الكذب احدى الصفات التي ترفض ان تأخذ صفة الانقراض وساعد على انتشاره استخدام التكنلوجيا التي طالت جميع مناحي الحياة وهو استخدام سيئ للناس الذين باتوا يوظفون احدى وسائلها الموبايل او الفيس بوك كوسيلة للكذب على الناس ولم يقتصر الكذب على استخدام التكنلوجيا فقط بل تجد بعض الناس يكون مع الشخص فيطلب منه الاذن لمدة «دقيقة او خمس دقائق» وتنقضي فترة زمنية مفتوحة ولا يأتي ويكون غير مبالي بالشخص الواقف الذي ينتظره وانعدام الانضباط في المواعيد اصبح سمة في كثير من سلوكنا نحن السودانين حتى اننا اصبحنا لا نرى غضاضة في عدم الايفاء بالتزامتنا بمواعيدنا والكذب على الآخرين مما يتسبب بهدر زمنهم وهذا يعد نوعًا من التلاعب بمصالح الناس ومشاعرهم والتهرب من اصحاب الحقوق والمطالب.. وما إن تركب وسيلة للنقل العام الا وتسمع احدهم يتحدث في هاتفه ويقول للمتصل «ايوا انا قريب منك» وهو ابعد ما يكون عن المنطقة التي اشار اليها وللوقوف على هذه الظاهرة التي اصبحت متفشية في مجتمعنا السوداني ومعرفة مدى تأثيرها على الناس التقت «تقاسيم» ببعض الأشخاص فكانت الحصيلة التالية: يقول عثمان أحمد موسى: ظاهرة الكذب عبر الموبايل وعدم الالتزام بالمواعيد اصبحت كثيرة ومنتشرة بصورة كبيرة حتى اصبحنا لا نعرف الصادق من الكاذب ولكن هناك بعض الناس صادقين وملتزمين بمواعيدهم، واضاف ان التنشئة والتربية لها دور كبير في هذه الظاهرة. اما محمد بابكر فقال إن هذه الظاهرة اصبحت عادة تلازم البعض من الناس سواء كان في الهاتف المحمول او عندما تقابل شخصًا في الطريق فتتهرب منه بقولك انتظرني دقيقة ارجع اليك وتمر الدقائق والساعات والشخص لا يعود اليك، واذا صادفت الشخص بعد ذلك في الهاتف المحمول او في الواقع يتعلل اليك بأسباب واهية وهذا يعتبر نوعًا من الغش والكذب. عمر التوم قال ان اندفاع الاشخاص الي الكذب هو نتيجة الى الضغوط الحياتية التي يعيشها الأشخاص، واضاف ان التنشئة تلعب دورًا كبيرًا في هذا الأمر مبينًا ان عددًا من الأشخاص يشبون على الكذب على الأشخاص وعدم احترام مواعيدهم فيصبح الامر بالنسبة لهم عاديًا حتى اذا كان الموضوع لا يحتاج الى كل هذا، وهذه ظاهرة اصبحت متفشية وقد تمكننا من فقدان الاقربين الينا بمجرد الكذب عليهم. ومن جانبها اوضحت دكتورة علم الاجتماع «آسيا» ان هذة الظاهرة اصبحت متفشية بصورة كبيرة وعدم الاهتمام ومراعاة زمن الآخرين والكذب عليهم هو جانب من عدم السواء النفسي، والشخص الذي يكذب يفقد مصداقيته بين الناس وحتى الاقربين اليه، واوضحت ان التنشئة تلعب دورًا محوريًا في هذه الظاهرة مبينة ان عددًا من الأشخاص يشبون على الكذب فيصبح الامر بالنسبة لهم عاديًا وغير مبالين بالتأخير الذي يسببونه للآخرين وغالبًا ما يكون هذا بسبب الضغوط الحياتية التي يعيشونها وهذه الاسباب تؤدي الى فشلهم في جميع نواحي الحياة وحضت الأشخاص على عدم الكذب لأنه سلوك غير سوي ومنافٍ لديننا الحنيف.