تنظر في القائمة الخاصة بالطلبات لا تجد سوى المشروبات السودانية مثل: اللبن الحليب، والحلبة باللبن الرائب والقهوة السودانية التي تقدَّم بالإناء الخاص الذي توضع فيه مثل هذا النوع من القهوة، ويوحي تصميم هذا المقهى بقدم وجود العمالة السودانية في المملكة حيث يتجاوز عمر هذا المقهى نحو ال «15» عامًا، وهي المدة التي قضاها في لم شمل أبناء الجالية السودانية في مكان واحد. ويرى الأستاذ عبد القادر آدم مدير المقهى، أن الغرض الأساسي من افتتاح هذا المقهى هو إيجاد مكان مخصص لأبناء الجالية السودانية حتى يقضوا فيه أوقاتًا ممتعة بعضهم مع بعض، بعيدًا عن هموم العمل والغربة، لافتًا إلى أن المقهى بات مقصدًا للعديد من أبناء السودان من شتى أرجاء الرياض، وأضاف أن عدد الزبائن الذين يترددون على المقهى بشكل يومي يقدَّر عددهم بحوالى «150» شخصًا في أقل الأحوال، مبيناً أن المقهى يفتح أبوابه يوميًا من الساعة «6» صباحًا حتى الساعة «9» مساء، وذلك من أجل استقبال الزبائن الذين يبحثون عن لمّ الشمل وتبادل أطراف الحديث التي غالبًا ما يطغى عليها البسمة والأحاديث الطريفة. وفي تحقيق صحفي أجاره الزميل أيمن مبارك أبو الحسن لشبكة ديارنا «الإلكتروينة السودانية» التي تصدر من الرياض موضحًا عدد من المناطق داخل المملكة العربية السعودية تطبعت على المزاج السوداني الخالص خاصة شارع غبيراء العام الذي يقع وسط حي غبيراء حيث أصبح هذا الشارع الذي لا يتجاوز طوله «3» كيلومترات تقريباً النبض الحقيقي للحياة السودانية في المهجر بكل تفاصيلها وأبعادها، فالمطاعم السودانية على طول الطريق حيث مستلزمات المرأة التقليدية المختلفة من عطور وملابس وغيرها، صوالين للحلاقة السودانية، بل إن الشارع أصبح مكاناً مشهودًا ومتكأً للمسافرين والقادمين، ووكالات السفر والسياحة، منتشرة ومركز الباصات التي تنطلق صوب الوطن حاملة في بطونها أبناءه الذين تغربوا عنه بحثاً عن لقمة عيش، أو تفريجًا لهم، أو طمعاً في الحصول على فائدة من فوائد السفر الخمس... ورغم أن منطقة غبيرا لم تُذكر كثيرًا في التاريخ السعودي إلا أن السودانيين ومن خلال تمركزهم فيها صنعوا منها تاريخًا جديد للحياة الاجتماعية في بلاد المهجر، ولكن هذه المنطقة ربما كانت جزءاً من منفوحة التي تأسست قبل الإسلام بقرون عديدة.. وكثير من الحقائق التي يدلي بها السودانيون القادمون من السعودية يتحدثون عن أساليب وسلوكيات سودانية بحتة في العديد من المناطق السعودية خاصة تلك التي تمتاز بالكثافة العالية من السودانيين فمثلاً البعض ينظر لمدينة جدة السعودية وكأنها الفاشر أمدرمان أو الفاشر أو مدني لأن الطابع الاجتماعي والاستهلاكي هنا سوداني من الدرجة الأولى، هكذا يقول السودانيون في المملكة.