انقشعت أحداث الدمازين وبدأت ولاية سنار في تفويج النازحين من ولاية النيل الأزرق إلى مناطقهم بعد أن ساد الهدوء هناك، وفي استطلاع «الإنتباهة» وسط النازحين قبل مغادرتهم لولاية سنار عن آثار الأحداث التي ابتدرها الجيش الشعبي في ولايتهم قال عدد منهم إن للأحداث آثارًا اقتصادية وستضعف الإنتاج والإنتاجية في موسم الخريف بنزوح كثير من العمالة عشوائياً وتخريب كثير من المزارع جراء هذه الأحداث وتؤثر على دخل الفرد ويمكن أن تمتد آثار هذه الأحداث اقتصادياً على موازنة ولاية النيل الأزرق ويمكن أن تُدخل الولاية في مصيدة الديون وستعمل هذه الأحداث على عدم الاستقرار السياسي في المنطقة مستقبلاً ... وتخوف البعض من أن تشن الحركة الشعبية حرباً على المزارعين في أوقات الحصاد لسلب إنتاجهم وتمنوا أن تعتبر وتتعظ الحكومة من هذه الأحداث وتضع التحوطات اللازمة للتعامل بجدية وحسم الأمور مع الحركة الشعبية منعاً لتكرار مثل هذه السيناريوهات التي يتضرر منها المواطنون.وفي ذات السياق تميز وزير مالية ولاية سنار عن غيره من مسؤولي ولايته بوصوله لمدينة الدمازين صبيحة الهجوم الغادر من الحركة الشعبية على الدمازين كأول مسؤول يصل الدمازين بعد وقوع الحدث كما يعد أول مسؤول يصرح لإذاعة ولاية النيل الأزرق من الدمازين من مسؤولي الولايات المجاورة، وقال الوزير إن دافعه إلى السفر إلى الدمازين في حمى الأحداث توجيهات والي سنار للوقوف على أحوال وأوضاع المواطنين هناك بعد بدء الجيش الشعبي عملياته الهجومية على مدينة الدمازين... وأوضح الوزير أن وزارته أوقفت الصرف على أي عمل خاص بولاية سنار بل وجهت كل قدراتها وطاقاتها وإمكاناتها للطوارئ لتوفير الإيواء والغذاء والدواء للنازحين إليها كما أن الولاية وفي هذه الأيام تعمل بجدٍ من أجل إعادة المواطنين إلى ديارهم بعد تأمينها من القوات النظامية الباسلة، وتوقع أن تخلو معسكرات الولاية المؤقتة التي تأوي النازحين يوم غدٍ الخميس كحد أقصى مشيداً بالجهد الشعبي للمواطنين الذي كاد يوازي الجهد الرسمي بعد استنهاضهم للهمم وتقديم ما هو مطلوب.. وافاد أن المعسكرات المؤقتة بولاية سنار تمت تهيئتها تماماً بآليات الولاية بعد نكبة الدمازين حتى تكون ملائكة للسكن فيها وأكد محافظتهم على أمن وسلامة الأسر الراغبة في البقاء في الولاية... وفي الجانب الصحي للنازحين بمعسكرات الولاية عبّر الوزير عن بالغ حزنه لوفاة اثنين من النازحين «رجل وامرأة» إثر اصابتهم بأمراض مزمنة قبل وقوع حادثة الدمازين.. في الوقت الذي شهدت فيه مستشفيات الولاية وضوع 15 حالة من الحوامل منها أربع حالات في اليوم الأول نتيجة الهلع «الخلعة» حمل بعض من المواليد الذكور اسم أحمد عباس... وهنا اتضحت معاني الإنسانية وتعاظمت حينما تم نقل أمهات المواليد «النُّفَّس» إلى منازل المواطنين وتخصيص الوجبات الخاصة مع تقديم العناية اللازمة لهن.. وأكد وزير المالية اكتفاءه بتسيير دفة العمل الموكل إليه والخاص بالنازحين من داخل ولاية سنار بعد زيارته للدمازين التي قيّم من خلالها الأوضاع وحدد الاحتياجات معرباً عن رضائه بهذا العمل كأول عمل ينفذه وهو راضٍ عنه تمام الرضا منذ تنصيبه وزيراً للمالية بسنار..والملاحظ لأوجه النازحين يجد الابتسامة ترتسم على وجوههم بعد أن حزموا أمتعتهم وهم يسيرون برضا نحو المركبات التي خصصتها ولاية سنار لنقلهم من المعسكرات المؤقتة إلى مناطقهم بولاية النيل الأزرق وهذا ما أوصى به ديننا الحنيف المعاملة الحسنة.. وبالرغم من أن الرغبة في العودة الطوعية كانت أكيدة من قبل النازحين بمطالبتهم بزيادة مركبات النقل إلا أن كثيرًا من الأسر التي كانت تأوي المواطنين تأثرت وعبَّرت عن حزنها لفراق هؤلاء النازحين الذين هم إخوة وأهل وعشيرة من الجارة ولاية النيل الأزرق.