يعتبر مرض التوحد أحد الهواجس الحقيقية التي تواجه المختصين في مجال الطفولة بنفس القدر الذي يواجه به أسر الأطفال المصابين بالتوحد خاصة أنه من الإعاقات التي تم اكتشافها حديثاً، فما زال هنالك الكثير من الناس لم يسمع به خاصة في السودان، ولا يوجد حتى الآن سبب معين لحدوث اضطراب التوحد، حول هذا المرض عقدت لجنة الصحة والبيئة والسكان بالمجلس الوطني بالتعاون مع الاتحاد القومي للإعاقة العقلية ورشة عمل عن اضطرابات التوحد تحت شعار «بحثاً عن عيونهم» يوم الأربعاء «6» يونيو «2012م» بحضور عدد من البرلمانيين والأطباء والمختصين في مجال الإعاقة العقلية وأصحاب مراكز تأهيل التوحد وتم تقديم ورقتين الأولى بعنوان «الخصائص النفسية والاجتماعية لاضطرابات التوحد» أعدها وقدمها د. ياسر محمد موسى/ رئيس اتحاد الإعاقة العقلية والثانية بعنوان «التشخيص والتدخل رؤية الطب النفسي» أعدها وقدمها د. خالد عبد الله عبد الحي نائب اختصاصي الطب النفسي بالمجلس القومي للتخصصات الطبية. جهود شعبية في البداية تحدث د. ياسر موسى/ رئيس اتحاد الإعاقة العقلية موضحاً أن الجهود المبذولة في مجال التوحد عبارة عن جهود شعبية في تعليم وتأهيل هذه الشريحة مع واقع غياب الجانب الرسمي مبيناً أن هذه الخدمة مهددة بالوقوف حيث إن هنالك خمسة عشر معهد تأهيل مهددًا بالتوقف فقط لعدم سداد إيجاراتها، وأشار إلى أن هذه الشريحة من أكثر المتضررين من غلاء المعيشة ونحن كاتحاد نقول إن الأيادي المتفرقة لن تستطيع انتشال هذه الشريحة لبر الأمان، راجياً أن ترعى الأستاذة سامية هباني رئيس لجنة الصحة بالبرلمان الاتحاد القومي للإعاقة العقلية وأن تخرج الورشة بتوصيات تنير الطريق لأولياء أمور أطفال التوحد. تفعيل القانون رئيس لجنة الصحة والبيئة والسكان بالمجلس الوطني/ سامية هباني أكدت أن القانون أعطى المعاقين حقوقًا لكنه غير مفعّل، وأوضحت أن البرلمان بدأ في دراسة القانون والعمل مع المجلس القومي لتفعيله، وتم الاتصال مع الجمارك على سبيل المثال لاستجلاب المعينات الخاصة بالمعاقين من غير جمارك، مشيرة الى أنه يجب تسجيل فئات المعاقين في الاتحادات لأخذ حقوقهم في التعليم سواء كان ذلك عبر المراكز المتخصصة أو عبر دمجهم في المدارس، مبينة أنه إذا لم تكن الاتحادات قوية ومتحركة لا يمكن تفعيل القوانين وأخذ الحقوق، مشيرة الى أن مراكز التأهيل تحتاج لأن تكون متقدمة أكثر مما هي عليه لأن المتوحدين لديهم كثير من الميزات والمهارات يمكن الاستفادة منها في المجتمع. تضافر الجهود نائب رئيس البرلمان/ هجو قسم السيد أوضح أن الاتحادات لا تجد الدعم من الدولة مؤكداً وجوب الاهتمام بهذه الشريحة من قبل الاتحادات والجمعيات للخروج بهم لآفاق أرحب، وكلف لجنة الصحة بأن يكونوا أعضاء فاعلين بالاتحاد القومي للإعاقة العقلية، وأكد استعدادهم كبرلمان لتنفيذ كل مخرجات الورشة. رؤية طبية نائب اختصاصي الطب النفسي بالمجلس القومي للتخصصات الطبية/ د. خالد عبدالله عبد الحي قدم ورقة بعنوان «التشخيص والتدخل.. رؤية الطب النفسي» أوضح خلالها أن أسباب التوحد تكمن في خلل ما في أحد أجزاء المخ وهنالك أسباب جينية لكن لم يتم تحديد الجين الذي يرتبط بهذه الإعاقة ومضاعفات الحمل كتعرض الأم للحصبة في شهور الحمل وهناك جدل آخر حول العلاقة بين لقاح «ام.ام.آر» والإصابة بإعاقة التوحد، مشيراً إلى أن تشخيص التوحد يعتمد على الملاحظة المباشرة لسلوك الفرد وعلاقته بالآخرين ومعدلات نموه «من سن (24) شهرًا حتى ستة أعوام» ومن ثم اللجوء في بعض الأحيان الى الاختبارات الطبية لأن هنالك العديد من الأنماط السلوكية يشترك فيها التوحد مع الاضطرابات السلوكية الأخرى، «1 2%» يعيشون حياة مستقلة ويستطيعون العمل «5 20%» يعيشون حياة قريبة من الطبيعية ومآل المرض يتحسن عندما يجد المتوحد أسرة وبيئة ترعاه، مبيناً أن علاج التوحد يعتمد على تقبل الأسرة لهذا المرض لأن هنالك من لا يقتنع، مع البداية المبكرة لمعالجة الاضطرابات النفسية وإذا كان سببه نقص الفايتمينات يعطى العلاج اللازم إضافة لمحاولة دمجه في المجتمع.