{ والأرقام تقودك إلى مكان.. والأرقام ذاتها تقود الدولة إلى مكان آخر.. والناس ينتهون إلى أن شيئاً سوى الأرقام والمنطق هو ما يقود الدولة الآن.. وتحت الأرض. { وغرابة الحكاية تجعلك .. كما نرجو.. تتصل بقيادات رفيعة في وزارة الطاقة لتأكيد أو نفي الحكاية. { وأيام هجليج كان المهندسون هناك يستعدون لضخ المياه داخل أنابيب البترول بعد أن توقف الانتاج حتى لا تفسد. { وأحدهم رجل في جلباب لا صلة له بشيء يحدث من يقود عملية ضخ المياه هذه ليقول : لا.. بل الحل هو.. { لحفظ الأنابيب والمصفاة أن تقوموا بعملية ضخ معكوس يعيد النفط من بورتسودان إلى المصفاة. { والمهندسون حساباتهم تجد أن الأمر صحيح تماماً.. { ومضخات ترسل بالجرارات إلى بورتسودان .. وكل جرار يقوده اثنان حتى إذا انهك السائق هذا استبدله هذا ولم يتوقف الجرار. { وليست الإثارة الروائية بل الحقائق الباردة هي التي تقول إن أول دفعة من سيل النفط العائد إلى المصفاة كانت تصل إليها والمصفاة تستهلك البرميل الأخير. { والحكاية في جلسة الأنس كانت تأتي بقصة السيدة «ستنا بت حمدنا الله» التي تحدث أهل بيتها عما «سوف» يحدث أيام هجليج. { و يحدث { والمرأة والدة صديق لنا.. ونعرفها. { والتعلق بحبال شيء كان ينقل عنها أن الأزمة المالية تفرج سريعاً. { والحديث ينقل عن حقيبة الأستاذ علي عثمان التي عاد بها من ليبيا أول الأسبوع أنها تقول .. تفرج.. { والحديث كان ينقل حكاية الملك فيصل أول السبعينيات. { قال إن : الوزير الذي يبعثه ملك المغرب يومئذٍ إلى الملك فيصل يطلب عوناً عاجلاً للمملكة التي تختنق.. ويطلب عشرين مليون دولار. { قال.. بعد الجلسة وفي الهاتف كان الوزير يحدث الملك الحسن عن اللقاء.. وعن كيف أنه يحدث الملك فيصل عن أزمة المغرب الطاحنة.. والملك المبتسم يحدثه عن غرام السعوديين بوجبة معينة.. وعن صيد الغزال وعن .. وعن. { والزيارة تنتهي والوزير يودعه الملك وفي عربته سكرتير الوزير يأتيه بمظروف صغير وصله من إدارة مكتب الملك .. وفي المظروف شيك. { والوزير يقرأ الرقم المكتوب ثم يتصل هاتفياً بابنته ليسألها : المليون كم صفراً فيه؟ قالت: ستة أصفار.. قال: لكن الملك أعطاني رقماً فيه ثمانية أصفار { والحديث في الخرطوم أمس كان يتجه إلى : صكوك يصدرها السودان تشتريها منظمة العالم الإسلامي.. فالسودان هو الآن من يقاتل على السور الجنوبي لقلعة العالم الإسلامي .. وصكوك للمغتربين.. وضمانها الثروات الهائلة. قال: لا.. بل الصكوك يشتريها مؤتمر شنغهاي.. وروسيا التي تقود المؤتمر هذا وحدها .. وهذه حقيقة تعرفها وزارة المعادن هي من قام برسم خريطة المعادن في السودان أيام نميري وعام 2008م روسيا هي من يجدد إعلان الأممالمتحدة عام 1958م أن السودان هو ثاني أغنى رقعة في الأرض بالموارد و.. المعادن. { ونحدث هنا الشهر الماضي أن السودان عام 1992م كان.. وعام 2008م يجدد الحديث مع روسيا عن استغلال حكومة روسيا وشركائها كل شيء. {المعادن في السودان «الحديد والذهب». {والبترول والغاز. { والقمح والقطن. { وسكة حديدية. { وقطار أنفاق الخرطوم. { وجامعة روسية للتكنولوجيا في الخرطوم. { وروسيا وشركاتها تحصل على حقوقها بعد الإنتاج { والسودان لا يدفع مليماً. { وأن أمريكا لن تسمح بهذا لهذا تشعل الخرطوم قريباً. { وشيء آخر لن تسمح به أمريكا. { فالحديث يصل إلى قاعدة روسية على سواحل البحر الأحمر. { قالوا.. رماح بن صفوان المشرك يستعين بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد مشركي مكة.. عند الفتح. { قالوا: وأنياب أمريكا التي تمضغ السودان ليست أكثر طهراً من الأصابع الروسية التي تحميه.. مهما مضغت بدورها. { قالوا: {والصين الكونفوشية وروسيا الكاثوليكية وغيرها لا يحمل تاريخها عداءً مسلحاً مجنوناً ضد المسلمين مثلما يحمله تاريخ الغرب. { لكن. { الحديث الذي يجوب ويجوس السودان ينظر إلى.. وإلى.. ثم يجمجم!! { والحديث يسأل عما إذا كانت «أيقاظ أمية أم نيام» {وآذان النيام مثل الآخرين تسمع الآن وتجمع وتطرح. { وتصل إلى أنه ما من جهة وزارة أو جهة سياسية أو اقتصادية تابعة للدولة إلا والشقوق فيها تطقطق الآن. { ولعلها «مصادفة» غريبة أن تذهب الأحاديث إلى شقوق في الداخلية.. والخارجية والأمن.. والجيش.. والمالية والعدل و.. و.. { شيء مثل حمى القش يمشي في العظام والطقطقة تصل إلى كل أذن.. والطقطقة هذه في شقوق النائب العام تصبح دوياً ينفجر الأسبوع القادم. { والحمى هذه تجعل الجسد يتقيأ نعيم الأرض كله إن جاء إليه. { فلا أموال الصكوك تصلح يومئذٍ.. ولا استثمارات روسيا ولا حسابات المالية التي تذهب أرقامها إلى شيء وراء العقل. { والسودان عليه أن يشفى من حمى غريبة تأكله الآن .. من الداخل. «2» { والعالم كله يغرس رأسه في نوافذ وزارة الخارجية ويصرخ محذِّراً من قبول التحكيم.. القادم. { والخارجية تذهب الآن إلى قبول «التحكيم حول المناطق العشر في خريطة الجنوب الجديدة». { والعالم العربي يقول : الكويت والإمارات وغيرها ما تزال تصرخ من قرارات المحكمة هذه والسودان بالذات لدغ.. ثم لدغ و.. و { وأهل القانون يقولون في دهشة: إن قانون المحكمة ذاته يقول إنها لا تنظر في قضية إلا بعد «قبول الطرفين» بها.. فلماذا يقبل السودان بالتحكيم ابتداءً؟؟ { قالوا: وأغرب تكتيك حربي هو أن السودان يقبل بالتسليم خوفاً من الحرب.. وهو «يسلم» كل المناطق هذه خوفاً من أن «تنتزع» منه.. { والدول الكبرى الصديقة تحدث الخرطوم برصانة لتقول : ما نعرفه هو أن أمبيكي سوف يقدم تقريراً يحمل عداءً كاملاً للخرطوم. وتقول: نرجو إخطارنا بموقف محدد تتخذه الخرطوم في الجلسة القادمة.. حتى نقف تحت رايته.