تعتبر الجاليات السودانية من اوائل الجاليات في المناطقة العربية وهي الجاليات التي بادرت في تأسيسها المنظمات لتحقيق لمّ شمل المغتربين، وكانت وهذه المنظمات في بداياتها عبارة عن اندية بأسماء بعض القبائل للتلاقي والتسلية والترفيه قبل ان يكون لها دور اجتماعي او ثقافي ورياضي، وبمرور الوقت تطورت هذه الأندية حتى اصبحت في شكل منظمات وجمعيات بمفهوم اوسع تضم تحت لوائها عددًا كبيرًا من السودانيين بالخارج دون اعتبار لقبيلة اومنطقة فكانت اتحادات الجاليات في العواصم والمدن الكبرى والروابط التي تتبع لها في مختلف المناطق ولا شك ان المنظمات والجمعيات والجاليات تقوم بدور كبير ومهم، كما ان الحاجة لهذه المنظمات والجمعيات في تزايد كبير وفق دورها واسهامها على المستوى السياسي او الاجتماعي او الثقافي. وفي المنحى ذاته قال ممثل جمعية الاطباء السودانيين بالمملكة العربية السعودية الدكتور عوض عبد الباقي ان الجمعية تضم اكثر من «1219» طبيبًا منتشرين في كافة انحاء المملكة موضحًا ان رسالة الجمعية تركز على الجوانب الاجتماعية مبينًا ان هناك رباطًا قويًا يجمعهم مع جهاز المغتربين وذلك في سياق التنسيق وفتح الابواب مع المؤسسات الاخرى لتقديم الدعم للمجتمع السوداني لافتًا الى ان عمل الجمعية طوعي وخيري مبني في الاساس على التبرعات الخيرية بجانب التكافل بين الاطباء، وعبر هذه البوابة قدمت الجمعية العديد من المساهمات للسودان. ولكن الاستاذة احلام يوسف رئيسة جمعية ماما الخيرية الطوعية بالرياض رات في حديثها ل«الانتباهة» ان دور الجمعيات الطوعية ينحصر في الجانب الدبلوماسي الشعبي وهي تقوم بأعمال اكبر من حجمها الرسمي في مساعدة السودانيين المعسرين بالرياض من خلال دفع الاجراءات او الرسوم للمرضى بالمستشفيات اواستخراج اوراق لتسفير المعسرين واكدت ان كل ذلك يتم بطريقة خاصة، وكشفت الاستاذة احلام في ذات الوقت ان اعداد الجمعيات بالرياض يفوق «250» جمعية ومنظمة واشارت الى ان العاصمة السعودية الرياض لا توجد فيها جالية وانما المنظمات هي التي تقدم الخدمة للسودانيين هناك. واضاف مدير ادارة الجاليات والمنظمات الطوعية بجهاز المغتربين زهير عوض محمد ان المملكة العربية السعودية يوجد بها عدد كبير من الكيانات المختلفة وهي عبارة عن مجموعات وروابط ولائية او كيانات مهنية متخصصة او ثقافية او اجتماعية وكل هذه الكيانات تشكل روافد من الجالية السودانية في المملكة ولكن الرياض وحدها توجد بها 34 جمعية وذلك وفق المعلومات التي وردت الينا واضاف: لا توجد لدينا معلومات عن المناطق الأخرى بالمملكة لعدم توفر المعلومات عنها، واشار الى ان هذه المنظمات والجمعيات لها دور محسوس متمثل في العلاج والوقوف مع المغتربين في قضاياهم الانسانية بجانب الخدمات التكافلية والتعاونية بين الكيانات المختلفة، لافتًا الى ان هذه الكيانات قامت وفق الإجراءات القانونية المتبعة في إنشاء المنظمات والجمعيات الطوعية بالجاليات، وقال انه يتوقع لها مستقبلاً زاهرًا لأن المغترب السوداني يتصف بالأمانة والكرم خاصة ان معظم السودانيين الممثلين للجاليات يعملون في مناصب رفيعة لذلك يضمنون لها مستقبلاً مشرق ولا ننسى دور الجهاز في عكس هذه الصورة في بلاد المهجر وهو الآن بصدد الترتيب للملتقى الجامع لكل المنظمات والجاليات السودانية المزمع عقده في شهر يوليو القادم تزامنًا مع موسم اجازات المغتربين لتبادل الأفكار والمقترحات حول دور الجاليات بالخارج.