ظلت جامعة البطانة واحدة من الأحلام الكبيرة التي ترواد أهلنا بشرق الجزيرة، ولعل مرد ذلك لما يعلمه الجميع من نقلة يمكن أن تُحدثها الجامعة في كل جوانب الحياة العلمية والمعرفية والبحثية وخدمة المجتمع وهي المهام المعروفة لأي جامعة في العالم.. ننظر الآن لهذا المولود البكر وحسرة تعترينا عند مطالعة أخبار غريبة حتى على المنطقة المشهورة بالعلم والتعلم واحترام مكانه، ولكم مطالعة هذا الخبر: اقتحمت مجموعة مسلحة حرم كلية التربية بجامعة البطانة وأحالت ميدان الكلية لساحة معركة واشتباك أثار الذعر والهلع وسط الطلاب حيث قامت المجموعة بعمليات نهب وسلب وتخريب ودمار، وأحداث فوضى عارمة حصيلتها حرق مكتب العميد ونهب مبالغ مالية بالإضافة لحرق سيارة أستاذ جامعي واعتداءات على عدد من الطلاب تم إسعافهم بمستشفى رفاعة. الخبر في مجمله يشير لعنف طلابي، وهذا أبعد ما يكون عن طلاب البطانة وغيرهم، فالذي يمعن النظر في العبارات السالفة يجد أن من قام بهذا الفعل مجرم ومحترف ويستحق العقاب الرادع، وبالنظر لبيان الأساتذة والعمداء نقرأ فقرة تفسر هذا الأمر وتقول نصاً: «إن ما حدث يوم الخميس الموافق «7/6/2012م» بكلية التربية رفاعة هو حلقة من حلقات المؤامرة ضد هذه الجامعة» وتقول فقرة أخرى في إشارة لما حدث: «وإنما هو تطور مفضوح لمخطط محْو جامعة البطانة من خارطة التعليم العالي» عليه صار من يخطط وينفذ تلك العمليات الإجرامية وحسب ما ورد ببيان العمداء هو من له مصلحة في محو الجامعة وتشتيت كلياتها وعلى رأسها كلية الزراعة والموارد الطبيعية أبوحراز، ومحاولة ضمها إلى جامعة الجزيرة وقد سبقتها مؤامرة كلية علوم الإدارة والاقتصاد الهلالية. ومن المعلوم أن مثل هذه المعارك والمؤامرات لا يمكن تجاوزها بالقرارات السيادية ولا بالتدخلات السياسية وإنما بالوعي الكبير لأطراف النزاع، وأقول حسب متابعتنا اللصيقة إن إدارة الجامعة وأساتذتها وطلابها قد نجحوا في تجاوز الأزمة بتفويت الفرصة على المعتدين والمتآمرين الذين أرادوا إطفاء نور العلم بالبطانة ووقفوا صفاً واحدًا لحماية جامعتهم الفتية والتي بإذن الله ستكون منارة البطانة رغم كيد الكائدين وحسد الحاسدين، ولا أفشي سراً بل أنبه على أن من بين وسطهم منافقين ومندسين وخبيثين جداً نعلمهم ويعلمهم الجميع. أفق قبل الأخير: تم استئناف الدراسة حسب التقويم وانتظم الطلاب في دراستهم والجامعة الآن في أفضل حالاتها وقرار ضم كلية أبوحراز إلى جامعة الجزيرة باطل، وما بُني على باطل فهو مؤامرة. أفق أخير:- سنسلِّط «الضو» على المندسين.