اقتحمت أمس الأول مجموعة مسلحة حرم كلية التربية بجامعة البطانة وأحالت ميدان الكلية لساحة معركة واشتباك أثار الذعر والهلع وسط الطلاب حيث قامت المجموعة بعمليات نهب وسلب وتخريب ودمار وإحداث فوضى عارمة حصيلتها حرق مكتب العميد ونهب مبالغ مالية بالإضافة لحرق سيارة أستاذ جامعي واعتداءات على عدد من الطلاب تم إسعافهم بمستشفى رفاعة. وتعود تفاصيل الأحداث التي دارت برفاعة يومي الأربعاء والخميس بعد اعتصام الطلاب عن الدراسة لمطالب مشروعة وافقت عليها إدارة الجامعة وتعهدت بحلها إلا أن الجميع تفاجأوا بتلك المجموعة وهي تقتحم الحرم الجامعي وتحدث الفوضى وأبلغ «الإنتباهة» شهود عيان أن هذه المجموعة لا تنتمي للجامعة وإنما كانت تستقل سيارات حيث أشهر قائد المجموعة سلاحاً نارياً ووجه بالانتشار في بعض المواقع لإحداث الأضرار والتلف والأذى إلا أن الشرطة تمكنت من السيطرة على الوضع وأعادت الجامعة لطبيعتها. * خلفيات حول الإشكال: يرى مراقبون أن هناك سببين أساسين لتفاقم الإشكال بجامعة البطانة أولهما مطالب الطلاب بتحسين البيئة الجامعية وتوفير بعض الضروريات التي التزمت الجامعة بتوفيرها، والثاني هو قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي القاضي بضم كلية الزراعة والموارد الطبيعية أبو حراز إلى جامعة الجزيرة، لذلك ركز بيان مجلس أساتذة الجامعة الخاص بهذه الأحداث على المسألة الثانية، وجاء في بيانة الصادر أمس الأول: عقد مجلس أساتذة جامعة البطانة اجتماعًا طارئاً في يوم الأربعاء السادس عشر من رجب للعام «1433ه» الموافق السادس من يونيو «2012م» بقاعة الاجتماعات بإدارة الجامعة لمناقشة قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ضم كلية الزراعة والموارد الطبيعية أبو حراز إلى جامعة الجزيرة، وبعد البحث والتداول قرر المجلس الآتي: أولاً: رفضه التام لقرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ضم كلية الزراعة والموارد الطبيعية أبو حراز إلى جامعة الجزيرة والتعجل في إصدار هذا القرار دون الرجوع للمؤسسات المعنية مثل المجلس القومي للتعليم العالي المؤسسة التي أصدرت قرار ضم الكلية لجامعة البطانة، وكذلك عدم الرجوع إلى جامعة البطانة الطرف المتضرر من القرار. ثانياً: مخاطبة جهات الاختصاص ومدها بكل المستندات التي تؤكد عدم مؤسسية وشرعية القرار، ومناشدتها التدخل الفوري والعاجل لإيقاف هذا القرار. *بيان رقم «1» إلى ذلك أصدر مجلس عمداء جامعة البطانة بيانه رقم «1» بعنوان: أحداث كلية التربية المؤسفة في يوم الخميس 7/6/2012م وذلك بعد الاجتماع الطارئ بمباني الكلية وفصل فيه عمداء الجامعة وقائع الأحداث بالتفاصيل الكاملة وقال: أولاً: شهدت كلية التربية رفاعة جهوداً كبيرة شملت تشييد ثلاث قاعات بسعات متفاوتة، وتشييد مكتبة مركزية، وتعيين أعضاء هيئة التدريس وعدد من الموظفين والعمال وتهيئة البيئة الجامعية الخارجية كمرافق النشاط الطلابي المختلفة وتجهيز الميادين وخلافه. ثانياً: تتسم علاقة الكلية مع مؤسسات طلابها بالثقة والتعاون والتكاتف وتسودها مبادئ الشورى والنصيحة. ثالثاً: إن ما حدث يوم الخميس الموافق 7/6/2012م بكلية التربية رفاعة هو حلقة من حلقات المؤامرة ضد هذه الجامعة رغم اتخاذ كل التدابير للحيلولة دون وقوعها وليس له علاقة من قريب أو بعيد بنقص في الكلية أو عدم تفهم من الإدارة، وإنما هو تطور مفضوح لمخطط محو جامعة البطانة من خارطة التعليم العالي. رابعاً: إن ما حدث اليوم عمل تخريبي قامت به مجموعة منعزلة عن قضايا الطلاب الحقيقية ولمصلحة سياسية محضة، وهو مسلسل لإيجاد مادة إعلامية مناسبة لإلقاء اللوم على إدارة الجامعة في عدم سيطرتها على كلياتها في وقت صدر فيه قرار مرفوض وغير مؤسسي بضم كلية الزراعة والموارد الطبيعية أبوحراز إلى جامعة الجزيرة وقد سبقتها مؤامرة كلية علوم الإدارة والاقتصاد الهلالية. خامساً: ما حدث اليوم قامت به مجموعة لا علاقة لها بالجامعة ولا بالكلية حيث تم رصدها حين احتشدت واقتحمت بوابة الكلية عنوة وأفزعت الطلاب والعاملين وقامت بإحراق مكتب عميد الكلية ومكتب نائب عميد الكلية ومكتب الحسابات ونهب مبالغ مالية موجودة بداخله وحرق عربة ضابط التسجيل والامتحانات الشخصية ونهب لممتلكات بعض الأساتذة واعتداء عليهم بالضرب والإهانة. الإخوة الكرام: استناداً إلى ما تقدم فقد قرر مجلس عمداء جامعة البطانة الآتي: 1- استمرار سير الدراسة بكلية التربية حسب التقويم الدراسي المعلن. 2- العمل على تفويت الفرصة على من دبروا وشاركوا في تنفيذ هذه المخططات الرامية لنسف الاستقرار الذي تنعم به الجامعة. 3- العمل مع المؤسسات والجهات المعنية لحصر الخسائر المادية والقيام بكل الترتيبات اللازمة لمحاسبة الضالعين في الأحداث. 4- العمل مع المؤسسات الشرطية والأمنية لتوفير الحماية اللازمة للطلاب والعاملين وممتلكات الجامعة. أخيراً فإن مجلس عمداء جامعة البطانة يعبِّر للطلاب والعاملين بالجامعة ومجتمع البطانة قاطبة عن أسفه الشديد وإدانته التامة لهذه الأحداث ويشيد بالتعاون التام مع معتمد المحلية والأجهزة الرسمية والشرطية والأمنية والشعبية.