في مجتمعنا السوداني توجد العديد من الأسر التي تتكون من أكثر من زوجة بعضهن يعشن مع بعض في نفس المنزل والبعض الآخر تعيش كل واحدة منهن في منزل منفصل، أيضاً العلاقة بينهن متفاوتة ما بين تقبل الزوجة الثانية ورفضها لكن هنالك الكثير منهن تقبلن فكرة العيش بسلام مع بعض بل ذهبن لأكثر من ذلك فبعضهن بالرغم من عدم وجودهن بمنزل واحد لكن بينهن علاقة يسودها الاحترام ويتبادلن الزيارات والهدايا، والبعض الآخر يعشن في منزل واحد ويتعايشن بسلام دون مشكلات.. في هذه المساحة التقينا عددًا منهنّ وحكين لنا عن واقع حياتهنّ كما أخذنا رأي اختصاصي نفسي لمعرفة كيف يمكن تقبل فكرة وجود زوجة ثانية والتعايش معها بسلام. علاقة يسودها الاحترام تقول منى/ زوجة ثانية: منذ أن تزوجت اتصلت على الزوجة الأولى لزوجي وباركت لي وكنت بصراحة متخوفة منها وفي قرارة نفسي كنت أنوي ألا تكون بيننا علاقة من أي نوع لكن بعد أن تقابلنا باركت لي الزواج وقالت لي إن كل شيء قسمة ونصيب بل ذهبت لأبعد من ذلك بقولها «ربي لي واربي ليك»، وبعدها تبادلنا الزيارات علمًا بأننا نسكن كل واحدة في حي بعيد عن الآخر، وعندما كانت ذاهبة للحج ذهبت لها وأخذت معي هدية وعندما رجعت من الحج جلبت لي الهدايا وبعدها صارت العلاقة بيننا سمن على عسل وحتى أبناؤها يزوروني وهم على علاقة طيبة جداً معي ويحترمونني كلهم، وحكت لي ذات مرة أنها لو سمعت كلام الناس لكانت خربت بيتها حتى إن الناس قالوا عنها إنها مجنونة لكن بالعكس نحن تفهمنا بعضنا البعض حتى عندما يكون زوجنا خارج المدينة نزور بعضنا على مستوى الأسر الكبيرة فقد زارتني مع والدتها ورددت الزيارة بالمثل فالحمد لله العلاقة بيننا طيبة جداً ونتمنى أن تدوم على هذا الحال. عيش بسلام وتقول أم كلثوم: نسكن أنا وضرتي في منزل واحد وكان المنزل في البداية يخصني أنا وأولادي لكن شاءت الظروف أن أتت الزوجة الثانية لتسكن معي في منزلي، رحبت بها وتركتها تختار الغرف التي تريدها وعشنا بسلام نساعد بعضنا البعض في المعيشة وتربية الأولاد والحمد لله الآن معظم أولادنا وبناتنا تزوجوا وأنجبوا. سمن على عسل تقول «ن» والتي فضلت حجب اسمها: كنا صديقات وتزوجنا رجلاً واحدًا ونحن الآن نعيش في أحسن حال في منزل واحد وأنجبنا عددًا من البنات والأولاد لم يحسوا في يوم من الأيام بأننا «ضرات» وإنما يطلقون علينا الاثنتين ماما أولادها وأولادي، ونحن نتعامل مع بعض كالأخوات ونربي لبعضنا البعض فإذا شاءت الظروف وكانت واحدة خارج المنزل لقضاء بعض الحاجيات أو لزيارة أهلها أو لزيارة بعض أقاربها تقوم الأخرى برعاية أبنائنا الاثنتين وإذا كانت هنالك مناسبة تخص أهل زوجنا نقوم بزيارتهم مع بعض والحمد لله العلاقة بيننا سمن على عسل ونسأل الله أن يديم بيننا المودة والرحمة. عدم تقبل للأخرى وبالمقابل حدثتني صديقتي والتي فضلت حجب اسمها أنها الزوجة الثانية وأنها حاولت بشتى الطرق أن تتعامل مع ضرتها بطريقة جميلة حتى تكسبها لكن الأخرى كانت تنفر منها ولم تتقبل فكرة زواج زوجها من أخرى بالرغم من أنهما تعيشان كل واحدة في منزل منفصل وفي حيين بعيدين بعضهما عن بعض. نصائح يوضح د. عمرو مصطفى «اختصاصي نفسي»: أولاً يجب أن تتقبل الزوجة فكرة أن لديها ضرة ويجب أن تتقبل هذا الواقع ويجب أن تفكر كيف تستفيد من هذه الزوجة، فالموضوع مرتبط بالتفكير لدى الزوجة ونظرتها لهذا الزواج الثاني، فإذا فكرت فيه تفكيرًا إيجابيًا يمكن أن تجد مبررات إيجابية تخلق من خلالها علاقة جيدة مع ضرتها، مثلاً إذا كانت تنوي الخروج من المنزل تترك أولادها مع الأخرى، وإذا كانت لديها مشكلة تحكيها لها، فكلما كان التفكير إيجابيًا استطعن العيش بسلام وكلما كان التفكير سلبيًا سوف تخلق مشكلات كثيرة، وكلما تدخلت الوسائط تعقد الأمر، وكل تصرف من الأخرى تراه تهديدًا لها ومكانتها وزوجها فبعد ذلك تحدث المشكلات. المنافسة تخلق العدوانية ويضيف د.عمرو: الرسالة الثانية التي أريد توجيهها للزوجات أن لا تكون العلاقة بينهن منافسة فذلك سوف يجعل الزوج يسأم منهما الاثنتين لأن ذلك سوف يخلق عدوانية بنسبة 80 90% فنرجو أن لا تكون العلاقة علاقة منافسة أو ندية وإنما علاقة أخوية وكل واحدة تبذل للأخرى في فعل الخير وتقديم أفضل ما عندها فذلك أفضل من اللائي يتنافسن ويجب أن يتنافسن في تقديم أفضل ما عندهن لبعض فذلك أفضل من التنافس في الصراعات والمشكلات، أيضاً دور الزوج مهم ويجب أن يكون وسيطًا محايدًا لتقديم الاستقرار الأسري لأنه القاسم المشترك والميزان الذي يجب أن يزن المواضيع فلو أن إحدى الزوجات غضبت من الأخرى يحاول أن يرضيها ويحاول أن يوفق بينهما الاثنتين فلو لم يكن حكيمًا في وزن الأمور يمكن أن يدمر لهن حياتهن.