لم يكن إعلان اتحاد للإعاقة الذهنية بولاية كسلا بالشيء السهل حيث يستهدف إطلاق سراح الأطفال ذوي الإعاقة العقلية خارج مؤسسات التعليم الذين يتعرضون للإهمال والحبس الانفرادي بالمنازل جراء الوصمة الاجتماعية، وكان إعلان ميلاد الاتحاد من قبل رئيسه عبد الله كجر خلال الورشة التى نظمت في الولاية خلال الفترة الماضية حول التنوير بالإعاقة العقلية والاضطرابات النمائية، رئيس الاتحاد القومي للإعاقة الذهنية د. ياسر محمد موسى ابتدر حديثه بتحية الأطفال ذوي الإعاقة ثم أسرهم مبيناً أن أوضاع الأطفال ذوي الإعاقة بائسة في شرق السودان وبخاصة كسلا التي تعتبر واحدة من أهم أسباب تنامي الإعاقة مشيراً إلى أطفال الهجن العائدين من أكبر رحلة استغلال للطفولة ويعانون مشكلات نفسية واضطرابات ذهنية حادة دون أن يكون هنالك مركز واحد لعلاجهم، وأشاد بميلاد الاتحاد الجديد ودعمهم في المركز اللامحدود لهذا الاتحاد، وأوضح في ورقته التي قدمها بعنوان «الخصائص النفسية والاجتماعية لاضطرابات التوحد» أوضح خلالها أن مرض التوحد لا توجد أسباب محددة للإصابة به وهو نمو غير طبيعي به نوع مميز من العداء غير الطبيعي والسلوك النمطي المتكرر مبيناً أنه من خلال التشخيص الطبي لدماغ المتوحدين اتضح أن هنالك ضمورًا في حجم المخيخ قد يصل هذا الضمور إلى 13% مقارنة بالطفل العادي، مشيراً إلى تأثير البروتين في التمثيل الغذائي إيجابياً بالنسبة للطفل المتوحد، موضحاً أن خصائص التوحد متباينة من طفل لآخر إلا أنهم يشتركون في بعضها فاجتماعياً لا يستطيعون التفاعل وتطوير علاقاتهم الاجتماعية فيما يناسب عمرهم أيضاً لديهم عدم القدرة على فهم مشاعر الآخرين وصعوبة في التعبير عن مشاعرهم ويفضلون اللعب لوحدهم لفترات بسيطة لأنهم يملون، بعضهم يضحك أو يبكي كثيراً ويهتمون بالأشياء ولا يهتمون بالأشخاص فيما قدمت نائب رئيس الاتحاد القومي للإعاقة العقلية واختصاصي التربية الخاصة عفاف ميرغني قدمت ورقة بعنوان «تعليم وتأهيل ذوي الإعاقة العقلية» وتناولت في ورقتها التعريفات المختلفة للإعاقة العقلية من وجهات نظر الطب وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلماء التربية الخاصة وأسباب الإعاقة العقلية وشرحت كيفية دمج الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس إما بصورة كلية أو جزئية، فيما أبدى وزير الشؤون الاجتماعية محمد أحمد علي أسفه البالغ واعتذاره لذوي الإعاقة الذهنية وأولياء أمورهم وذلك لتقصيرهم في تلبية حاجاتهم وأعلن دعمه اللامحدود لاتحاد كسلا وتبرع برحلة ترفيهية تجمع أسر وأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، وخلصت الورشة إلى عدد من التوصيات أهمها التركيز على برامج إعداد وتأهيل معلمي المدارس العادية للتعامل مع الطلبة ذوي الإعاقة على فلسفة الإعداد والتأهيل غير المصنف وتدريب معلمي التعليم العام للعمل على اكتشاف الطفل ذي صعوبات التعلم والتأخر الدراسي وكيفية التعامل معه وضرورة التنسيق بين الوزارة مع كل الجهات ذات الصلة المهتمة بقضايا الإعاقة بجانب مراعاة تهيئة الفرص التعليمية لذوي الإعاقة.