فرضت القوات المسلحة سيطرتها وأحكمت قبضتها على فلول المتمردين المتسللين للأحياء بولاية النيل الأزرق وعملت على تأمين مدينة الدمازين بعد عمليات قتل وتشريد ارتكبها الجيش الشعبي عقب نقضه للاتفاقات المبرمة بين الحكومة والحركة الشعبية.. وتساءل بعض النازحين إلى ولاية سنار الذين استطلعتهم «الإنتباهة»: ماذا كانت تنتظر الحكومة بعد معرفتها بمخططات الحركة؟ أليس كان من الأجدى وضع حدٍ لهذه الحركة قبل ارتكابها للجرائم التي كان نتاجها العمليات الإجرامية والحروب والاقتتال والنزوح والنهب؟ وقالوا إن انتظار الحكومة حتى وقوع الحادثة ربما يكون لصياغتها مبررات أمام المجتمع الدولي لكن هذا لا يشفع لها عند إسرائيل ولا أمريكا ولا مجلس الأمن، فالسودان مستهدف وإسقاط النظام هي من أولى أولوياتهم ولن يهدأ للحركة بال حتى تحقق مبتغاها...وتشهد مدينة الدمازين حركة محدودة من المواطنين وفتح محال تجارية قليلة في السوق الشعبي وما يزال السوق الكبير حتى وقت متأخر من مساء أمس في حالة إغلاق.. بينما بدأت حركة السفر من وإلى الدمازين بعد هدوء الأحوال الأمنية في الدمازين والروصيرص بالرغم من استمرار القوات المسلحة في ملاحقة الفارين من فلول المتمردين. من جهتها أكدت الأستاذة بثينة خليفة جودة وزير الثقافة والإعلام، الناطق الرسمي باسم حكومة ولاية سنار أن 50% من النازحين من جرّاء أحداث النيل الأزرق تم إيواؤهم في المنازل بمدن وقرى الولاية وبجانب المعسكرات المؤقتة وأن المواطنين جادوا بما عندهم من طعام وشراب وسكنات. وأكدت أن غرف الطوارئ بالولاية تمضي في تقديم المساعدات الإنسانية وأشارت إلى إيواء حوالى 1000 نسمة بمنازل مواطني سنجة، مشيرة إلى أن إذاعة الدمازين بثت برامجها من إذاعة سنار. وقال الشيخ الفاتح عبد الرؤوف أمين ديوان الزكاة بولاية سنار إن الديوان يبذل جهداً مقدراً في ترحيل وإطعام المتأثرين.. وفي ذات السياق استقبلت ولايتا سنار والنيل الأزرق قافلة طبية من الاتحاد العام للطلاب السودانيين تمثل وفد مقدمة للوقوف إلى جانب النازحين والوقوف على حالهم وتحديد احتياجاتهم بعد وصول أول قافلة مؤن وأغذية وأدوية إلى الدمازين من ولاية الجزيرة.. فيما أرسلت وزارة الصحة الاتحادية فريقاً طبياً محمّلاً بالمعينات. وأكد والي سنار أحمد عباس من خلال اتصال هاتفي ل«الإنتباهة» أن حكومته وضعت كافة التحوُّطات الاحترازية وهي جاهزة لأي طارئ، وهيأت نفسها لاستقبال إخوانهم من النيل الأزرق، وأشار لتقديمهم لمؤن غذائية.. وفي سياق متصل ومن الدمازين أكد الحاكم العسكري لولاية النيل الأزرق اللواء ركن يحيى محمد خير استقرار الأوضاع الأمنية وسيطرة القوات المسلحة على الموقف في الدمازين والروصيرص في وقت تشهد فيه منطقة الدمازين عودة طوعية للمواطنين إلى منازلهم فيما تعمل عربات عسكرية وهي تحمل مكبرات الصوت على مناشدة المواطنين بالعودة إلى مقارهم، ويؤكد وزير الشؤون الإنسانية المكلّف بالدمازين توفر وسائل الحركة بكل من سنجة وود النيل وهارون لإعادة المواطنين إلى الدمازين... وعلى صعيد آخر سلم (30) من قيادات الجيش الشعبي برتب مختلفة أسلحتهم وأنفسهم للقوات المسلحة معظمهم من أبناء النيل الأزرق حسب المصادر والتي أكدت أيضاً أن مجموعة من قيادات أحزاب الولاية دفعت بمذكرة إلى الجهات المختصة أدانت واستنكرت فيها ما قامت به الحركة الشعبية في ولاية النيل الأزرق باعتبار أن الولاية باتت أكثر أمناً واستقراراً منذ توقيع اتفاقية سلام نيفاشا 2005م.