كتب القيادي بالحركة الشعبية لوكا بيونق مقالة بعنوان «المفاوضات بين السودان وجنوب السودان.. التوقعات» نشرها موقع سودان تربيون أشار فيها لاختلاف المحادثات الجارية الآن بأديس أبابا عن غيرها من جولات التفاوض التي خاضها البلدان مؤخرًا لجملة أسباب أهمها أن هناك سقفًا زمنيًا ملزمًا لكلا الطرفين للوصول إلى إيجاد حلول لجميع القضايا العالقة كما أن المجتمع الدولي بأسره يراقب عن كثب سير المفاوضات هذا فضلاً عن أن مجلس الأمن والذي سوف يطلع كل أسبوعين على سير المفاوضات وتنفيذ خارطة الطريق التي اعتمدها الاتحاد الإفريقي الأمر الذي يلزم الطرفين بالجدية والاستعداد لقبول النتائج كيفما جاءت في وضع تتفوق فيه الخرطوم دبلوماسيًا على جوبا التي فقدت التعاطف الدولي بسبب وقف ضخ النفط والهجوم على هجليج لدرجة جعلت أصدقاء الجنوب داخل مجلس الأمن غير قادرين على الدفاع عن الجنوب والحديث للوكا تجاة سيل الاتهامات التي قدمها السودان ضده، وقال أسَرّ لي أحد الدبلوماسيين في نيويورك قائلاً: هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها السودان الدولة الأقل شعبية عالميًا تكسب تعاطف واهتمام المجتمع الدولي، وبالرغم من الجهود التي بذلتها جوبا لتثبت أنها دولة تحترم سيادة القانون وقرارات مجلس الأمن من خلال سحب قواتها من أبيي وتقديم حجج تثبت أن هجليج منطقة متنازع عليها وإعلان موافقتها على تطبيق خارطة الطريق التي وضعها الاتحاد الإفريقي والانخراط مع الخرطوم في مفاوضات دون إبداء شروط مسبقة إضافة إلى الجهود الدبلوماسية وعلى رأسها زيارة الرئيس كير للصين إلا أن الجنوب يواجه تحديات خطيرة تعتر ض موقفه التفاوضي مع السودان وذلك أن جوبا وهي تشارك في هذه المفاوضات تشعر بغاية القلق تجاه التحديات الاقتصادية سيما بعد الصورة القاتمة التي رسمها البنك الدولي في تقريره الأخير والذي حذر فيه من انهيار وشيك للاقتصاد بالجنوب هذا فضلاً عن شبح المجاعة التي تلوح على الأفق وذلك أنه في الوقت الذي احتفل فيه الجنوب بالذكرى الأولى للانفصال كان نصف سكانه يعانون ويلات المجاعة ونقص الغذاء إضافة إلى عجز الحكومة في الحد من فاتورة الأجور وتكاليف التشغيل ونضوب الاحتياطي القومي من العملات الصعبة الأمر الذي اضطر معظم الجهات المانحة إلى تحويل المساعدات الإنمائية إلى مساعدات إنسانية ويصطف الآن المواطنون بالجنوب في محطات الوقود بسبب عدم كفاية الوقود المعروض كما وصلت نسبة التضخم إلى مستويات خطيرة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بدرجة لا يمكن للمواطن تحملها بعد أن أدرك أن راتبه لا يساوي شيئًا وقد تفاقم هذا الوضع بسبب الحرب الاقتصادية التي اعتمدها السودان ضد دولة الجنوب بقتل وتجريم التجار الذين يقومون بتهريب البضائع للجنوب كما أن فريق التفاوض الذي يرأسه باقان اموم يضم تقريبًا كل الوزراء المعنيين بإدارة الأزمات الأمر الذي يثبت أن جوبا قد وضعت كل آمالها في هذه المحادثات. ونظرًا لحاجة البلدين لتخفيف الضغوط السياسية فمن المرجح أن يصلا إلى اتفاق بشأن القضايا العالقة حيث سيتبنى السودان إستراتيجية للفوز بثقة الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن كما أنه من الأفضل للجنوب الذي أبدى قلقه إزاء وساطة الاتحاد الإفريقي إيجاد حل ودي لجميع القضايا المعلقة في غضون الثلاثة أشهر وتقليل فرص تحكيم اللجنة في القضايا التي ستصب في صالحهم حال تم حسمها من قبل الاتحاد الإفريقي دون تدخل جهات أخرى، كما أنه من الصعب للغاية التنبؤ بنتائج هذه المحادثات فإنه وهناك فرص جيدة في هذه الجولة من المحادثات للتوصل إلى حلول ودية لجميع القضايا المعلقة عن طريق الاستفادة من الدعم السياسي الذي يتمتع به المبعوثون الخاصون لدول مثل الولاياتالمتحدة والصين والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والذين يحظون بثقة الطرفين.