المغتربون السودانيون مازالوا يطالبون بتحسين شروط قبول أبنائهم في الجامعات فثورة التعليم الجامعي رغم نجاحها المشهود لم تستطع أن تهيئ لأبناء المغتربين نصيبًا عادلاً فى الجامعات السودانية رغم أنهم يدفعون المصروفات بالعملة الصعبة.. إن مبدأ خصم الدرجات من طالب الشهادة العربية مع عدم وجود فوارق علمية أو موضوعية هو عين الظلم الذى أربأ بالأساتذة الأجلاء في التعليم العالي أن يتمسكوا به ويضعوا له المسوغات بمعلومات أبسط ما توصف به أنها بلا قيمة ولاتساوى الحبر الذى كتبت به.. فإذا أردنا أن نكون منصفين يجب النظر إلى الأمور التالية: */ مقارنة المناهج التي تقدم للطالب. */ وسائل تقويم الطالب. */ المناخ التربوي. */ الحالة الاقتصادية للأسرة. */ مقارنة الشهادة بطريقة موضوعية مع استعمال الوسائل الإحصائية المتعارف عليها بالمقارنة.. ومقارنة الطالب السوداني بالنسبة لزملائه في بلاد المهجر ووضع المنحنيات المعيارية ومقارنتها وليس مقارنة شرائح محددة.. فالشيء الذي نريد قوله كآباء وأولياء أمور همنا الأول والأخير هو تربية أبنائنا وتعليمهم وتأهيلهم لمستقبل أفضل في حياتهم حتى ينفعوا أنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم.. فلو توفرت إمكانات التعليم يمكن أن يتم في أي مكان ولكن سوف يكون على حساب التربية الوطنية للأبناء وانتمائهم للوطن وفا هذه الحالة لن يتحقق مانصبو له بأن يكون الأبناء ضمن قوافل المواطنين المفيدين لمجتمعهم يدينون بالولاء لأوطانهم.. لذلك يجب أن توجه وتعمم السياسات التي تصب في تشجيع وتسهيل عملية تعليم أبناء العاملين بالخارج في السودان.. فهل هنالك أذن صاغية وهل من مجيب!! وكفى سنوات المهجر .. أجل يحدده الأبناء عرض: رشا عبد الله الهجرة من الظواهر الكونية التي لن تنتهي تبدأ بالبحث عن وضع مادي أفضل ثم تستمر مع تعاقب السنين وربما تمتد إلى مالا نهاية ودائمًا ما يلجأ المغتربون إلى أخذ أسرهم معهم لدولة الاغتراب وتمر السنوات عليهم ثم يفاجأون بأن أبناءهم كبروا وكثرت مشكلاتهم ومن ثم يطل أمل العودة للوطن كأحد الحلول.. ذلك الوطن الذي ظلوا بعيدين عنه طيلة أمد الغربة. وهذه القضية كما يقول عنها المغترب حسن عبد الله الذي أمضى أكثر من 23 عامًا في مهجره بالسعودية إنه في بداية حياته أخذ الأسرة معه لكن واجهتهم عدة مشكلات منها تعليم الأبناء إلا أن المشكلة الكبرى تركزت في أن الأبناء ما عادوا يعرفون شيئًا عن السودان وعن مناطقهم الأساسية لذلك فضلت هذه الأسر العودة، وأشارت سامية علي «مغتربة لمدة 15 عامًا بالمملكة العربية السعودية» إلى أنها قطعت غربتها من أجل بنتها وولدها وفضلت أن تأتي إلى السودان لأن أبناءها أصبحوا في عمر صعب وأيضًا لا بد لهم أن يعرفوا وطنهم. وأضاف سر الختم يوسف أنه في بداية غربته أخذ الأسرة معه من أجل أن يربي أطفاله أمام أعينه لذلك كان لابد من وجودهم معه ولكنه تفاجأ بأن ابنته ستدخل الجامعة ثم إن الابن أيضًا سيدخل الجامعة وبعد ذلك بدأت عودتنا أولاً الأم والأبناء ثم أنا بعد أن وفَّقت أوضاعي. وأكدت مديرة إدارة الشؤون الاجتماعية والإرشاد الأسري بجهاز المغتربين نادية مصطفى هلال أن هنالك العديد من الظواهر السالبة موجودة بالخارج لا تتوافق مع بيئتنا السودانية ولا حتى مع ديننا الإسلامي ولا مع عاداتنا وتقاليدنا، ومعلوم أن دوافع الاغتراب هي في الأساس مادية ويضطر المغترب أن يحمل أسرته لدولة الاغتراب سواء كانت عربية أو أجنبية أو إفريقية وتأتي مدة رياض الأطفال والمرحلة التمهيدية ثم المدارس من ابتدائية وإعدادية وثانوية ويصبح الأبناء في سن الشباب حينها يبدأ الأبناء في اكتساب عادات وثقافات وتقاليد الدولة التي يقيمون فيها الأمر الذي ينتج عنه الكثير من التباعد في المفاهيم والقيم التي يتلقاها الطفل في دولة الاغتراب وبلده الأم وتستمر هذه الأوضاع حتى تكتشفها الأسرة و تتفجر أمامهم مسألة تشتيت الطفل والبعد عن الهوية السودانية ويبدأ الأب بالخوف على أسرته وأبنائه ويحاول ربطهم بالوطن. وأشارت الأستاذة نادية إلى أنه ليست كل الأسرة تحضر سنويًا إلى السودان لتقضي إجازاتها لأن الظروف صعبة ومعقدة في دول الاغتراب وسياسات التوطين وظروف العمل الصعبة ويتفاجأ المغترب أخيرًا بالعودة إلى الوطن ثم تنشأ مشكلات أخرى منها الاندماج في المجتمع السوداني، وأوضحت أن كثيرًا من السيدات يرغبن في البقاء في دول الاغتراب لأن الحياة هنا سهلة ومريحة وفي وجود أزواجهم وليست بها معاناة كما في السودان ولهذا لا ترغب في العودة ولكن ردة الفعل ستكون كبيرة جدًا وسيئة على الأبناء من تأثير في الاستلاب الثقافي فضلاً عن عدم الاستقرار في المراحل الدراسية، وشدَّدت على ضرورة انتباه الأسرة لهذه القضية حتى لا تصطدم بها. وقالت إن الإدارة تعمل في إطار الأسرة المهاجرة في مختلف دول الاغتراب وإن الأطفال يعتبرون أكثر فئة تحتاج إلى المعرفة بثقافة السودان وهُويته حتى لا تحدث هوَّة، وقالت إنها كانت مقيمة بالمملكة العربية السعودية وأنجبت جميع أبنائها هنالك، وعندما انتقلت إلى السودان كانت أكبر بناتها في مرحلة الأساس وأضافت: تجربتي تختلف بحكم عملي فكنت حريصة ألّا تحدث فجوة فرجعنا عندما أحسست أن أبنائي أصبحوا واعين بالمجتمع فحضرنا إلى السودان لأنه وطنهم والذي أخبرتهم به كثيرًا لدرجة أننا عندما عدنا وكنا ذاهبين إلى أمدرمان كانوا يشيرون إلى قبة المهدي ومسجد النيلين من الكبري وأعمارهم صغيرة وكنت أحاول أن أغرس فيهم القيم الوطنية وأحثهم على مشاهدة التلفزيون السوداني وأشركهم في ورش العمل التي كان ينظمها جهاز المغتربين، وذكرت أن كل الظروف هناك عجَّلت بالعودة إلى السودان وذلك من أجل أبنائي حتى لا تبتلعهم الغربة وحتى لا يصبحوا عرضة للانسلاخ والاستلاب الثقافي.