لأول مرة أجد نفسي عاجزة عن الكتابة والتعبير وأنا في حضرة إحدى حالات القلوب الرحيمة.. طلبت مني زميلتي سعاد حامد أن أستمع لهذه الحالة بالرغم من تعلقي بمهام أخرى غير هذه الصفحة الحبيبة، قصدت معها استقبال الصحيفة حتى أجلس مع المريض المعنى، لكن حينما رأيت الطفل إبراهيم الذي يبلغ عشرة أعوام ألجمتني الدهشة وسرت في جسدي قشعريرة وأنا أتطلع لوجهه الذي غطى الورم على كل ملامحه البريئة، لأول مرة أهرب من الحديث مع حالات (قلوب رحيمة) انسحبت تدريجياً خاصةً بعد أن علا صوته باكياً وطلبت من جده (جمعة جودة) أن يرافقني حتى يحكي لي ما لاقى هذا الطفل من وخزات الزمان. قال لي جد الطفل المكلوم إن حفيده إبراهيم الذي يدرس بالصف الثالث الابتدائي يعاني من سرطان في الحلق تم اكتشافه قبل حوالى أربعة أشهر ومن هنا بدأت معاناته، أسرته تنتمي لمدينة النهود بغرب السودان وأتت إلى الخرطوم لأجل البحث عن أمل العلاج، ترك الصغير أهله وأنداده بمنطقته علَّه يجد علاجاً شافيًا يخفف أوجاعه، لكن ظلت آلامه تتزايد خاصة بعد أن وقفت التكاليف سداً منيعاً أمام توقعاته في النجاة من هذا المرض العضال، فأسرته تقاسي وهي تحاول أن تجد ثمن الجرعات الكيميائية بجانب تغيير الصفائح الدموية بصفة دورية، زد على ذلك تكاليف الترحيل من مقر المستشفى وإليه بجانب المعيشة، كل هذه الظروف جعلت أيادي الأسرة مكبَّلة بحديد وهي ترى ابنها الصغير يذبل رويداً رويدًا. سألت جد الطفل: ولماذا يصرخ إبراهيم بهذه الصورة؟ أجابني والحسرة تكاد تقطع أوصاله: لم يتناول الطفل جرعتين ولم نستطِع أن نوفر له تكاليفها وبسبب ذلك اشتد عليه الألم، وهكذا يبكي كلما غلبه الألم.. صمت لبرهة! وقلت في قرارة نفسي: (هذا المرض اللعين لا يتحمله كبار السن فكيف بهذا الطفل ليّن العود! أنداده يلعبون ويدرسون أما هو فقد كُتب عليه أن يتصارع مع ويلات المرض وحيناً مع وخزات الفقر والحاجة).. قلت ذلك وأنا أعلم أنه قدره المحتوم الذي لا مفر منه، ومصيره المكتوب الذي لا بد أن يعيشه، لكن بإمكاننا أن نخفف عنه ولو القليل من كل هذا الرهق المضني، فقط إذا تمكنا من توفير الجرعات له وضمنا له وجباته الغذائية. هذه صرخة عاجلة لكل أهل الإنسانية في بلدي: تعالوا معاً ندعم هذا الطفل البريء ولو بالقليل حتى نبث فيه الأمل من جديد ولكي نتقاسم الأجر سوياً.. لكل من فاض عليه ولو «جنيهًا واحدًا» نرجو إرساله لدعم الحالة، والله من وراء القصد.. أرملة وتسعة أبناء يحتاجون للرحمة عائشة أرملة توفي زوجها وترك لها تسعة أبناء بمراحل تعليمية مختلفة تعيش ظروفًا قاهرة وفقرًا مدقعًا تعيش في منزل بالإيجار وتم طردهم وأصبحت تتنقل في بيوت الجيران، بالإضافة إلى أن أحد أبنائها يعاني من مرض نفسي لا تستطيع أن تخرج للعمل وتتركه مع إخوته ويتعاطى أدوية شهرية تصل قيمتها إلى «350» جنيهًا. هذه الأم جفت دموعها وهي تشكي من ضيق ذات اليد ومتطلبات الحياة ولا تملك غير أن تدعو الخيرين وذوي القلوب الرحيمة لمساعدتها حتى تربي أبنائها بالحلال ويعيشوا حياة كريمة.. فمن يستجيب لندائها. نداء الواجب لأهل العطاء مجموعة من المسنين يزيد عددهم على الأربعين قست قلوب أبنائهم فأصبحوا كالمشردين يحتاجون إلى ملابس صيفية «جلاليب وعراريق وملايات» إذا ازدحم دولابك ببعض الملابس القديمة فهنالك من يحتاج إليها بالإضافة لاحتياجهم للصابون وبعض العطور والمعجون، والله لا يضيع أجر المحسنين. معسرة من يفرِّج عنها كربتها غادة استدانت مبلغ «4200» جنيه لظروف أسرية قاهرة وحتى تستطيع أن توفر لأسرتها قوتها بمشروع يعينها على ذلك ولكنها تعسرت في السداد لتواجه أمرًا بالقبض والسجن وهي تعول أسرة ستضيع إن دخلت السجن غادة وأسرتها يناشدون الخيرين لمساعدتها. فقط سقف لغرفة حليمة من أسرة أعياها الفقر وهد جبال الصبر التي تسندها استطاعت أن تبني غرفة تستر بها أسرتها من الحر والبرد ولكنها وقفت عاجزة الخيرين توفيره لها حتى تستقبل فصل الخريف باطمئنان فمن لها.