وحدة الحفير بالولاية الشمالية التابعة لمحلية دنقلا يبدوا أنها ستدخل التاريخ من أوسع أبوابها بسبب ما تكتنز أراضيها من معادن نفيسة أكثرها أهمية هو معدن الذهب وفي الآونة الأخيرة طفت على السطح بعض الخلافات بين الجهاز السياسي في الوحدة ومعتمد محلية دنقلا الدكتور الفاتح حسين بسبب ما سمته تلك القيادات تهميش الوحدة في جانب الخدمات بالإضافة للخلافات في عملية تنظيم التعدين الأهلي للذهب بمنطقة «القعب» غرب دنقلا. ويرى سامي محمد محمود رئيس المؤتمر الوطني بوحدة الحفير أن المشكلة بدأت عندما تم اكتشاف موقع جديد للتنقيب عن الذهب بوحدة الحفير منطقة «القعب» مشيرًا إلى أن الأجهزة السياسية والتنفيذية بمحلية دنقلا بدأوا في وضع الإجراءات بالموقع دون وضع أهل المنطقة في الصورة إضافة إلى إسناد رئاسة اللجنة لشخص من خارج المحلية، مضيفًا أن هذا الإجراء جعل المكتب التنفيذي للحزب بالمنطقة يجتمع بواسطة نائب رئيس الحزب حيث قرر الاجتماع رفض اللجنة التي تم تكوينها، وقاد الحزب احتجاجًا إلى أن تدخلت حكومة الولاية وتم سحب اللجنة التي تكونت، وأضاف: أن أول مطلب لنا في هذه القضية هو المطالبة بالانفصال من محلية دنقلا، وأوضح رئيس المؤتمر الوطني بوحدة الحفير في حديثه ل «الإنتباهة» أن هذا المطلب سببه التهميش الذي تعاني منه الوحدة من حيث عدم إيصال الكهرباء للمنطقة وعدم سفلتة الطريق بين الوحدة والمحلية، إضافة إلى عدم منح الوحدة وظائف في التعليم «الإحلال» وعدم مد الوحدة بكوادر في الصحة مشيرًا إلى أن أي دعامة في المنطقة أنشئت بواسطة العون الذاتي، وذكر أنهم في الوحدة رفعوا مذكرة كاملة تحتوي على المشكلات للمعتمد إلا أنهم لم يجدوا استجابة. وأوضح أن استخراج معدن الذهب بالمنطقة يمكن أن يستمر لأكثر من عشر سنوات قادمة، وأبدى سامي تخوفه من الناحية الأمنية في ظل وجود المنقبين الذين يصل عددهم إلى ستة آلاف شخص مشيرًا إلى أنهم ليس لديهم أي خلافات داخل الحزب، وإنما المطلب الأساسي بالنسبة لهم هو الانفصال من محلية دنقلا مشيرًا إلى أن الدائرة «10» منطقة الحفير كانت دائرة استثنائية في الانتخابات الأخيرة، وتنافس في الدائرة «10» من المستقلين ولم يفذ واحد منهم، كما شهدت الدائرة ترشح الوالي الأسبق ميرغني صالح غير أن قيادات المنطقة فوّزت جميع مرشحي المؤتمر الوطني وهذا ما يدل على الوقفة القوية من أبناء الوحدة مع أطروحات الحزب وهم بذلك يستحقون التكريم لا التهميش حسب تعبيره غير أن الدكتور الفاتح حسين معتمد محلية دنقلا أوضح في حديثه ل «الإنتباهة» أن وحدة الحفير من الوحدات التي تنتظم فيها العديد من الخدمات التنموية وأولها بداية العمل في طريق «دنقلا مكجور» بطول «60» كيلو مترًا، وتم تنفيذ حوالى «20» كيلو وهو طريق خدمي زراعي في المقام الأول كما تم التعاقد مع شركة زادنا والتي ستبدأ العمل في غضون الأسبوع القادم في طريق «دنقلا أرقين» بنظام «البوت» مشيرًا إلى أن وحدة الحفير شهدت في الفترة الماضية توصيل شبكة مياه لأكثر من سبع قرى شملت «كوبان الحفير أكد شمال» كما أن العمل يجري لتحويل محطة سروج إلى محطة نيلية، وقال: إن مشكلة الكوادر الصحية هي مشكلة عامة في الولاية ولا تعاني منها وحدة الحفير فقط وأكاديمية العلوم الصحية ستخرج الكوادر التي ستسد النقص، مشيرًا إلى أن المحلية سيّّرت عددًا من القوافل الصحية التي أسهمت في عملية العلاج بصورة كبيرة في المجال الطبي.. كما أن المحلية وبتنسيق مع المنظمات نفذت عددًا من البرامج الصحية بمستشفى «مشوا والقعب» مشيرًا إلى صيانة عدد من المدارس بمنطقة «القعب» التابعة لوحدة الحفير، ويضيف معتمد دنقلا أن المجال التعليمي في الوحدة يجد حظه من الاهتمام والدليل على ذلك النتائج الطبية التي حققتها وحدة الحفير في النتائج الأخيرة لمرحلة الأساس وتفوقها على بقية الوحدات وهذا يدل على أن هذا القطاع يجد حظه من الاهتمام والرعاية.. وأضاف لا يوجد أي نقص في كوادر التعليم بوحدة الحفير وتم سد النقص في المعاينات الأخيرة بنسبة «100%» ولأول مرة قمنا بتعيين أكثر من «70» معلمًا ومعلمة، وحول مطالبة رئيس المؤتمر الوطني بالحفير بالانفصال من محلية دنقلا أوضح معتمد دنقلا أن المعتمد ليس له الحق في الاعتراض أو الرفض حول هذا الطلب مشيرًا إلى أن هذا يتم وفقًا لقانون الحكم المحلي ووفقًا لشروط محددة فإذا انطبقت الشروط ليس للمعتمد حق الرفض أو الاعتراض.. وحول وقفة أعضاء الحزب بوحدة الحفير في الانتخابات الأخيرة مع أطروحات المؤتمر الوطني أوضح الفاتح أن الحزب عبارة عن مؤسسة وليس بضاعة تباع وتشتري والذي يقف مع الحزب لا يمن بوقفته تلك لأن الحزب عبارة عن مبادئ مشيرًا إلى أن وحدة الحفير نالت حظها من التنمية سواء في المجال الزراعي عن طريق «كهربة» المشروعات الزراعية أو تطهير القنوات والترع.